نوافذ

الوطن في حالة مخاض !

على صوت الزغاريد التي كانت تبث في الثائرين روح المقاومة… وباتت الآن تنطلق احتفالاً واحتفاءً بتوقيع الاتفاقية بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير…. بين تلك الزغاريد وأصوات الحناجر التي تضج بها الشوارع أسمع أنين السودانيات اللائي سُرق شرفهن علناً وتحت أعين الكاميرات واستبيحت حرمتهن….
أرى دموعهن وهي تقفز وجعاً وتنزف هماً وأنام وفي الحلق غصة….وفي مخيلتي حلم لا ينفك يراودني…. أن يرزقهن الله بمن يقدرهن ويحترمهن وأن يستر عليَّ وعليهن….
فترة عصيبة مرت على البلاد أرجو من الله أن تكون آخر الأوجاع…. وآخر الأحزان….
ومثلي مثل كثير من الناس أتجول بين مطرقة التكذيب والتصديق ذهاباً وإياباً كمن ينتظر عزيزاً في غرفة العمليات…. فالبلد هو الغرفة والعزيز هو أمنه.. وأنا في انتظار نجاح استقراره وطمأنينة شعبه….
كانت الأيام مرهقة جداً…. والتفكير كثير التشعب حتى أنني خشيت أن يشكوني عقلي لله…. والله يعلم ما أصابني من وجع…
الكثير الكثير من الأحداث… مع قليل من القدرة…. ليس مع ذلك حل سوى الاستعانة بالله على تخطي تلك الأيام العصيبة….
الوطن في حالة مخاض…. إما أن يلد فرحاً وإما أن يغرقنا في حزن لا ينضب… كلنا أبناء هذا الوطن بكل سحناتنا ولهجاتنا… بعيداً عن العنصرية البغيضة… بعيداً عن القبلية البائسة…. في حضرة وطن واحد ضمنا ورعانا… بسم ترابه.. دعونا نمسح دموع الكنداكات ونربت على أكتاف أخواننا.. ونمضي قدماً نحو غدٍ أفضل…

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية