رئيس اللجنة الاجتماعية والفئوية بالمجلس العسكري الفريق أول “صلاح عبد الخالق” لـ(المجهر)
*لم أساهم في التغيير بشكل كبير، وإذا تم إقصاء توقعوا وقوع انقلاب
*(أنا أكعب من حميدتي) الطريقة التي تم بها تأويلها دفعتني للشعور بالإحباط، وعنيت بها بأني مشغول وملتزم بارتباط حسب جدول العمل، وليست تهديداً
* من يصرخون الآن (مدنيااااااا) هؤلاء ناشطون سياسيون وليس رجال دولة، والقرارات التي اتخذت من قبل المجلس كلها صحيحة لجهة أنها تزيل الاحتقان وتبعد شبح الحرب
*السياسيون يطلقون الحديث على عواهنه، وكتائب الظل مثل تهديد “صدام حسين” للأمريكان باستخدام السلاح الكيماوي
كلما انقشعت غيوم الفرقة تجمعت تلوح من بعيد، وكأن الله لم يحن لهذه الأرض أن تنتقل، فالجميع تدفعهم أحلام الثورة إلى ما يصبون إليه، ولكن واقع السياسة يقول غير ذلك، صراع العسكر والمدنيين، ربما في طريقه لطي هذه الحقبة، بعد أن أغلق الباب أمام معضلة استمرت لشهور متمثلة في التمثيل في المجلس السيادي، والآن الاتفاق المبرم توضع أحرفه الأخيرة لأجل التوقيع عليه، ولكن المشهد ما زال ضبابياً، خاصة بعد انتشار مقاطع فيديو مفجعة عن جريمة فض الاعتصام، تساؤلات كثيرة في الأذهان، وضعناها في طاولة الجنرال الأهم في المجلس العسكري قائد القوى الجوية، ورئيس لجنة الشؤون الاجتماعية، الفريق أول ركن “صلاح عبد الخالق”
حاورته: رشان أوشي
*مرحبا بك سعادة الفريق أول “صلاح عبد الخالق” في صحيفة (المجهر).. من هو “صلاح”؟
نرحب بصحيفة (المجهر) وبالنسبة لي صحيفة رصينة وخطها الإعلامي واضح ومعروف، الأخ “الهندي” أحد الكتاب الذين يُشار إليهم بالبنان، ومن ثم أنا الفريق أول “صلاح عبد الخالق” قبل هذا المكان كنت قائداً للقوات الجوية، قبلها عملت طيار اختبار في مصنع الصافات، اختبر الطائرات الحديثة، بهذه الصفة وكعضو في هيئة القيادة أصبحت عضواً في المجلس الآن.
*كيف تم اختيارك عضواً بالمجلس العسكري، هل كنت جزءاً من التغيير، وأنت لم تكن عضواً باللجنة الأمنية التي اتخذت القرار؟
لم اكن عضواً في اللجنة الأمنية، ولكن القوى الجوية لا يستهان بها، القوات المسلحة ثلاثة أفرع كما شاهدتي في الميدان (الجوية، البحرية، البرية)، قائد القوات الجوية رقم لا يمكن تخطيه، ولهذا السبب أنا كنت عضواً في هيئة القيادة وليس في اللجنة الأمنية، قبل ذلك أنا كنت أعمل طيار اختبار في مصنع الصافات للطائرات، نختبر الطائرات الجديدة.
*هل كنت مؤيداً لخلع الرئيس “البشير” وتنحي الفريق أول “عوض بنعوف” بعد يوم واحد من إعلان التغيير؟
كنت مؤيداً لتنحي الرئيس “البشير”، أنا لم أساهم في عملية التغيير بشكل كبير، وإنما تشكل رأي عام داخل الجيش يعتبر الوضع وصل إلى طريق مسدود، ولم تقدم حلول للمعضلة التي استمرت (5) أشهر باستثناء الحلول الأمنية، ولكن لم تقدم حلولاً سياسية أو اقتصادية، لأن المشكلة لها جوانب كثيرة، صفوف الوقود، الخبز، السيولة، بل وتفاقمت الأزمة السياسية إلى حد الاحتقان، الرئيس كان مصر على الترشح لفترة رئاسية جديدة، المؤتمر الوطني توقف تماما وقتها، وفي نظري لابد من حل سياسي ولكن ماهو لم اكن أعلم، حتى قضايا الشباب لم تجد اهتماماً، لأن قضيتهم ليست إزالة النظام فقط بل لهم قضايا خاصة كالتوظيف، وتطلعاتهم لأن تصبح بلادهم جميلة، الدولة لم تقدم حلولاً، بل قدمت حلاً أمنياً، لذلك تشكل الرأي العام لدينا بأنه قد آن الأوان بضرورة أن يتنحى “البشير”، وتداولنا هذا الأمر في هيئة القيادة.
*الرئيس المخلوع في أيامه الأخيرة قرب قيادات الجيش له كثيراً، حتى أنه عين كل الولاة من عسكريين، هل كان يخشى أن يتمرد عليه الجيش؟
هذا هو الحل الأمني الذي ذكرته لك سابقا، “البشير” حل الإشكال بالطريقة التي يفهمها هو، أن يكون الولاة عسكريين، والنائب الأول وزير الدفاع، ولكن ربنا سبحانه وتعالى قدر لإزالة الملك أنه لم يلهمه بالحلول التي تخاطب قلب المشكلة.
*هل تشعرون الآن أن قرار تنحي “ابن عوف” كان خاطئا؟
لا .. كان قراراً صحيحاً، كل القرارات التي صدرت كانت صحيحة حتى مناصفة المجلس العسكري، لسبب بسيط لأنها تزيل الاحتقان وتبعدنا من شبح الحرب الأهلية، أي قرار يحيل دون إراقة قطرة دم واحدة في سبيل الحُكم قرار صحيح، “عوض بن عوف” كان النائب الأول لرئيس الجمهورية في ذلك الوقت ولم يستمر طويلاً في المنصب ولكن قد يفهم أنه امتداد للنظام السابق، ومن هذا المنطلق يصبح القرار صحيحاً لأنه يزيل الاحتقان، نحن كمجلس عسكري مهمتنا الأساسية والتي نجحنا فيها حتى هذه اللحظة أبعدنا شبح الحرب الأهلية، وأزلنا الاحتقان، وحاولنا أن نتحلى بالحكمة لأقصى ما يمكن، والحكمة هي ضالة المؤمن.
*سعادة الفريق أول أشرت في معرض حديثك إلى (حرب أهلية) ورددتها كثيراً، حرب أهلية من طرفها ؟
حدثت في الخرطوم أمام عيونك، يوم فض الاعتصام في أطراف العاصمة هناك عصابات مسلحة ظهرت يطلق عليها (النيقرز) استخدمت الذخيرة وقتل الناس ليلاً حتى تم تنبيه الناس بالمايكرفونات، دعيني اسألك (ماهي مظاهر الحرب الأهلية)؟، بالطيع ما ذكرته لك من انفلات أمني يعتبر حرب أهليه، عندما يتم السيطرة عليها تسمى “انفلاتاً أمنياً”، وعندما تفقد السيطرة عليها تسمى (حرباً أهلية)، إذاً الحرب الأهلية هي ما حدث في تلك الليلة بحذافيره، كنا نمضي في هذا الطريق بسرعة قصوى، كما أن هناك حركات مسلحة ومواطنين يملكون سلاحاً في الخرطوم، الحركات المسلحة موجودة في الخرطوم.
*في كل حادثة يرد ذكر (كتائب الظل) أو مليشيات النظام السابق، لماذا لم تقوموا بحلها أو محاكمة منسوبيها؟
سمعت هذه التسمية في حوار مع الأستاذ “علي عثمان محمد طه” في التلفزيون، دائماً ما يطلق السياسيون الحديث على عواهنه (بتكلموا على كيفهم)، قد تكون (كتائب الظل) هذه كتهديد “صدام حسين” للأمريكان باستخدام السلاح الكيماوي، أو قد تكون موجودة، ولكن المؤكد بالنسبة لينا وموجود بالفعل هو (الدفاع الشعبي)، و(الخدمة الوطنية)، هذه قوات مدربة وموجودة ونحن متأكدون منها، ولكن كتائب الظل هذه لا أحد يعلم عنها شيئا، على أي حال هناك مجموعات مدربة على السلاح، ويوجد سلاح، وهذه إحدى مظاهر الحرب الأهلية.
*أنتم الآن بلا سند سياسي، الرئيس المخلوع وخاصة في أيامه الأخيرة، كان يهرول تجاه العسكر تارة، ويتجه للمؤتمر الوطني الذي غادره طوعاً مرة أخرى؟
بالطبع أي سُلطة في الكون تمشي على قدمين (قوة عسكرية، وسند سياسي)، لا يوجد سُلطة تمشي على قدم واحدة، هذان القدمان يمشي عليهما أي نظام، من يصرخون الآن (مدنيااااا) هؤلاء ناشطون سياسيون وليسوا رجال دولة، لا يوجد دولة تمشي بقدم واحدة.
*كيف كانت علاقتك بالرئيس المخلوع “عمر البشير”؟
كان صديقي، هذا على المستوى الشخصي باعتبارنا أصحاب أقدمية في القوات المسلحة، لكن على المستوى الرسمي لا علاقة لي به، فأنا ضابط جيش وهو القائد الأعلى.
*بصراحة من الذي قام بعملية اعتقال الرئيس “البشير”؟
“البرهان”.
*اهتم الناس بتعليق لك في مخاطبة والمايك فاتح دون أن تدري وأنت تقول: (أنا أكعب من حميدتي)، ماذا كنت تقصد لأن الكثيرين فهموه كلا بطريقته؟
(منفعلاً) هذا الموضوع وجد حيزاً أكبر من حجمه، وبصراحة دفعني للإحساس بإحباط كبير وفقدان أمل في تقدم السودان، المؤتمر الصحفي المعني كان المتحدث الرئيسي فيه الفريق أول “حميدتي” وكنت أجلس بالقرب منه، كان مرتبطاً باجتماع مع ضباط الشرطة، وأنا كنت ملتزماً باجتماع آخر في قاعة الصداقة مع منظمات المجتمع المدني، بانتظاري أكثر من (5) آلاف شخص، اضطر نائب رئيس المجلس للاستئذان وطلب مني المواصلة في المؤتمر الصحفي، كنت وقتها أتحدث مع “ياسر العطا” قائلاً: “والله أنا أكعب من حميدتي”، بمعنى أنا أيضاً مشغول وملتزم بارتباط، هذا كل مافي الأمر، أما ما وجده من رواج يؤكد أن هذه البلاد غارقة في التخلف، لأن الفهم الذي تداوله الناس غريب ويدفعني لطرح سؤالين (هل حميدتي كعب؟) حتى أقول أنا أكعب منه؟، ثانيا (أنا أكعب منه حاسوي شنو؟”، هل سأجلب الطيران لقتل الناس؟، أنا قائد الطيران ولستُ مجرماً، بعدها واصلنا المؤتمر الصحفي وتحدثنا بثلاث لغات كل ذلك لم يجد اهتمام أحد، إنما اهتموا لهذه العبارة، وهذا ما دفعني للشعور بالإحباط.
*كيف سيتم اختيار أعضاء مجلس السيادة من العسكر؟
سيتم اختيار خمسة من السبعة أعضاء المجلس العسكري.
*العضو الحادي عشر؟
حسب الاتفاق الذي اطلعت عليه قبل قليل هو مدني بخلفية عسكرية غالباً سيتم اختيار ضابط معاش لزيادة عدد المدنيين، ولكن من هو لا علم لي.
*الآن.. بعد كل هذا الكفاح والمواجهات والدماء.. هل ترى أن الثورة وانحياز الجيش لها قد حقق أغراضه؟
أي ثورة في العالم كما قال الشاعر “أحمد شوقي”: وللحُرية الحمراء باب لكل يد مضرجة يدق، مضرجة تعني مضرجة بالدماء (مافي ثورة ملح) الحالمون ممن يتحدثون عن المدنية لم يدرسوا التاريخ جيدا، لا توجد ثورة مجانية بل لابد من تضحيات من الطرفين، نحن العسكريين ينظر إلينا بأننا لم نضحِ، العكس نحن قدمنا أكبر تضحية، ضحينا برتبتك، منصبك، موقفك، واتخذت موقفاً كان يمكن أن يحسب عليك ويتم اعتقالك أو تصفيتك …الخ، الدول التي تطورت في العالم قدم في سبيلها تضحيات ضخمة جدا، اليابان قصفت بقنبلتين ذريتين، المانيا قتل في العاصمة برلين فقط عشرون مليون شخص حتى نهضت المانيا من بين الركام، لا يوجد ثورات تنجح مجاناً، كرفع العلمين ومصافحة العدو، بقدر حجم التضحيات تتطور الدول، على الشعب أن يعلم أن التضحيات لها ثمن، وأن الثورات لها ثمن، والحُرية لها ثمن.
*هناك هتافات ضدك في المقابر في مراسم دفن الأستاذ “علي محمود حسنين”، ماذا كان انطباعك .. ماذا تقول الآن لمن هتفوا ضدك؟
استقبلت استقبالاً طيباً جداً عند أداء واجب العزاء في المرحوم “علي محمود حسنين” وهو رجل تربطني به صلة قربى نحن من بلدة واحدة في الشمالية، ولكن في آخر دقيقة تنبه لي أحد الحاضرين وعرف أنني عضو المجلس العسكري، وتعالت الهتافات (مدنية مدنية مدنية)، قدرت وقتها أن هؤلاء الناس مراهقون ليس إلا، لأن للمقابر والموت حُرمة، وأنا وقتها جئت لأعزي أهلي، ومن ثم اعتبرناها ثمن مستحق تدفعه الشخصيات العامة.
* كيف يقابلكم الناس وأنت عضو المجلس العسكري في الحي، الأفراح، والأتراح خاصة بعد الاتفاق الأخير مع قوى الحُرية والتغيير؟
تغيرت نظرة الناس، وأصبحت إيجابية، الناس مبسوطين وسعيدين جدا، لكي اكون أكثر وضوحا، في البداية كانت نظرة الناس والثوار للمجلس العسكري إيجابية جدا، أنا دخلت الميدان يوم 6 أبريل، الأيام التي سبقت الحادي عشر من أبريل كنت أقضي وقتاً طويلاً في الميدان، فأنا قائد الجوية وأمر من أمامهم أجالسهم وأحادثهم وأمازحهم، كانوا سعيدين بنا جدا، فجأة تغيرت نظرتهم لنا بخطاب قدمه الناشطون المسؤولون عنهم، بدأوا في شيطنة المجلس العسكري، ثم فجأة أصبحنا عدواً بدون سبب، وأصبحوا يهتفون ضدنا، وهم نفس الناس ممن سعدوا بنا من قبل، ابني كان من الثوار و”صابيها” في الميدان، تم تحويلنا إلى أعداء ورفعوا سقف طموحات هؤلاء الشباب، وغذوهم بالمدنية الصرفة في الفترة الانتقالية، في تاريخ العالم لم تكن هناك فترة انتقالية مدنية صرفة.
*ذكرت أن ابنك كان من ضمن الثوار.. ما موقفه منك بعد فض الاعتصام؟
(يجيب بانفعال) .. نحن مواطنون سودانيون، أبنائي يعانون من ذات معاناة المواطنين .
*الاتفاق به نقاط مبهمة وغير مرضية للثوار ألا تخشون خروج الشارع عليه؟
لا يوجد اتفاق يكون عليه إجماع كلي في العالم، إذا خرج الطرفان سعيدين يعني أن الاتفاق فاشل، أما إذا خرجوا حانقين يعني أنه اتفاق ناجح، لابد من تضحيات وتنازلات، كالذي حدث في نيفاشا، نحن قدمنا تنازلات وكذلك الحركة الشعبية.
*هناك أنباء تفيد بإطلاق سراح رموز النظام؟
من أين تأتون بهذه المعلومات، ومن الذين أطلق سراحهم، إذا بالفعل أطلق سراحهم ما فائدة الثورة إذاً، هؤلاء المعتقلون مازالوا رهن الاعتقال، إذا تم إطلاق سراح “علي عثمان، نافع …الخ”، (نحن قاعدين ليها شنو ما نشيل عفشنا ونمشي)، هذه أخبار عارية من الصحة، دخول الحمام ليس كالخروج منه لن يطلق سراحهم بدون تحقيقات، ولكن البعض يعشقون البلبلة والمشاكل ويسعون لوصمنا بأننا امتداد لـ”عمر البشير”، (“عمر البشير” ما أرجل مننا، نحن رجال).
*من الذي فض الاعتصام، وهل صحيح شاورتم قوى الحُرية والتغيير في الأمر كما يُشاع؟
نحن لم نقرر فض الاعتصام، (جابوا الله أو جاء بالصُدفة) كيف نشاورهم في أمر لم نخطط له، فض الاعتصام لا يعلمه غير (إبليس اللعين).
*هناك مقاطع فيديو انتشرت قام بتصويرها جنود ممن فضوا الاعتصام .. كيف تفسر ذلك؟
اسأليهم هم .. هم الفضوا الاعتصام.
*اشترطت قوى الحُرية والتغيير تكوين لجنة تحقيق وطنية في قضية فض الاعتصام.. ما موقفكم؟
نحن كقوات مسلحة شكلنا لجنة تحقيق وانتهت وسلمناها النائب العام، بدوره شكل لجنة أخرى، الآن قوى الحُرية والتغيير طالبت بلجنة تحقيق شفافة مستقلة، ليس لدينا ما نخفيه، هناك أناس ماتوا، وآخرون هربوا هذه هي الحقيقة مجردة، لن نتنكر لها .
*أنت مسؤول عن القطاع الاجتماعي والفئوي.. ماذا فعلتم بشأن أزمات القطاع الصحي.. هل عاد عمل الأطباء بنسبة (100%) هل تم حل بعض مشكلاتهم ؟
كان لدينا خطة طموحة ولكن الآن القادمة هي حكومتكم، ولكننا قدمنا مقترح لرفع دخل الأطباء اكتشفت أن دخلهم ضعيف جدا وأن نواب الاختصاصيين كثر جدا يدرسون على نفقتهم الخاصة بدأنا في وضع معالجات للأمر، لقاؤهم مع السيد رئيس المجلس العسكري قدموا من خلالها طلبات تمت الموافقة عليها وسننفذها، الأطباء يستحقون أكثر من رواتبهم التي يتقاضونها الآن بعشرة أضعافها، كقطاع المعلمين الذين يواجهون ظلماً كبيراً بالرغم من رأيي في إضراب الأطباء.
*قارن لنا بين شخصيات “البشير”، “ابن عوف”، “البرهان”، “حميدتي” من النواحي العسكرية، الإدارية، الإنسانية؟
كلهم سودانيون لديهم الصفات المشتركة بين جميع السودانيين، جميعهم قادة عسكريون لهم صفات مشتركة، “عوض بن عوف” زاهد في الحياة لا طموحات له، “برهان” على خلق وطويل البال تلاحظي باله الطويل، “حميدتي” قائد ميداني موفق في كل العمليات التي قام بها، يتميز بشجاعة نادرة رغم صغر سنه، وله ذكاء فطري، يصلح أن يكون قائداً.
*منذ العام 1956م وحتى الآن، أنظمة الديمقراطية تعد على أصابع اليد بينما استأثر العسكر بنصيب الأسد، ما طموح العسكريين في السُلطة؟
لم يسعَ العسكر يوماً للسُلطة، كل الانقلابات العسكرية قامت بها أحزاب سياسية، انقلاب 17/نوفمبر/1958م “عبد الله بك خليل” رئيس الوزراء من حزب الأمة، سلم السُلطة للقائد العام الفريق “إبراهيم عبود”، انقلاب 25/مايو/1969م قام به الحزب الشيوعي السوداني، الموجودين الآن ومنهم من قضى نحبهم، سلم السُلطة لمجلس قيادة الثورة وبه قيادات الحزب الشيوعي واليسار، انقلاب 30/يونيو/1989م نفذته الجبهة الإسلامية القومية، كل هذه الأنظمة كانت مدنية وحكمت بالمدنيين، نظام “البشير” كان حكومة المؤتمر الوطني “نافع، علي عثمان وأحمد هارون” (ديل كلهم ملكية ما فيهم عسكري)، إذاً كل الانقلابات نفذتها الأحزاب السياسية، وقامت باستغلال الجيش، حتى انقلاب 29/رمضان نفذه حزب البعث العربي الاشتراكي، بإمكانك أن تسأل “علي الريح السنهوري”، الأحزاب هي من تتآمر وتقصي حزب وينقلب عليهم.
*هل نتوقع انقلاباً عسكرياً؟
إذا تم إقصاء توقعي انقلاباً.