رأي

ليت الأمور تمشي على هذا النحو

امل ابو القاسم

نتمنى من الله العليّ القدير أن ينتهي نهار ومساء اليوم على أحسن حال، وبعض مكونات قوى الحرية والتغيير تصر على تسيير مواكب بعد أن عدلت مسماها وأهدافها لمواكب تهدف لزيارة أسر الشهداء في كل من مدن الخرطوم الثلاث. وقد لاحظت من خلال بيانها كأنما تستهدف في كل منها ممثلاً للشهداء لأن ثلاثة أسماء فقط هي التي ذكرت من كل مدينة.

المهم في الأمر أن يمر الحدث بسلام، ورغم أنني أشكّك في مليونيته لكنّا فقط نتمنّى أن لا يتضرّر أيّ من الشباب الذين ظلّوا دوماً يرفعون السلمية شعاراً، ومع ذلك تحدث اختراقات تؤدي لإصابات. وهذا التمنّي لا يتحقق إلا بالمجلس العسكري الانتقالي المناط به حفظ الأمن والسلامة، وقد أعلن أمس الأول أنه سينشر قوات أمنية على المرافق الاستراتيجية وهذا طبعاً للضرورة وفق رؤيته العسكرية والتأمينية.

ليت الأمر يتوقف عند ذلك، وإن استدعى الأمر التدخل نتمنى أن يكون بالحسنى أي بالتوجيه فقط، وأن لا يُستخدم العنف المفرط أو أي من صور العنف والقمع طالما إنها سلمية وهدفها غير معيب، دعوهم يقدموا زيارتهم تحت مرمى أبصاركم ثم يعودون إلى قواعدهم أو منازلهم سالمين. فما زالت جراح الكثير من الأسر التي ابتليت في أولادها ثخينة، وما زالت جراح الشارع غائرة، وما زال السخط موجهاً نحوكم جراء فض القيادة مهما كانت المبررات والملابسات، وعليه فأنتم أمام اختبار آخر لتغيّروا من تلكم الصورة الشائهة التي ارتسمت بمخيلة الكثيرين.

وبالنسبة لقوى الحرية والتغيير نتمنى كذلك أن تكون هذه آخر المواكب، كنا سنقول غير المجدية إن لم تلقمونا حجراً بأنها من أجل أسر الشهداء الذين لا يزايد أي منا في استحقاقهم لهذه المبادرة علّها تخفف من آلامهم، ليت المجلس يتفهم ذلك، بل ليته يدعمه إن صبّ فعلياً في هدفه دون انحراف. ثم ومن بعد هذه المبادرة ليتكم تحكّمون صوت العقل وتنظرون للأمور ببعد جديد قوامه الجلوس للتفاكر والتفاوض فقط لا غير، لأن أي نشاط ميداني آخر لهو ضرب من طيش وخيال ولن يجدي نفعاً ولن يزحزح الأمر من محله قيد أنملة اللهم إلا إن كان محض تنفيس وتعبير ثم تعودون من حيث أتيتم من ذات النقطة. وليتكم تستصحبون مواطنكم الذي مل الانتظار فالتكرار بلا فعل يولد الفشل والملل حتى لدى مرافقيكم.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية