ربع مقال

اتفاق العسكري والتغيير وجبنة الصادق المهدي .. !!

د. خالد حسن لقمان

.. من أكثر القيادات السياسية ذكاءً في التعليق الساخر السريع والمباشر على الأحداث السياسية المتحركة هو “الإمام الصادق المهدي” زعيم حزب الأمة القومي الذي يمتاز بدقة التوصيف الساخر للحالة الراهنة التي أمامه، ودونكم ما أشعل به الرجل مواقع التواصل الاجتماعي في بدايات الحراك السياسي الأخير ذلك بالرغم من ما أثاره من امتعاض لدى عدد كبير من متابعيه ومواليه أيضاً .. ومن بين هذه التوصيفات الساخرة لـ”الإمام الصادق” والتي أحسبها قد دخلت كتاب التاريخ السياسي السوداني الحديث هو ما قاله عن اتفاقية نيفاشا التي خرجت للناس علي نحو غير متماسك تماماً وفيه الكثير من الثغرات التي أدت من بعد إلى أضرار كبيرة بمصلحة البلاد فما كان الناس ينفكون عن خطأ أو التباس يظهر لهم في جزء ما أو بند من هذه الاتفاقية الكارثة إلا ويكتشفون خطأ آخر وبسوء أكبر .. يومها وصف “الإمام” اتفاقية نيفاشا هذه بالجبنة السويسرية التي تشتهر بكثرة الثقوب عليها .. وصف مدهش ودقيق وخطير من رجل داهية ذلك بالرغم من ما واجهه هذا الوصف آنذاك من انتقاد من البعض باعتباره وصفاً برجوازياً وقد صدق هؤلاء في ذلك لأننا في هذا البلد الطيب في غالبنا (بنعرف) فقط جبنة الدويم وحلفا الجديدة، والجبنة السويسرية هذه فقط لمن درسوا في لندن كـ”الإمام الصادق” إلا أن هذا الوصف يبقى للرجل شاهداً على قوة توصيفه للحالات السياسية بذكاء وحنكة يحسد عليها .. هذه الكسرة ( بفتح الكاف وليس بكسره وإلا الحكاية تبقى ناقصة سلطة خضراء مع جبنة “الصادق” دي مناسبتها تأتي مع ما بدأ يرشح لنا من تفسيرات مختلفة ومتباينة للاتفاق الذي وقعه أخيراً المجلس العسكري مع قوى الحرية والتغيير، ومن بين ذلك تفسيرات خطيرة تتعلق بطبيعة سلطات المجلس السيادي .. ما هي .. وما هي حدودها .. وما هي تقاطعاتها مع سلطات جهاز الدولة التنفيذي ممثلاً في مجلس الوزراء .. هل بالفعل سترفع القرارات للمجلس السيادي ليجيزها أو يرفضها .. ؟؟ .. والمجلس التشريعي .. ما طبيعته ومهامه..هل هو مجلس تشريعي بمعنى تشريعي أم أنه برلمان انتقالي رقابي فقط على أداء الجهاز التنفيذي وليس من سلطاته مطلقاً وضع أي قانون أو تشريع و إجازته كما قال بذلك رئيس المجلس العسكري بنفسه.. ؟؟ .. ثم من سيكون له القول الفصل في اختيار المشاركين في مجلس الوزراء؟.. من يستطيع أن يفرضهم ومن يستطيع أن يرفضهم عند حدوث الخلاف هنا .؟؟ .. هل بهذا الغموض في تفسيرات اتفاق المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير ما يجعل هذا الاتفاق شبيهاً بجبنة السيد “الصادق المهدي” .. ؟؟!! .. ليت الإمام يقول شيئاً ..

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية