|
.. منذ فترة ليست بالقصيرة بدأت قوات إدارة المرور في الاختفاء على نحو غريب حتى انعدم وجودهم أو كاد خلال الفترة الأخيرة، مما تسبب في أزمات واختناقات مرورية متكررة خاصة خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان الكريم، التي تكرر فيها مشهد إفطار الراكبين في الطرقات بصورة مزعجة للغاية وقد حكى لي أحد الإخوة أنه في أحد تلك الأيام وقفت سيارته بسبب الزحمة المرورية وقفة طويلة (في مكان واحد) لفترة امتدت لأكثر من ساعة ونصف، حتى بدأ البعض يتعرف على (جيرانه في الطريق) وعند البداية بدأ الجميع يتندرون بضحكات متبادلة حول إمكانية أن يفطروا في الشارع وعند اقتراب موعد أذان المغرب رويداً رويدا بدأ الجميع في حالة من القلق المتزايد وبعضهم من المرضى وبعضهم من موظفات الدولة اللاتي أصابهن الفزع بسبب ما سيحدث في أسرهن التي تنتظرهن لإعداد طعام الإفطار وهنالك عدد من كبار السن بدأوا في (التصرف) حيال ما لا يستطيعون حبسه بينما انفعل عدد من الشباب وحاولوا الوصول لتقاطع الطريق لمعرفة ما يحدث ومعالجته دون جدوى حتى ارتفع صوت الأذان وبدأ البعض في شرب ما لديهم من ماء في بعض قارورات في سياراتهم حتى جاء بعض شباب متطوعين من جمعية خيرية ووزعوا بعض تمرات لكل سيارة .. مشهد بالتأكيد مزعج ومؤسف للغاية والأكثر أسفاً هو كيفية تحديد المسؤولية تجاه حدوث هذا؟ .. وزارة الداخلية وإدارة المرور؟ .. حسناً .. ومن يحاسب هؤلاء أو حتى من يسألهم ؟!! .. المؤسف في هذا البلد الذي نعيش فيه أننا نشعر في بعض الأحيان بهشاشة كل الحياة التي نحياها حتى بتنا نتوقع كل شيء في أية لحظة وهذا من أخطر ما يمكن أن توصم به الدولة التي يجب أن يكون تماسكها ومؤسسيتها البنيوية في أجسامها الرسمية والنظامية هي الأساس لإنزال حالة الأمن والأمان والاطمئنان في حياة الناس وهو أمر يمثل أوجب واجبات الحكومات منعاً لاحتمالات انهيار الحياة العامة بسبب حدوث الفوضى وكل ما نأمله هنا أن تقف إدارة المرور وقفة حقيقية لتقييم أدائها خلال الفترة الماضية بهدف معالجة ما حدث من قصور وسلبيات حتى لا يتكرر الأمر مرة أخرى .. ومرحباً بعودة أصحاب البزات البيضاء ..