رأي

فنجان الصباح

أحمد عبد الوهاب

بﻻغ ضد المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير وآخرين!!

ضاقت أرض الله الواسعة على ما يسمى بتجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير. بعد أن تبدلت الظروف وزالت أسباب الخوف وتغيرت قواعد اللعبة.. ولم يعد بالإمكان إعادة عقارب الساعة للوراء ..وباتت العودة لمائدة المفاوضات بحاجة إلى بروتوكول جديد ..وشروط جديدة ﻻ بد للحرية والتغيير وللمهنيين ولكل راغب وقادر على دخول الساحة السياسية أن يستوفيها أوﻻً.. وأولها أن يدخل الساحة من أبوابها بداية بمسجل الأحزاب. وأن يبرز أي حزب وأي تنظيم شهادة حسن سير وسلوك وطني، بأن تخلو صحيفته من أي جريمة في الماضي وأي تهديد بها في المستقبل .ما عادت الشرعية الثورية تكفي في عهد دولة القانون التي ارتضاها الجميع خصوصاً بعد التاسع والعشرين من رمضان المجيد حينما تم فض ميدان اﻻعتصام سيئ الذكر..وكاتب هذه السطور من الدعاة إلى فضه بالوسائل السلمية وتحويله إلى مكان آخر ﻻ يعرقل حركة المرور وﻻ يغلق الطرق وﻻ السكك الحديدية وﻻ يحطم مؤسسات التعليم العالي وﻻ يدمر المرافق العامة وﻻ يتسبب في تأخير آخر للعام الدراسي. وﻻن الشيء بالشيء يذكر فإن على الجهات القانونية والعدلية فتح ملف ميدان اﻻعتصام من أبريل إلى يونيو. ورصد كافة الجرائم والمخالفات واحتساب الخسائر التي نجمت عنه ..وتحديد الجهات الضالعة فيها، والمتسببة في إطالة أمد اﻻعتصام في المنطقة الأكثر استراتيجية وخطورة. .
ومن منبر (المجهر السياسي) الباسلة الغراء أتقدم لنيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة ببﻻغ عاجل ضد المجلس العسكري ..وضد قوى الحرية والتغيير، وإضرابها بتهمة تدمير جامعة الخرطوم أعظم منبر تعليمي في بﻻدنا، وذروة سنام مؤسسات التعليم العالي في السودان ،وواسطة عقد جامعات أفريقيا.. إنني أتهم قوى الحرية والتغيير وكل القوى التي كانت تحتل ميدان اﻻعتصام ومباني الجامعة بارتكاب الجريمة النكراء .وأتهم المجلس العسكري بالتواطؤ، والتفريط في أغلى ما نملك، وترك الجامعة رغم كل نداءات الحادبين ومطالبات وشكاوى المشفقين نهباً لشذّاذ الآفاق، ممن لم يراعوا حرمة الحرم الجامعي، وﻻ قداسة الحوزة العلمية المبجلة، وﻻ رمزيتها وﻻ عطاءها الكبير، لم يوقروا عالماً ولم يوفروا مكتبة وﻻ معمﻻً. بصقوا على المراجع النادرة ، وأحرقوا مخطوطات ومحفوظات ﻻ تقدر بثمن ، وتبوّلوا على مدرجات العلم ،وحطّموا مبنى الجامعة الأثري وأسوارها التاريخية، واستباحوها لشهرين وفعلوا خﻻلها ما لم يفعله المجرمون في بغداد حين سمح لهم اﻻحتﻻل الأمريكي باستباحة عاصمة العباسيين ونهب متاحفها ومكتباتها وجامعاتها..
إن لجنة تحقيق قضائية وأكاديمية قومية مستقلة يتعين عليها أن تنهض بالواجب الوطني الملحاح.
إن اﻻحتﻻل الأمريكي الوحشي للعراق سمح باستباحة بغداد ليومين ..وسمح مجلسنا العسكري باستباحة الخرطوم وجامعتها لشهرين كاملين.
وكأن المجلس العسكري أو ثوار التغيير والمهنيين الأشاوس لم يسمعوا بأبطال الجيش الفرنسي حينما انسحبوا من باريس في وجه اﻻحتﻻل النازي خوفاً على مدينة النور ومتاحفها ومبانيها الأثرية. وحتى ﻻ تعطي المقاومة للغزاة مبرراً لتدمير التاريخ..
وباريس ليست أحلى وﻻ أغلى من الخرطوم وجامعتها الجميلة المستحيلة..

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية