تقارير

*قوى الحُرية والتغيير والاستغفار أمام النفس!!

المصيدةأسبوعية يكتبها : فتح الرحمن النحاس

*الاعتراف بالأخطاء بعيداً عن عين الكاميرا وأذن الهاتف الجوال..
إعادة قراءة الأوراق المبعثرة ومحاكمة الذات في حضرة الندم!!
*تعري منهج التضليل وانقطع الحبل القصير وسقط الديك النائم…

*الاعتراف بالذنب فضيلة.. قاعدة ذهبية لم تنساها قوى الحُرية والتغيير وهي تلتئم في لقاء مغلق لإعادة قراءة كل الحسابات منذ بداية الثورة وحتى يومذاك، والكثير من المواقف والأقوال والأفعال كانت معروضة أمام محاكمة (الذات) وفي حضرة هيئة اتهام فقط، أما هيئة الدفاع فلم يكن الحاضرون في حاجة لها لأن مرافعتها سلفا لا قيمة لها في حضرة الحقيقة و(فضيلة الاعتراف).. والحاضرون هم المتهمون والقاضي غائب والحكم تم إعداده، فلا مفر من عرض الحقائق (عارية) من أي حذر أو مجاملات فالحصة (ثورة مجروحة) بأفعال من تقدموا صفها وخطفوها من الشباب الذين صنعوها وصبغوها بالهتاف والعرق والدم والسهر والحمى بكامل (السلمية والصدق) وما كانوا ينتظرون أن تتحول لأجندة حزبية تعري نفسها فقط ولا ترى الآخرين، بل تجزم بأنها هي (الرأس والساس)، لكن شاءت إرادة الله الغالبة أن يسقط ذلك (الوهم)، ليصبح من الممكن فقط أن يلتقي الجمع ليكون (الحساب ولد) وليعرفوا بأنفسهم إلى أي منقلب ينقلبون!!
مرافعة محاسبة النفس تطول بتفاصيلها وحقائقها المرة حتى لكأن (قفص الاتهام) يكاد يتطاير قطعاً خشبية أو حديدية من شدة وقع الأخطاء المزلزلة، التي تمثل (الخنجر المسموم) الذي أذهب بريق التغيير وأصابه في مقتل وأدى لسرعة احتراق أوراق الإضراب والاعتصام والعصيان..
في الصفحة الأولى لمرافعة الاعترافات، نقرأ عبارة: (الكذب الممنهج وعدم الموضوعية والخطاب العاطفي عوامل بارزة أضرت بالثورة وخصمت من فورانه).. من أسوأ الخيارات أن تظن أن الكذب يمكن أن يفضي بك إلى تحقيق أي مكاسب سياسية لأن حبل الكذب بطبعه قصير لا يحتمل البقاء طويلا!!
*في الصفحة الثانية يظهر (الأدهى والأمر) وربما هو كان قاصمة الظهر لدعاة التغيير الحزبيين، فقد امتدت (الألسن الطويلة) بلا خوف من الله ومشاعر الكثرة الغالبة من المسلمين في السودان، وذهبت تنادي (بالعلمانية الفاجرة) لتكون البديل لدين الله وشرعه القويم، الذي يحتكم إليه شعبنا طوعاً واختياراً وبالفطرة، وجاءنا من الخارج من يحملها بين يديه ولا يستحي أن يجاهر بها على الفضائيات فكان نصيبه الخسران والبوار أمام الناس وأمام رفاقه الذين أسموه (ديك العِدَّة)..
ليس ذلك فحسب بل المجاهرة من البعض (بالكفر الصراح)، والإساءة للإسلام والمسلمين، ثم الأسوأ ما ظهر من تطاول على (الذات الإلهية)، ولا حول ولا قوة إلا بالله، تباركت ربنا وتعاليت فلا يضرك شيء ولكن الناس أنفسهم يظلمون، فكيف بالله يحدث هذا من بشر وهم ينسون في لحظات شيطانية أن الله هو من يؤتي الحُكم وينزعه وليس أي شيء آخر يظنه جاهل!!
*وتستمر مرافعة المجتمعين ضد أنفسهم ويعيبون على بعضهم البعض السماح لبعض الشباب باستهداف الرموز الدينية وإساءة الأدب معهم بأقذع الألفاظ والسكوت على ذلك، ثم وضع كل من يجهر برأي ضد هذه السلوكيات المنحدرة، في مرمى الوصف (بالكوز) وهذا ينافي الشعار المرفوع (حرية سلام وعدالة)، بل يضع كل قوى الحُرية والتغيير في خانة المكون السياسي الذي لا يعترف بحق الناس في التعبير ويجعله عُرضة للاتهام بأنه يكرس لدكتاتورية جديدة ربما تكون الأسوأ من أي أخرى في كل العالم.. إذ هي تعلي من سقف التخويف ومهددات الأمن في أوساط المجتمع.. وهم يعترفون في الجلسة المغلقة بأن هذه السلوكيات تعكس (التربية الخاطئة) التي يريدونها عنواناً لشباب الأمة، وبالفعل فقد فهم الناس أن قوى الحُرية والتغيير كأنها تريد أن تعكس للعالم أن ما يرونه هم شباب الغد الذي سيرث السودان، ومن هنا جاءت الدعوات بإخراج الشباب من هذا الفخ المنصوب بتفكير شيطاني مدمر!!
*ويعترفون بأنهم ضللوا الشباب حينما اظهروا لهم، ادعاءً، بأنهم قوى الحُرية والتغيير هي الممثل الوحيد للشعب مع إخفاء أي إحصائيات تكشف حجمهم الحقيقي وسط الشعب السوداني، فهذا التضليل أحبط الشباب حينما عرفوا أن هنالك مكونات شعبية أكثر تأثيراً وحجماً من قوى التغيير، وهذا من المؤكد هو الذي جعل الكثيرين من الشباب ينأون بأنفسهم من هذا الكيان الذي يمارس معهم الكذب والتضليل.. ولم يكن غريباً أن يخرج بعضهم بلافتات شبابية جديدة خارج اللافتة الأولى التي انكشف أمرها..
ولاموا أنفسهم على سماحهم للشباب بالتعدي على الكبار ما يرونه هم أنفسهم بأنه خروج على أعراف وتقاليد المجتمع السوداني، وقد حدث أن اعتدى بعض الشباب المتفلتين بالضرب على أشخاص في مقام آبائهم، وقد حكت امرأة كبيرة السن أنهم منعوها من الذهاب للمستشفى وهددوها بالضرب أن هي تخطت المنطقة التي يقفون عليها..
*ويعترفون في جانب آخر بأن تواصلهم مع سفراء أجانب وقوى خارجية استعمارية ومنظمات مشبوهة، يمثل قتلاً متعمداً للروح الوطنية وهم يعرفون سلفا أن هذه الجهات الأجنبية لها أجندة معادية للسودان وتسعى لمصالحها قبل مصلحة الشعب السوداني، إذا هم يؤكدون أن ما يحدث في هذا الجانب (عمالة) لا تحتاج لضوء كاشف وبالفعل قد انتقصت من مكانتهم بين الناس وهزمت شعارات الوطنية والحُرية والسيادة المرفوعة..
أعبوا على أنفسهم تمجيد دولة الجنوب ورفع شعاراتها وعلمها داخل الخرطوم رغم أن كل العالم يعترف بالفساد الذي يضربها ويرى فيها دولة فاشلة ما كان من الممكن أن يتباهى بها عاقل أمام فضائيات العالم، الذي حتماً سيرى في قوى الحُرية والتغيير كيانا يقتدي بدولة فاشلة وستكون دولته نسخة مكررة منها..
*ثم هم يفتحون صفحات أخرى ويقرأون فيها كيف أنهم أعلوا من مكانة بعض الفاشلين المدموغين بسلوكيات مستقبحة ويعرفهم كل الناس وتتناقل سيرتهم السيئة مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة لآخرين يجاهرون بعدائهم للدين، فكل هؤلاء يمثلون وصمة عار في جبينهم ويقلل من الحماس إليهم وهو ما حدث بالضبط، وتحول الكيان إلى مشهد لا يسر الناظرين إليه..
* ويعترفون في الجلسة الخاصة بأن الصورة الحقيقية للإضراب والعصيان تم تغييبها عمداً ليكتشف الناس خلال وقت قصير أن ما يقال عن نجاحات تحققت لا يخرج عن كونه (إشاعات فطيرة) وإن هذه الأدوات لم يكن لها مظهر على الأرض..
ويعترفون بأن الإدعاء باغتصاب فتيات من أحد أحياء الخرطوم كان تعرية مفجعة لهم وأثبت كذبهم أمام الرأي العام السوداني خاصة بعد أن أوضح سكان الحي أنه لا توجد فتاة واحدة من حيهم تعرضت للاغتصاب..
أعابوا على أنفسهم استسهال التخابر مع الأجنبي وتلقي الأموال لفرض واقع سوداني علماني غربي التوجه والهوى وكان يمكن تأجيل التصريح بذلك لفترة لاحقة.
وسخروا من أنفسهم وهم يراجعون مواقفهم حينما مجدوا (حميدتي) ودوره في إسقاط “البشير” ثم عادوا ليحطوا من قدره ويسيئون للجيش الذي دعم نجاح ثورتهم، واعترفوا صراحة أنهم لم يقفوا وقفات مشرفة مع الجرحى والقتلى بعض فض الاعتصام رغم هتافهم المستمر (الدم قصاد الدم وما بنقبل الدية).. وهروبهم مع أسرهم من ساحة الاعتصام فضه ما يكشف أنهم لم يكونوا في مقام القيادة الصلبة للشباب..
*قالوا باعتراف صارخ إنهم وقعوا في أخطاء فادحة هي:
ادعوا أن لديهم خطط لفك أزمات السودان الاقتصادية، فإذا الأمر كان مجرد تهريج فلا توجد خطط بديلة أصلاً!!
*اكتشف الشعب هلامية كياننا بعد أن ظهرت مكوناته الهلامية مثل مُسمى (القضارف حبيبتي..) وغيره من سطحيات!!
*اعترفوا بأن منصة ومسرح المخاطبة في ميدان الاعتصام كانت حكراً على الشيوعيين!!
* اعترفوا بأن قوى الحُرية والتغيير وتجمع المهنيين يسوقها الحزب الشيوعي!!
*قالوا إنهم مجدوا “ذو النون” ثم منعوه المخاطبة في ساحة الاعتصام وأخيراً طردوه من الساحة!!
*اعترفوا بأن بعضهم لهف المال المتبرع به من جهات خارجية وهذا يعكس ضعف الأمانة!!
*مرافعة طويلة وجلسة حاسمة أزاحت الستار عن قوى الحُرية والتغيير ورفع الستار جاء بأياديهم ولم يمليه عليهم أحد.. وكما قلنا فإن الاعتراف بالذنب فضيلة فقط لو أن هؤلاء تدافعوا نحو ميزة تحكيم العقل وإعلان الاعتراف الأكبر بأنهم ليسوا هم وحدهم من يرث الحُكم السابق وأن الكثير من أجندتهم لا تتلاءم مع شعبنا وأنهم يعترفون بالانتخابات كوسيلة واحدة يقر من خلالها الشعب من يحكمه بوزنه الحقيقي وليس بمجرد الكلام ورفع الشعارات الضارة المهرجة كما عايشنا ونعايش ما بقى منها!!

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية