تقارير

اتفاق (العسكري) وقوى التغيير .. الشارع السوداني يترقب بتفاؤل حذر

الطرفان لم يستلما الوثيقة لأسباب فنية

الخرطوم ـ سيف جامع
يترقب الشعب السوداني بقلق بالغ موعد توقيع قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري على الوثيقة النهائية لترتيبات الفترة الانتقالية وسط تفاؤل حذر من قبل بعض شاب الثورة، إلا أنه يتوقع أن يقود الاتفاق إلى تشكيل حكومة تحقق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة .
وأعلن مساء أمس، الوسيط الإفريقي في السودان إرجاء تسليم وثيقة الاتفاق بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير إلى اليوم (الخميس)، لأسباب فنية، وقال الوسيط الأفريقي إلى السودان محمد الحسن لبات إن اللجنة السامية للقانونيين انتهت من صياغة الاتفاقية بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير، داعياً الأطراف لاستلام الوثيقة.
وكان المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي، الفريق “شمس الكباشي” قد قال في تصريحات صحفية، إن إجراءات الوثيقة من حيث الصياغة النهائية ستكتمل (الأربعاء)، مضيفاً أنها ستكون جاهزة للتوقيع عليها في احتفال ضخم خلال الأيام المقبلة.
من جهتها اعتبرت قوى الحرية والتغيير أن الاتفاق يشكل مرحلة فاصلة نحو الانتقال إلى الديمقراطية، مؤكدة أنها ستعمل مع الجميع لضمان تنفيذ الاتفاق، وأشار القيادي في قوى الحرية والتغيير “إبراهيم الأمين” إلى أن هذا الاتفاق “يعد بداية لمرحلة فاصلة يحتاجها الشعب السوداني للانتقال من الفترة التي حصلت فيها الكثير من المظالم، إلى مرحلة تمهد للديمقراطية واحترام حقوق الإنسان”.
من جانبه تعهد القيادي بالحرية والتغيير وعضو فريقها للتفاوض “إبراهيم الأمين” بأنهم سيعملون مع المجلس العسكري كيدٍ واحدة من أجل إنفاذ الاتفاق وتجميع الشعب السوداني، معتبراً الاتفاق بداية لمرحلة فاصلة في تاريخ الشعب السوداني للانتقال من فترة المظالم والمفاسد إلى مرحلة تمهد للديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.
وأكد “الأمين” أن المرحلة هي مرحلة للعمل ومرحلة لاستنفار كل السودانيين، مشدداً على أن السودان للجميع وأن قوى الحرية والتغيير لا تريد إقصاء أحد، مشيراً إلى أن الذين يتولون الأمر في الفترة الانتقالية، مكلفون بالقيام بمهمة محددة لوضع أسس للمرحلة الديمقراطية القادمة.

ووجد الاتفاق ترحيباً دولياً واسعاً، حيث رحبت المفوضية السامية لحقوق الإنسان والدول الأعضاء بإعلان الاتفاق بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير، باعتباره خطوة نحو تعزيز تحقيق الأمن والاستقرار وترقية أوضاع حقوق الإنسان بالبلاد، وطالب رئيس البرلمان العربي “مشعل بن فهم السلمي” الفصائل المسلحة في السودان، استبدال لغة السلاح والنزاع بلغة الحوار والمفاوضات والانضمام للعملية السياسية.
وقال “السلمي” الذي يزور السودان حالياً على رأس وفد رفيع المستوى من البرلمان العربي، إن وفد البرلمان اجتمع خلال الزيارة بعدد من الفصائل المسلحة في السودان، وطلب منهم أن يستبعدوا لغة السلاح والنزاع بلغة الحوار والمفاوضات والانضمام للعملية السياسية.
أما على المستوى الداخلي، فقد دعا ممثل أسرى حركة جيش تحرير السودان الذين تم إطلاق سراحهم مؤخراً، “نمر محمد عبد الرحمن” إلى تضافر جهود كل السودانيين من أجل دولة تسع الجميع ويتساوى فيها كل الشعب السوداني، وقال خلال الحفل الذي نظمه حزب الأمة جناح “مبارك الفاضل” بدار الشرطة أمس “الأربعاء”، على شرف إطلاق سراح الأسرى، إننا حاربنا النظام السابق من أجل الشعب السوداني وإقامة دولة تحترم التعددية والديمقراطية.
من جانبه قال “أحمد حسين أدروب” ممثل حركة جيش تحرير السودان “يجب علينا جميعاً ترك الماضي ومراراته والعمل على بناء دولة متنوعة ومتعددة”، وأضاف أن التعدد قوة، داعياً إلى النظر في قضايا البلاد بوضوح وشفافية، وطالب ببناء وطن يتساوى فيه الجميع على أساس الحقوق والواجبات، كما شدد على فتح ملفات الفساد والمفسدين، وقال “حاربنا النظام البائد بحثاً عن الحرية والعدالة والكرامة”.
وفي خطوات من قوى التغيير لإيجاد تأييد كامل لاتفاقها مع المجلس العسكري، التقى وفد منها بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بالحركات المتمردة لعرض الاتفاق المزمع توقيعه بينهم والمجلس العسكري.
وضم الوفد قيادات من قوى التغيير وتجمع المهنيين منظم التظاهرات التي أسقطت نظام “البشير”، حيث عرضوا الاتفاق في نسخته النهائية على الفصائل المسلحة الموقعة على إعلان الحرية والتغيير وغير الموقعة عليه، للاستماع إلى رأيها حوله، والتشاور النهائي فيه”.
وتؤكد قوى التغيير حرصها على أن تكون تلك الفصائل شريكاً أساسياً في عملية بناء الفترة الانتقالية وصاحبة قرار فيها”.

وتقول القيادية بالحرية والتغيير “ميرفت حمد النيل” إنهم اتصلوا بحركتين مسلحتين لإقناعهما بأن تكونان جزءاً من الاتفاق مع المجلس العسكري، للوصول إلى سلام في مناطق النزاعات، وتابعت “بدأنا اتصالات مع رئيس الحركة الشعبية/ شمال “عبد العزيز الحلو” ورئيس حركة جيش تحرير السودان “عبد الواحد نور” بهدف التوصل إلى صيغة رسمية حتى يكونوا جزءاً من الاتفاق بيننا والمجلس العسكري”، وأضافت: “لا بد أن يكون قادة الحركات المسلحة راضين عن الاتفاق والاستفادة منه في تحقيق السلام”.
والحركة الشعبية/ شمال بقيادة “عبد العزيز الحلو”، وحركة جيش تحرير السودان لم توقعا على إعلان قوى الحرية والتغيير، بينما وقعت حركة العدل والمساواة، بقيادة “جبريل إبراهيم”، وحركة تحرير السودان بقيادة “مني أركو مناوي” ضمن تحالف قوى نداء السودان.
وفي مبادرات لحسن النوايا أعلن كل من المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير أنهما سيعملان يداً واحدة للعبور بالسودان من المرحلة الراهنة، وأكدا التزامهما الكامل بإنفاذ الاتفاق الذي تم بينهما مؤخراً، وكشفا عن اكتمال الصياغة النهائية لوثيقة الاتفاق توطئة للاحتفال بتوقيعها النهائي، الذي من المتوقع أن يتم خلال الساعات القادمة، بمشاركة إقليمية ودولية واسعة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية