“مناوي” أنجز .. وتركهم حائرين !!
في الوقت الذي يتحدث رئيس تحالف نداء السودان الإمام “الصادق المهدي” عن استعداده لإعداد وثائق دستورية وسياسية وقوائم بأسماء كفاءات للمشاركة في الحكومة الانتقالية ، ويدعونا للمشاركة في (قيدومات) ما قبل الاتفاق ، فيما تضرب الحيرة والتردد والحذر من الحزب الشيوعي عضو قيادة نداء السودان رئيس حزب المؤتمر السوداني المهندس “عمر الدقير” ، في هذا الوقت .. كان الأمين العام لنداء السودان رئيس حركة تحرير السودان “مني أركو مناوي” يقلب على حلفائه الطاولة ، ويجتمع مع نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول “محمد حمدان – حميدتي” في “انجمينا” أمس ، برعاية الرئيس التشادي “إدريس ديبي” !!
قطار الأحداث لا ينتظر المترددين ، فهذا زمان السرعة والقطار المغناطيسي الذي يقطع ستمائة كيلومتر في الساعة !
تجاوز “مني أركو مناوي” هيئة قيادة التحالف الذي يشغل فيه منصب الأمين العام ، لـ(ينجز) كما يقول أشقاؤنا المصريون ، فهم يحبون الإنجاز ويؤمنون بأن (الرزق يحب الخِفِيّة) ، ولذا تجدهم يهتفون طوال اليوم لبعضهم البعض : (انجز .. يا عم) !!
ولأن بعض قادة الحركات المسلحة جربوا السلطة في مكاتب القصر الجمهوري الباردة ، وكما جربوا التمرد والقتال الحار في الصحاري وفوق الجبال ، فإنهم يعلمون علم اليقين أن الفرص الثمينة لا تتكرر ، فلابد من اغتنامها وسريعاً حينما تلوح ، ولذا فإنهم كانوا في غاية الضيق والتبرم من مماحكات قوى الحرية والتغيير ، وإصرار وفدها عديم الخبرة المفاوض للمجلس العسكري ، على نيل (كل) المطالب ، وحيازة (كل) السلطات وتسريح المجلس العسكري الذي أطاح بالرئيس السابق “عمر البشير” والإبقاء على ثلاثة جنرالات منه .. فقط ، (تمومة جرتق) لمجلس السيادة !!
تجاوزهم “مناوي” ، ولسان حاله يقول: (بلاش جرجرة ومضيعة زمن معاكم) ! وقد صدق .. وأظنه أنجز مع الفريق “حميدتي” في تشاد ، ما لم ينجزه شباب الحرية والتغيير معه في القصر الجمهوري .
سيقولون إنه ذهب لمقابلة نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي بصفته رئيساً لحركة تحرير السودان ، فنقول لهم : حسناً ، ولكن هل يعمل “مناوي” رئيساً للحركة صباحاً .. وأميناً عاماً لنداء السودان مساء ً ؟! كيف يمكننا أن نفصل بين وظيفتين متلازمتين كوظيفتي “مناوي” الذي لولا أنه رئيس لحركة تحرير السودان لما أصبح أميناً عاماً لنداء السودان !!
سيدي الإمام “الصادق المهدي” .. أعذرني .. ليس هناك وقت .. للمزيد من (القيدومات) !
