رأي

خدمات في تطور.. وسيناريوهات منقوصة

امل ابو القاسم

ثمة تحسن بدأ ينتظم بعض الخدمات التي كانت تشكل أضلع التظاهر الأولى المدفوع بنقصها بل انعدامها البتة أحياناً، وقد لاحظت توفر الخبز في عدد مقدر من الأحياء والمخابز وانحسار الصفوف إلى حد (طبعاً هذا ما وقعت عليه عيني، إذ ربما هنالك بعض المناطق تعاني)، وهذا مقياس أو نموذج لمخابز كانت كغيرها ترزح تحت ضغط الصفوف المتطاولة منذ آخر أيام الحكومة الفائتة وحتى مطلع التغيير.
ليس ذلك فحسب بل حتى حجم الرغيفة عاد إلى وزنه بعد أن حاولوا التلاعب فيه فبدت كحجم الإصبع وانكمش بالأكياس التي كانت تنتفخ به رغم ذات العدد، ما يعني أن رقابة صارمة فُرضت عليه. وكذا الحال بالنسبة للوقود الذي بات في متناول خزانات السيارات وتقاصرت الصفوف. بقيت فقط المعضلة الكبرى ولعلها أكبر سيقان المضلع وهي مشكلة انعدام النقد وتطاول الصفوف بالصرافات رغم أن ثمة ودائع من المفترض أنها أُودعت خزينة البنك المركزي، وأعني وديعتي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، أم تراها لم تصل وما قيل محض وعود؟
أيضاً فقد شرعت المحليات في فتح المصارف وطرح التراب بالكراكات وانتظمت عربات النفايات في عدد من الأحياء، وبذا تكون المحليات قد قامت بدورها، على أن البقية تقع على عاتق المواطن فمداخل الشوارع ما زالت قذرة بفعل رمي الأوساخ بإهمال ونبشها من قبل البعض، ولو تم إكمال نظافة الشارع حتى نهايته وحفظت القمامة جيداً لتمتعنا بمنظر محترم وضمنا بيئة آمنة.
ولعمري فهذا أمر جيد إلى حد كون البلاد بلا حكومة إنما تمشي بتسيير مفوضين ومع ذلك استطاعت رتق بعض التفتقات التي عجزت عنها الحكومة السابقة بكامل هيئتها.
خلال ما تم عرضه في الفيلم الوثائقي الذي بثته قناة العربية الحدث وكل السيناريوهات الفائتة تلاحظ أن هنالك أشخاصاً بعينهم تبادلوا الأدوار في خلع الرئيس السابق فجر الحادي عشر من أبريل، بيد أن كل تلكم الشخصيات تلاشت الآن من مسرح الحدث ولم يتبق سوى الفريق أول “حميدتي”، والفريق أول “عبد الفتاح البرهان” رغم أن الأخير كان دوره أشبه بالكومبارس كونه من أخطر الرئيس بالقرار شفاهة ضمن مجموعة. وظل هنالك أمر يتلبسه الغموض رغم إيراد الخطوط العريضة وأعني فتح القيادة من أساسه للمعتصمين.
ترى من هم تحديداً الذين فتحوا المكان على مصراعيه للثوار نهار ستة أبريل؟ وهل كان ذلك يعني وضع اللبنة الأولى لاقتلاع النظام؟ وفي كل تلكم السيناريوهات ظل مدير عام جهاز الأمن والمخابرات الوطني “محمد عبد الله قوش” بمثابة البطل. ثم وبعد تطور الأوضاع إلى حينها هذا انسحب ولم يعد له وجود في الساحة ظاهرياً، اللهم إلا إن كان كشخصية (رقم صفر) في روايات الشياطين الـ(13). إذ هل يعقل أن يختفي هكذا؟ أم أن هنالك أدواراً مرصودة تنتظره وغيره لاحقاً؟.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية