رأي

فنجان الصباح

أحمد عبد الوهاب

عرضحال على منضدة رئيس الوزراء القادم

مما يؤثر عن العارف بالله تعالى الشيخ “العبيد ود بدر” عطر الله ضريحه وثراه قوله: (كان ما عجيني منو البجيني)! والعجين هو الدقيق والطحين، معنى ووزناً، وبتوسعة معناه إلى مفردة معاصرة، يمكنه أن يشمل كافة الخدمات، ليس مطلوباً من الحكومة أن تقدم الطعام مجاناً اذ لم يعد أحد يطمع في حكومة تعطيه رغيف خبز يابس، كان ذلك على زمان دولة الرعاية الراشدة كما في مسيد “ود بدر الرشيد” .. لقد نسي الناس ذلك تماماً مع حمى سياسة التحرير، ودولة الجباية، وكان “أبو آمنة حامد” يردد في غضبة بجاوية (إن أمير المؤمنين كان يعطيك ألف دينار وجارية) ولكنه الآن لن يعطيك “سندوتش “..
نظلم رئيس الوزراء القادم إذا طلبنا منه أن يجعل من “ود بدر” مهندساً للسياسة الاقتصادية الجديدة، ولكن من الظلم أن يفتقد المواطن دولة الرعاية ويصطدم بدولة الجباية.. دولة الجباية يتعيّن أن تموت ولا يصلى عليها، ولا تدفن في مقابر المسلمين.. لا طويلة لدولة الجباية.. إن عز الوصول لدولة الرعاية..في الفترة القادمة ستكون مفردات العدالة والحرية على المحك.. ستكون مجرد عرائس من الشمع ..مجرد دمى من البلاستيك، ما لم تتحول إلى خدمات محسوسة في يوميات المواطن السوداني الفقير.. فالمصروف قليله مثل كثيره، يبتلعه غول الغلاء..مع رغيف يزداد سعراً ، ويقل وزناً، أسوة بمطلوبات منزلية مستحيلة، لم تعد في متناول يد الفقراء، وفي حين تسجل الرقابة الحكومية غياباً فاضحاً على الأسواق والأسعار، تزداد طوابير الخبز، والصراف الآلي ، ومحطات الوقود.. أما المواصلات فأزمة حاضرة.. وحلول غائبة.. تتزامن مع بداية عام دراسي نجا بأعجوبة من برامج المظاهرات، ليجد نفسه أمام أزمة المواصلات، مع ارتفاع جنوني في التعريفة بما لا يطيقها مصروف طالب، ولا جيب موظف..
و (الحكومة من غير شغل مشغولة) كما قال شاعرهم الشعبي.. وإن حكومة لا تستطيع توفير سندوتش طالب .. ومقعد له في حافلة .. وكوب شاي أحمر بالقيمة.. لا تستحق البقاء سحابة من نهار.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية