الديوان

ترزي الحي الرجالي والستاتي.. مبدع في طريقه للنسيان

هذه مهنتي

الخرطوم – مريم حسن
لسنوات طوال ظل ترزي الحي الرجالي والنسائي من أبرز ملامح المدن والقرى بالسودان، وكان المزار الدائم لكل أفراد الأسرة من الكبار والصغار الذين يزورونه لخياطة ملابسهم في مناسبات العيدين الفطر والأضحى وبدايات مدارس الأساس والثانوي وهي مواسم يكون فيها الترزي مشغولا بماكينة الخياطة ومتر القماش والإبرة من الصباح إلى ما بعد منتصف الليل.
إلا أن الملاحظ الآن وبكثرة الأسواق والمعارض التجارية وانتشار الملابس الجاهزة خاصة المستوردة اضطر بعض الترزية لترك عمل الخياطة وامتهان مهن أخرى، وأصبح البحث عن الترزي البلدي أو ترزي الحي الشعبي أمر في غاية الصعوبة وصار وجوده نادراً في الأحياء وإن كان لا زال يدافع عن مهنته في الأسواق.
وترى السيدة “زينب عبد الله” أن الترزي في السابق كان نجم الحي الأول، خاصة ترزي الملابس النسائية، وكان عمله من أهم الأعمال في الأسواق، وكانت أجمل الفترات تأتي بأن يقود الأب أو أم الأبناء للذهاب للترزي لأخذ القياسات وتفصيل ملابس العيد، وكنا نشتري القماش من السوق ونأتي به للترزي ليفصل لنا على الموضة الحديثة.
وتقول الشابة “رفيدة عبد العزيز” إن الحصول على ترزي في الحي متخصص في خياطة الفساتين الحديثة صار أمراً صعباً وأصبح عدد كبير من الناس يفضلون الذهاب إلى الأسواق التي صارت تضم أن ترزية أجانب مختصصون في المجال النسائي.
ويقر العم “حافظ ” الذي ظل يمتهن المهنة منذ ثلاثين سنة بضعف الإقبال في الأحياء، وقال إنه بدأ ممارسة الخياطة والتفصيل منذ سن السابعة وأبدع فيها في سن الخامسة عشرة، وقال إن مهنة الترزية لم تعد جاذبة للجيل الجديد كما في السابق عندما كان الأغلبية يفصلون تقريباً كل شيء عند الترزي من لبس أفرنجي (البنطلون والقميص) وجلابية وعراقي وتطريز الثياب والإسكيرت والبلوزة إلى العبايات، ولكن هذه الأيام أصبح الغالبية يشترون فيها الملابس الجاهزة رغم أنها غير جيدة التصميم ويتم خياطتها بوصفة تجارية بدون تجويد عكس الترزي المتخصص الذي يتقن عمله جيداً والخياطة حسب حد قوله ممتعة وتعلم الصبر وطولة البال والإبداع، لأن الزبون يعطيك القماش ويتركك تبدع فيه.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية