ربع مقال

الحرية والتغيير .. هذا هو قطاركم الأخير ..!!

د. خالد حسن لقمان

.. يجب الآن ومن غير أي غرور أو ترفّع أو (غباء) أو (بلادة ) أو (سذاجة) أو (مراهقة) أن تعلن قيادات الحرية والتغيير المشاركة في الحوار مع المجلس العسكري قبولها الكامل والشامل بما جاء في المبادرة الأفريقية، وبما أعلن فيها من مقترحات اعتبرها الجميع مرضية ومقبولة للطرفين ولكافة الأطراف الأخرى وحتى ولو أدخل المجلس العسكري على هذه المبادرة ملاحظاته التي ظل يعلن عنها كمشاركة كافة القوى السياسية الأخرى وتمثيلها في الحكومة الانتقالية في كافة مجالسها الثلاثة..السيادي والتشريعي والتنفيذي (الذي اتفق على أن تكون حاكميته الكفاءة والحيادية الحزبية والفكرية).. نقول لكم هذا يا هؤلاء لأن الواقع الذي نراه والمعطيات التي نقرؤها الآن بوضوح أمامنا تقول إن هذه هي فرصتكم الأخيرة التي لن تأتي بعدها فرصة أخرى وأنه قطاركم الأخير الذي لن يأتي بعده قطار لتلحقوا به فرصتكم التي هي فرصة الشعب السوداني كله للتوافق التام والشامل لدخول الجميع في مرحلة الفترة الانتقالية التي تؤسس لمرحلة الانطلاق للسودان الجديد بإنسانه واقتصاده ومجتمعه ليلحق هو الآخر بركب العالم من حوله.. وأقول هذا والواقع أمامي يقول إن المجلس العسكري سيمضي بالفعل -وحال عدم التوصل معكم لشيء مُرضٍ للجميع- تجاه تشكيل حكومة كفاءات عبر تفاهمات كافية وقادرة من مجموعة نداء السودان والأحزاب والكيانات الكبرى، بجانب القيادات المجتمعية التي تواصل معها خلال الفترة الماضية بل وأيضاً بالتفاهم والاتفاق مع المجموعات الكبيرة التي أعلنت أخيراً الانشقاق عنكم في الحرية والتغيير، وسيحدث هذا في ظل تهيُّؤ شعبي واسع بدأ يتطلع لتشكيل حكومة سريعة حتى تستقر الأوضاع بعيداً عن احتمالات الانفلات الأمني والسيولة الأمنية خوفاً من انهيار الدولة والتحول إلى نموذج ليبيا وسوريا واليمن .. وهذا أيضاً في ظل واقع إقليمي ودولي مريح للمجلس العسكري .. إقليمياً فإن الدعم والمساندة المصرية والإماراتية والسعودية لا تخفي على أحد .. ودولياً فلا عقوبات دولية في ظل تأييد روسي – صيني واضح منع أية محاولة لإدانة دولية (الصين وروسيا = 2 فيتو) والاتحاد الأوروبي الذي يعمل ميدانياً مع قيادات العسكري لن يقود أية جهود لإدانات أو عقوبات والصراخ الأمريكي ما هو إلّا مجرد عرض لوضع ( برنيطة الكاوبوي) على طاولة المشهد ولا مصلحة لواشنطن في العمل ضد توجهات حلفائها الإقليميين الذين هم الآن حلفاء الخرطوم .. أما الاتحاد الأفريقي فإن اتحاد “كمال شدّاد” الذي نجح أخيراً في هزيمة متمّردي الدوري أكثر قدرة على الفعل المؤثر والفاعل من هذا الاتحاد الذي ليس لديه ما يفعله سوى كلمتين فقط : (التعليق والتجميد) .. فيا قيادات الحرية والتغيير سارعوا بحجز مقاعدكم في هذا القطار الأخير وإلا فاستعدّوا لتكونوا على الرصيف على الأقل لثلاثين عاماً جديدة مقبلة .. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد ..

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية