في (رفع فراش( "الحوت" .. دمعات ودعوات..!!
أطياف مختلفة من المجتمع السوداني سجلت حضوراً كبيراً في دفتر (رفع فراش) الراحل “محمود عبد العزيز” يوم أمس (الجمعة)، وامتلأت بهم باحة (حديقة السلك) بالمزاد جنوب، حتى أنها ضاقت.. وكان عدد من المسؤولين حضوراً.. على رأسهم مساعدا الرئيس السيد “جعفر الميرغني” والعميد “عبد الرحمن الصادق” والوزيرة “تابيتا بطرس” وآخرون.. وتبارى الحضور في تعديد مآثر الفقيد.
{ إنشاد وترحم
وأوفدت الطريقة الختمية مساعد رئيس الجمهورية “جعفر الصادق الميرغني” وشقيقه السيد “عبد الله المحجوب “، وألقى الشيخ “صلاح تاج السر” كلمة إنابة عن السيد “محمد عثمان الميرغني” مرشد الطريقة الختمية، وقبل أن يلقي بكلمة الطريقة أخذ مُداح (الختمية) في الإنشاد، فيما أخذ الجميع يترحم على روح فقيد الفن والشباب. وقال ممثل الطريقة الختمية في كلمته التي ألقاها وسط الآلاف من محبي الراحل وجلهم من الشباب: إن هذا المشهد يدل على مكانة الراحل في قلوب محبيه، وأن هذا الوفد يأتي معزياً لأسرته ومحبيه ولقبيلة الفنانين، وقال: (إن تواضع الفقيد وخدمته لشعبه هما ما ربطانا بالراحل، فهو طالما أسعد جماهير الشعب السوداني في وقت صارت فيه المسرة غالية على جموع الشعب.. ومن جعل سبباً لفرح السودانيين لهو أولى أن يغفر له ويتقبل عنه).. هكذا ردد الكلمات ومضى الى الدعاء له بأن يجعله اله مع الصالحين، وسأل المولى له الجنة .
{ عزاء رئاسي
وعزى مساعد رئيس الجمهورية “عبد الرحمن الصادق المهدي” إنابة عن أسرته الصغيرة، وقال في كلمته إن إسهامات الفنان “محمود عبد العزيز” الخيرية كانت واضحة وهم سمعوا عنه الكثير وكان متابعاً لنشاطه .
{ ” ترباس”: بفقده انهد ركن كبير!!
ودع “الفنان الكبير كمال ترباس وفد الطريقة الختمية، ثم قال للصحيفة: إن الكلمات لاتستطيع أن تصف “محمود عبد العزيز”، فقد أنهد ركن كبير، ونحن حزينون لفقدان الحبيب “محمود”، ونعزي أسرته وقبيلة الفنانين.
{ سر الريدة!!
المادح الشاب “محمد فتحي الفكي” صديق لمحمود وأسرته، وله في ذلك ثلاث سنوات.. طلبنا منه أن يحكي لي بعضاً من الجوانب الإنسانية التي لا يعرفها كثيرون عن الراحل “محمود” لفهم (سر الريدة) ومحبة الناس لهذا الفنان المتواضع الزاهد، فقال بتأثر: إن “محمود” قبل أن يكون فناناً له جوانب إنسانية، فهو يقوم بمساعدة الفقراء والمساكين، ويذهب لذوي الاحتياجات الخاصة في أماكنهم، وأنا شاهد على ذلك، انظر إلى منزله وقارن بينه وبين منازل آخرين.. “محمود” يحب أن يكون مع البسطاء.. وأنا خاطبته قبل (3) شهور حينما (صبت المطرة) ونحن بداخل منزله.. قلت له: (نجيب خرسانة ورمل نعلي الحوش) فرد علي: (أنا ماغالبني لكن أنا داير أكون زيي وزي الزول البسيط البجي يشتري تذكرة حفلة بـ (10) جنيهات لحضور حفل لمحمود)!! وختم “محمد فتحي”حديثه بالقول: (“محمود” أداني وصية أن أمدح مدحة “مصر المؤمنة” وأنا إن شاء الله حا أنفذ الوصية).
وبنفس الوفاء والحب تحدث رفيقه “معاذ حسن نور الدائم” الذي يسكن حي (الشجرة) وهو يقول: (“محمود” زول أخو أخوان). أما “العازف ” بهاء الدين حماد “باخ” من نادي الخرطوم جنوب فقال إن “الحوت” فقد كبير. ولم يجد رفيق درب الراحل “محمود” الملحن “محمد زين العابدين” “ممي” كلمات ليصف بها صديقه غير التأكيد على عظمة الفقد، وكذا الفنان “إسماعيل حسب الدائم” والفنان “كمال شاويش”. أما الفنان الشاب “محمود الجزار” فقد كان في حفل التأبين و”رفع الفراش” وقال إنه “أكبر حواتي” وأضاف: (نحن حزينون لفراق أخوي الكبير، وربنا يسكنو فسيح جناتو). كما بكاه رفيقه الملحن “يوسف القديل” صاحب الروائع (سيب عنادك)، (ما تشيلي هم)، (نور العيون) و(لهيب الشوق).
{ شهادة من الشعب!!
وفي (عصرية) أمس (الجمعة) والشمس في طريقها للأفول، بدأت الكلمات التأبينية التي أعلنت الأسرة من خلالها رسمياً (رفع الفراش)، وسط حضور كبير من الفنانين والشعراء ونجوم المجتمع ومن الساسة، وروى ممثل قناة “ساهور” أن امرأة رأت رؤية لمحمود واقفاً على مسجد وقباب كثيرة فسألته: (من بنى لك هذا المسجد)؟ فأجابها (بناه لي هؤلاء الشباب).
وقال رئيس اتحاد الفنانين دكتور “محمد سيف” في كلمة تأبينية: إن “محمود” موجود في وجدان الناس، وهذه شهادة من الشعب، فهو فنان عالمي رأيناه في روسيا وإريتريا وغيرهما، وهو يمتلك خامة صوتية كانت بمثابة جواز سفره له إلى العالمية. أما الفنان ” الجيلي الشيخ” فطلب من الحضور قراءة سورة الإخلاص ثلاث مرات ففعلوا، ثم أنشد ومدح المصطفى.
{ الأسرة تشكر الشباب
ممثل أسرة الفنان الراحل “محمود عبد العزيز” إدريس محمد إدريس قال: (باسم الأسرة الصغيرة بولاية سنار وكل بقاع السودان وبعد أن رأينا هذه الحشود في أرجاء بحري وهؤلاء الشباب الذين ضاقت بهم المدينة، فإننا نعتبرهم من أسرتنا الكبيرة، وهم الذين قاموا بكل شيء)، ثم شكر رئيس الجمهورية ومدير جهاز الأمن لتوفيره طائرة لنقل الجثمان.