رأي

وحشية التخريب

1
يبدو أن الخسائر التي خلفها الاعتصام ومن ثم فضه لم تكن قاصرة على الأرواح فقط، وبحسب الجرد الذي أجري على المصالح والمؤسسات الحكومية والخاصة فإن ضرراً بليغاً وقع على تلكم المحيطة بمقر القيادة العامة للقوات المسلحة والواقعة على شارع النيل وقد قرأنا الشكوى التي تقدمت بها إدارة بعض كليات جامعة الخرطوم وهي لا تنفك تعدد ما حاق بالمعامل والمكاتب من إتلاف لم يقتصر على الأثاث فحسب، بل طال -وهو الأهم- أوراق هامة ومعدات وأجهزة وخلافه، وكان ردة فعل ذلك تباكي الكثيرين على استباحة ليس المعامل فحسب، بل كل حرم الجامعة التي لم يسلم منها المسجد ولم تراعَ حرمته. كذلك شاهدنا ما وقع على مقر اتحاد المصارف ومفوضية حقوق الإنسان التي وثقت لها كاميرا التلفزيون القومي مع أخريات، وما حدث فيهما لا يقل عن سابقته جامعة الخرطوم من إتلاف وتدمير للأجهزة، واتخاذ قاعات بعضها كمكاتب متخصصة دون إذنها، فضلاً عن السرقة.
2)
أما أفظع ما اطلعت عليه فهو الفوضى العارمة التي لحقت بمستشفى العيون التعليمي بالخرطوم وقد شرع مديرها العام يعدد الأضرار الناتجة عنها من خلال الحوار الذي أجرته معه (المجهر السياسي) على أيدي أشخاص أقل ما يوصفون به أنهم مخربون بدرجة ممتاز.
3)
ومثلما كانت طريقة قتل المعتصمين عند فض القيادة بطريقة لا تخلو من وحشية وتنم عن تشفٍّ وضغينة، كذلك السرقة والتخريب الذي طال مستشفى العيون، حيث لم يترك الجناة شاردة أو واردة إلا وعاثوا فيها تخريباً ونهباً ، لم يكتفوا بسرقة أجهزة باهظة الثمن لو اكتفوا بها لكفتهم العمر كله، لكن نزعة الشر التي تعتريهم أبت إلا وأن تدمّر ما بقي من مقتنيات صعُب عليهم حملها كفصلهم للثلاجات والمبرّدات حتى أتلف ما بداخلها وغيره، تشفي بغيض ومريض.
4
. لا أعتقد أن ما يحدث من سرقة وإتلاف للمعدات والأوراق يصب في مصلحة المجلس العسكري الانتقالي والمكلف الآن بإدارة شئون البلاد، لأن مسألة ترميم وإعادة وتوفير ما فقد وأتلف تقع على عاتقه، وعلى عاتق وزارة المالية.
5
بينما يتم حصر الضرر الذي وقع على كثير من المرافق والمؤسسات ومحاولة جبره من خزينة الدولة وهي أساساً أفرغ من فؤاد أم موسى، تدعو قوى الحرية والتغيير لمزيد من التصعيد،، السؤال الذي ينبغي أن يجاوب عنه ضميرهم أولاً من أجل من تعملون؟ إن كان للمواطن فاعلموا أنه يعاني الموت البطيء وهو ينتظر أن ينصلح حاله الذي يحتضر هو الآخر يوم عن يوم.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية