أحياناً يجد المرء ثماراً إيجابية أعلى من توقعاته التي يضعها في حساباته، فهذا ما حدث للدكتور “أحمد بلال” الأمين العام المكلف بالاتحادي المسجل والوفد المرافق له حين زار السيد “جعفر الميرغني” نائب رئيس الاتحادي الأصل في جنينة السيد “علي” خلال اليومين الماضيين، فقد كان هدف “بلال” رسم التحية والمجاملة لمضيفه وملامسة الهموم المشتركة في الساحة، غير أن السيد “جعفر” ألقى الحجر الكبير في البركة الساخنة وهو يلتقط القفاز متحدثاً عن ضرورة قيام الوحدة الشاملة للاتحاديين في هذا التوقيت الدقيق والحساس الذي يمر به الوطن، فإذا بالفكرة النيرة تجد القبول الفوري من الطرف الآخر، فالواضح أن السيد “جعفر” رأى استثمار هذه الزيارة إلى حدوث عمل وحدوي ناضج يتماهى مع قناعات القاعدة العريضة لكيان الوسط الكبير، مما حدا بالطرفين على التصميم في التشاور والتفاوض حول هذا المشروع الثنائي الذي يؤطر إلى مشوار التلاقي بين جميع القبيلة الاتحادية الكبيرة، فها هو الأستاذ “بابكر عبد الرحمن” المراقب العام يطالب بتسريع الخطى في مثل هذه المشاريع الاتحادية المطلوبة، وبذات القدر يقول الدكتور “علي السيد” بأن فكرة السيد “جعفر” ستجد الاهتمام اللازم في مقبل الأيام، فاللقاء كان مثمراً وحيوياً تجاوز محطة المجاملة إلى الدخول في لب القضايا المركزية للاتحاديين، وخطوة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، كما يقول السيد “عوض دعوب” القيادي بالاتحادي المسجل، سيما وأن السيد “جعفر” قال بأن هذا اللقاء يجب أن يكون له ما بعده، فالأحاسيس والأشواق بين الاتحاديين تخرج من الدواخل حتى تصل إلى جوهر الطموحات المطلوبة، فالاتحادي الديمقراطي المسجل كيان حزبي له مؤسساته وهياكله، جاء يبحث عن التلاحم الوحدوي في إطار الاستقلالية مع الاتحادي الأصل لأن ذلك أدعى إلى قيام وحدة متماسكة ومتجذرة في القلوب والأفعال، حيث يلعن التاريخ الذين يحاولون التفريق بين التلاحم الاتحادي سواء كانوا في الأصل أو المسجل، فالوحدة الاتحادية نسيج مقدس وواقع محتوم لا تخذله الأمنيات البغيضة ولا تقضي عليه خطوات الهدم، فلا بد أن تتحرك اللجنة المطلوبة التي سوف يقودها الدكتور “علي السيد” من جانب الأصل والأستاذ “محجوب محمد عثمان” من الاتحادي المسجل.
الذين حضروا اللقاء من جانب السيد “جعفر” هم المحامي “بابكر عبد الرحمن” الدكتور “جعفر أحمد عبد الله” الأستاذ “معتز الفحل” والأستاذ “معتصم حاكم” ومن جانب الاتحادي المسجل “أحمد علي أبو بكر” و”عوض دعوب” و”طارق بريقع” والمحامية “أميرة حاج دفع الله” و”محمد ملولح” و”نور الوسيلة”.
لا بد من القول بأنني على المستوى الشخصي يتقطر قلبي حزناً على ذهاب الدكتور “حسن بلال” والأستاذ “محمد الدقير” وأنصارهم إلى الضفة الأخرى من الحزب، فإن فراق هؤلاء أمراً صعباً ومحزنا ينطوي عليه الكم الهائل من الجراحات والمرارات الكئيبة على النفوس والأفئدة، فالفرقة الموسيقية لا تعزف لحناً سلساً وأنيقاً في غياب اللاعبين الماهرين الذين ينثرون النشوة والجمال مع أشقائهم في الضفة التي تركوها وهم يتصفون بذات الخصال القيادية الفذة.. فالشاهد أن حزن الانشطار في المسجل له طعم مالح وانعكاسات سالبة في البراري والحوش والكاملين حتى دنقلا “جمال ميرغني”.