(المجهر) ترصد المشهد السياسي في السودان
المبعوث الإثيوبي إلى الخرطوم وقوى التغيير توافق على مقترحات جديدة حول مجلس السيادة
الشركاء الدوليون في برلين يؤكدون على أهمية جهود الوساطة لدعم المفاوضات المؤدية إلى حكومة انتقالية
“حميدتي يشهر” كرت التفويض الشعبي ويواصل لقاءاته الجماهيرية بـ”أبرق الشيخ” اليوم
الخرطوم – طلال إسماعيل
مبعوث وراء مبعوث إلى الخرطوم، يبتغي حل الأزمة السياسية وسط تطاول أمد الأزمة مابين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير، مما دفع الطرفين إلى الدخول في مفاوضات غير مباشرة عن طريق وسيط يتبعه وسيط آخر، ولا أمل يلوح في الأفق.
وفي مشهد آخر ،لا يمل نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول “محمد حمدان دقلو” في البحث عن تفويض شعبي من قطاعات الشعب ومكوناته من الإدارة الأهلية والشباب والمرأة، أو في لقاءات جماهيرية لتشكيل حكومة تكنوقراط من المستقلين.
في أديس أبابا ، اجتمع وفد من قوى إعلان الحرية والتغيير أمس (الجمعة) مع رئيس مفوضية الإتحاد الأفريقي “موسى فكي”، وضم وفد قوى إعلان الحرية والتغيير كلاً من : “حسن عبد العاطي”، “وجدي صالح”، “مريم الصادق”، “معتز صالح” ، و”منتصر الطيب” القيادي بتجمع المهنيين، وفي انتظار وصول “ياسرعرمان” و”مني أركو مناوي”.
وقال مصدر ،إن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي قدم تنويراً للوفد عن آخر ما توصلت إليه الوساطة الأفريقية- الإثيوبية مع المجلس العسكري بشأن استئناف التفاوض، كما استمع لوجهة نظر قوى إعلان الحرية والتغيير حول بعض المقترحات الأفريقية .
وقال رئيس حزب المؤتمر السوداني “عمر الدقير” أمس (الجمعة) :إن قوى التغيير قبلت مبدئياً بمبادرة رئيس الوزراء الإثيوبي “آبي أحمد ” والمتعلقة بالمجلس السيادي وتقترح تشكيل (7) أعضاء في المجلس السيادي لكل من المجلس العسكري و(7) أخرى لقوى الحرية والتغيير وعضو و احد مدني يتم ترشيحه وقبوله من الطرفين مع الإبقاء على الاتفاق السابق الذي يمنح قوى إعلان الحرية والتغيير (67%) من مقاعد المجلس التشريعي الانتقالي وتشكيل مجلس وزراء انتقالي.
وبحسب مصادر (المجهر) فإن المبعوث الإثيوبي “محمود درير” سيصل الخرطوم في الساعات الأولى من فجر اليوم (السبت) بعد أن أطلع رئيس الوزراء الإثيوبي “آبي أحمد” على تطورات المفاوضات غير المباشرة بالسودان.
وقال مصدر من الحرية والتغيير، إن المبعوث الإثيوبي أرسل، خلال الأيام الماضية، رؤية نهائية للاتفاق، للمجلس العسكري والمعارضة .
وأوضح أن (الرؤية تقوم على تشكيل مجلس السيادة بالمناصفة بين المدنيين والعسكريين، بواقع سبعة أعضاء لكل منهما، على أن يتوافق الاثنان على اختيار رئيس مدني من خارج عضوية مجلس السيادة، لرئاسة المجلس خلال الفترة الانتقالية).
“سلفاكير” على خط الوساطة
تسلم رئيس المجلس العسكري الفريق أول ركن ، “عبد الفتاح البرهان” مبادرة لتقريب وجهات النظر بين كافة الأطراف السياسية من رئيس جنوب السودان، “سلفاكير ميارديت”.
وقدم “توت قلواك” لرئيس المجلس مبادرة دولة الجنوب لتقريب وجهات النظر بين كافة الأطراف السياسية السودانية، بما يفضي للوصول إلى اتفاق يحقق السلام والاستقرار في ولايات البلاد.
وأعلن “توت قلواك”، قبول الأحزاب والمجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير وساطة “سلفاكير” لحل الأزمة.
وذكر تعميم صحفي للمجلس العسكري أمس (الجمعة)، أن المبعوث الرئاسي لدولة جنوب السودان المستشار “توت قلواك” والوفد المرافق له أنهى زيارة للسودان والتي بدأها (الثلاثاء) الماضي وقدم خلالها رؤى للم الشمل وتحقيق التوافق بين المجلس العسكري الانتقالي والقوى السياسية والحركات المسلحة.
ورحب المجلس العسكري، وشكر حكومة جنوب السودان على مبادرتها الكريمة، وعبر عن تقديره للعلاقات الأخوية والروابط الأزلية بين البلدين الشقيقين، وأكد حرصه على استدامتها من خلال التواصل البناء ومشاركة الأفكار في القضايا ذات الاهتمام المشترك التي تحقق الاستقرار والأمن في البلدين.
وكشف “قلواك”، عن زيارة مرتقبة، خلال الأسبوع المقبل (دون تحديد)، سيجريها “سلفاكير” إلى الخرطوم، للقاء المجلس العسكري والأحزاب السياسية.
التفويض الشعبي …”حميدتي” يشهر الكرت
بدأ لافتاً في المشهد السياسي ، الخطابات الجماهيرية لنائب رئيس المجلس العسكري الفريق أول “محمد حمدان دقلو” (حميدتي)، ولقاءاته المتعددة بقيادات الإدارات الأهلية وتأكيده على التفويض الشعبي لتشكيل الحكومة في حال تعذر التوصل لاتفاق مع قوى إعلان الحرية والتغيير، وظهر رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول ركن “عبدالفتاح البرهان” في لقاء مع المهن الصحية والطبية ، وكان من المقدر أن يخاطب مبادرة المرأة ضمن مبادرة أهل السودان، بحسب خطاب “حميدتي” الذي يواصل اليوم (السبت) جولاته الجماهيرية إلى منقطة “أبرق الشيخ” بشرق النيل ، وكان “حميدتي” قد أشار في خطابه أمام المرأة بقاعة الصداقة إعلان القبض على الأشخاص المتورطين في فض الاعتصام، وتقديم كل من تجاوز حدوده إلى محاكمة علنية. وأضاف:( قبضنا على ضابط برتبة لواء ومعه مجموعة من (23) فرداً يرتدون زي الدعم العسكري ومعهم بطاقات عسكرية ، وألقت الشرطة القبض على مجموعة أخرى مكونة من (9) أشخاص في مدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر شرقي السودان، الملابس العسكرية للدعم السريع موجودة في الأسواق وقبضنا قبل فض الاعتصام على مجموعة ترتدي ملابس الدعم السريع وسنعلن كل ذلك في الإعلام).
وأشار إلى أن التحريات مستمرة بخصوص مخططات تلك المجموعات التي ترتدي الزي العسكري لقوات الدعم السريع.
وزاد بالقول:( في أحداث 8 رمضان – بساحة الاعتصام أمام مقر القيادة العامة – قبضنا مجموعة من (14) عسكرياً تابعين للقوات النظامية (5) منهم سجلوا اعترافاً قضائياً وسنكشف مستقبلاً عن ذلك لأنني لا أريد أن استبق لجنة التحقيق، و أي زول تجاوز حدوده من القوات النظامية سيلقى جزاءه ). وأضاف: (لن نجامل أحداً، وسيأتي يوم تبيض فيه وجوه، وتسود وجوه).
وأوضح أن المجلس العسكري متمسك بمحاكمة رموز النظام السابق، وأنه من الآن وصاعداً ستبدأ كل المحاكمات، ولن يؤثروا على سير العدالة، وسيحتكمون إليها. وتابع: (انتهى عهد وحكم المؤتمر الوطني وسنقبض على الرموز الفاسدة والمجرمين لاسترداد أموال الشعب السوداني).
وشدد على أن المجلس العسكري، لن يشكل حكومة كفاءات في الفترة الحالية، دون التوصل إلى توافق مع الجميع تفادياً لتعقيد المشهد السياسي.
وأكد “حميدتي”، رغبتهم في التوصل إلى حل شامل دون إقصاء، والاستعداد لإشراك الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي في مراقبة الانتخابات، وزاد 🙁 الاختلاف يأتي بالظلم زي ما”عمر البشير” كان ظالماً ، وأحسن نقعد ونمشي بالتوافق ويمكن بالتوافق نصل إلى نتيجة سريعة جداً، ويمكن سريعاً تشكيل حكومة تكنوقراط من الكفاءات والمستقلين وهذا وقت المستقلين زول ماعنده أجندة عشان ما يؤسس لشمولية).
وزاد: (قوى الحرية والتغيير، طالبت بفترة انتقالية مدتها أربع سنوات للتنظيف والإقصاء، ولكننا مصرون على تشكيل حكومة المستقلين والكفاءات، وفترة انتقالية لمدة عام).
وانتقد قوى إعلان الحرية والتغيير ضمناً في خطابه بطرحها في التفاوض مع المجلس العسكري فترة انتقالية من أربع سنوات وقال 🙁 صاحب العقل يميز أربع سنوات عايز تؤسس وعايز تفرتق وعايز تغير وعايز تنظف عشان تتمكن زي “عمر البشير” تمكن 30 سنة أنت عايز تتمكن وهذه مشكلتنا وهذه الحقيقة وهذه هي مشكلتنا).
وقال نائب رئيس المجلس العسكري 🙁 حصل تغيير قام به الشباب والشابات والمرأة وكل مكونات الشعب السوداني، التغيير كان سببه المحروقات وكان سببه الوقود والسيولة، إذا عندك قروش – أموال – في البنك وجئت لتصرف حقك المالي لن تجده، وهذا السبب الذي جاء بالتغيير الشعب السوداني صابر 30 عاماً ، بالقهر صابر، بالابتلاء صابر والآن التغيير قام به كل الشعب السوداني وكل الناس مشاركة فيه الشعب السوداني لسع ما طلع الشعب السوداني لم يطلع قبل أربعة شهور، طلع في الأيام الأخيرة وعزل الرئيس “عمر البشير” ولكننا لم نستغل ذلك بالطريقة الصحيحة).
وأضاف:( القوات النظامية شاركت في التغيير ولولا مشاركتها ما كان تم التغيير وهذا معترف به ، لكن مابنقول القوات النظامية هي التي قامت بالتغيير، القوات لم تكن تفعل ذلك من دون الشعب السوداني).
وسلمت قيادات نسوية ضمن مبادرة أهل السودان نائب رئيس المجلس العسكري في قاعة الصداقة بالخرطوم وثيقة تفويض بتشكيل حكومة تكنوقراط لإدارة الفترة الانتقالية، وقالت ممثلة المرأة “فايزة محمد فضل” : (الدعوة لتشكيل دولة مدنية دون انتخابات مثل الدعوة للزواج دون عقد قرآن).
الشركاء الدوليون يجتمعون في برلين
وفي اجتماع تنسيقي غير رسمي بشأن السودان لوزارة الخارجية الألمانية في برلين برئاسة السفير الألماني الدكتور “فيليب أكرمان” ، المدير العام لأفريقيا والشرق الأدنى والأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية بوزارة الخارجية، قال في بيان صحفي – حصلت (المجهر) على نسخة منه :(اجتمعت مجموعة واسعة من الشركاء الدوليين في برلين لضمان تنسيق جهودنا بشكل كامل لدعم حل سلمي للتحديات الراهنة في السودان لا يمكن حل هذه الأفعال من جانب واحد).
ودعا إلى محاسبة المتورطين في فض الاعتصام، وأكد الشركاء على أهمية جهود الوساطة الموحدة والمنسقة لدعم المفاوضات المؤدية إلى حكومة انتقالية بقيادة مدنية مقبولة لدى الشعب السوداني. وأثنوا على الدور الرائد الذي يلعبه الاتحاد الأفريقي والبلدان المجاورة.
وأضاف 🙁 لاحظت المجموعة أن تشكيل حكومة بقيادة مدنية كنتيجة للمفاوضات سيكون خطوة أساسية في تسهيل تقديم الدعم الاقتصادي والتقني للسودان وضمان الاستقرار السياسي في السودان).
المجلس العسكري يأمل في مشاركة الجميع
وأعلن المجلس العسكري عدم رغبته في السلطة، وأعرب عن أمله في فترة انتقالية بمشاركة الجميع، مجدداً مسؤولية القوات المسلحة عن الأمن القومي، وأنه لن يسمح للأمور بالخروج عن السيطرة، مشيراً إلى أن ما يحدث الآن خلاف سياسي يمكن تجاوزه بالإرادة المشتركة .
وأشار ، عضو المجلس رئيس اللجنة الفئوية والاجتماعية بالمجلس، الفريق أول ركن طيار “صلاح الدين عبدالخالق” إلى فشل الحلول الأمنية في الحكومة السابقة، وجعلت الشعب يثور مجدداً، ونوه إلى أن التغيير الذي حدث شارك فيه الشعب بكل فئاته والقوات المسلحة.
وأكد أن السودان ينعم بالتعايش والتسامح منذ الأزل، مجدداً دعوته للحوار مع قوى الحرية والتغيير خاصة وأن لا بديل للحوار إلا الحوار للوصول لتحديد فترة انتقالية يشارك فيها الجميع عدا المؤتمر الوطني.
ودعا “عبدالخالق” لدى مخاطبته مشروع التماسك الاجتماعي بالنادي القبطي، قادة الأحزاب بالبلاد لدعم جهود الوصول لاتفاق، مضيفاً أن البلاد تعيش فراغاً حكومياً لفترة طويلة، الأمر الذي أثر على حياة الناس. مجدداً اهتمامهم بالشباب الثوار.
وأوضح أن هناك وساطات جارية نأمل أن تحقق رغبات الشعب السوداني في الأمن والاستقرار، خاصة وأن الدول التي تحيط بالسودان تعاني حروباً، قائلاً: (هذا ما لا نرغب في انتقاله للسودان).