رأي

الحاكمية للإسلام وكفى

فتح الرحمن النحاس

} كان المجلس العسكري الانتقالي برئاسة الراحل “سوار الدهب” خلال الفترة الانتقالية التي أعقبت انتفاضة أبريل 1985، حصيفاً بما يكفي حينما رمى وراء ظهره كل دعوات (إلغاء القوانين الإسلامية) التي سموها إجحافاً بقوانين سبتمبر، وترك أمرها للسلطة المدنية لتقرر مصيرها إلغاءً أو تعديلاً.
عندما سألنا القيادي الجنوبي “لام أكول” عن حجة “قرنق” وراء استمرار الحرب بعد سقوط “نميري”، أجابنا صراحة بقوله: (ألغوا القوانين الإسلامية لتقف الحرب!!).. والإمام “الصادق المهدي” وصفها بأنها لا تساوي الحبر الذي كتبت به.. وكانت الحملات الشعواء الأخرى (مستعرة) في جانب الأجنحة اليسارية لوأد القوانين، لكن كانت إرادة الله غالبة، فقد هيأ لها من دافعوا عنها ومنعوا المساس بها، ولو نجح مخطط شطبها، لتحول السودان لدائرة جهنمية من القتل والحروب التي لا تبقي ولا تذر، وكان من الممكن أن تصل حرب الجنوب حتى العمق الشمالي.. لكن بقيت حاكمية الإسلام رغم أنف شياطين الإنس.. ومنحها الله ميزة أن تستمر حتى اليوم رغم ذهاب حقبة الحكم السابق الذي وفر لها (مناخات أرحب) وبذل الدماء والأرواح وتحلى بالثبات الباذخ ليكون الإسلام هو (العنوان المميز) لهذا البلد وشعبه!!
} قيادة الحكم السابق ظلت راكزة على أمر الدين ورفضت كل الإغراءات وتصدت لكل الضغوطات المعروفة والمستترة ورفضت بيع دينها (بثمن بخس) أو بمتاع دنيوي زائل، وقد تلقى رئيس الدولة من الوعود ما يسيل لها لعاب الضعفاء، لكنه فضّل (جبال الهموم) لتبقى على ظهره، من أن يهدي لأعداء الإسلام (الثمرة العذبة) التي يرجونها والمتمثلة في إلغاء الشريعة ورمي الإسلاميين للموت والسجون.
} هذا (الاختيار الصعب والمشرف) للنظام السابق، حرك ضده وضد من ساندوه جحيم الكراهية وجحافل الإعلام الأسود عالي النبرة وحامل لواء الإقصاء وسكاكين الترهيب والقتل والخراب وشعارات الحقد والإساءة للإسلام ودوس من يدافع عنه، إضافة لما صدع به رموز الفتنة من الدعوة للعلمانية البغيضة لتحل محل دين الله الذي ارتضاه للبشرية!!
} انطوت حقبة الإنقاذ، لكن بقي (الأفضل والأهم) وهو حاكمية الإسلام تتسلمها الحقبة الجديدة من السابقة، مع (شهادة براءة) الإسلام من أحكام التأريخ الذي يمثل (صناعة بشرية) تقبل الخطأ والصواب.. وأخطاء البشر لا تنتقص من كمال الإسلام.. وقد تكون الحقبة الجديدة أكثر (معافاة) من السابقة ومع ذلك يبقى لمن سبقوا (أفضالهم الكبيرة ومجاهداتهم) التي نعترف بها بلا تردد.
} الفريق (حميدتي) قال: (إن التغيير جاء سلساً وبلا ثمن باهظ).. وليت الرجل قال: (إن الله أكرم هذا البلد وشعبه ومنع عنه سيلان الدماء والموت المجاني والدمار إكراماً منه على التضحية الغالية والصبر في سبيل العقيدة خلال الحقبة المنصرمة).
} ليت دعاة العلمانية أقنعوا أنفسهم بأنه لا فكاك من حاكمية الإسلام في السودان مهما حشدوا جموع الاستعمار الحديث ومهما نادوا على أمريكا ومجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي والترويكا ومن لف لفهم.. وفي الغد القريب سيخرج الإسلام في مشهد أكثر إشراقاً ورسوخاً تحرسه متاريس بشرية بالملايين ومن قبلها ومن بعدها إرادة الله الواحد الأحد الفرد الصمد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية