حوارات

القيادي بالمؤتمر الشعبي “أبوبكر عبدالرازق” في حوار جرئ

*الإجراءات التي اتخذها المجلس العسكري كشفت أن الدولة العميقة لا تزال موجودة

*”صلاح قوش” صنع الاعتصام ، ولديه مصادر في كل الأحزاب وفي تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير، بالترغيب والترهيب
*الحرية والتغيير اتفقت مع المجلس العسكري على (100) مقعد ، ومثلها للأحزاب، ومثلها للحركات المسلحة، وخافوا من إعلان ذلك في الإعلام
*طلبنا من المجلس العسكري ألا يعلن الحكومة المدنية إلى أن تتوافق عليها كل القوى السياسية

الخرطوم – وليد النور
{ ماهي المبادرة التي قدمها الشعبي للإمام “الصادق المهدي”؟
هذه المبادرة متسقة مع أهداف المؤتمر الشعبي منذ تأسيسه وبرنامج عمل يشمل الجميع للتوافق على قاسم مشترك أعظم دون إقصاء لأحد، وهي ليست مبادرة وسلمناها للمجلس العسكري.ولا أذيع سراً إن قلت إننا طلبنا من المجلس العسكري ألا يعلن الحكومة المدنية حتى تتوافق عليها كل القوى السياسية بما فيها قوى إعلان الحرية والتغيير.
{ماذا تسمّي الصراع بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير ؟
أولاً، ما حدث هو انقلاب ولذلك دعونا الأحزاب لتكوين كتلة عريضة في مواجهة المجلس العسكري بتكوين مجلس سيادة وطني بإجماع القوى السياسية بكامل الصلاحيات، وحال تعذر الإجماع يبقى المجلس العسكري الانتقالي لمدة سنة واحدة فقط ببرنامج متفق عليه لفترة الانتقال عبر برنامج تسيير لإدارة الخدمات وليس مجلساً للمطالب، وكذلك يعمل على تعديل القوانين المقيدة للحريات وتهيئة البيئة للانتخابات من أجل إقامة وإتاحة الحريات والحشد، وقدرنا أن ما تم هو انقلاب عسكري اختطف الثورة الشعبية، وأن الاعتصام الذي أعلنه تجمع المهنيين وإعلان قوى الحرية والتغيير دبره “صلاح قوش” في إطار ما يضمره من مشاعر خاصة لإسقاط “البشير” ، واستطاع أن يقنع مصادره داخل قوى الحرية والتغيير بتحويل الاعتصام من القصر إلى القيادة العامة، وفي نفس الوقت فتح كل الطرق، وأوحى إلى تجار المؤتمر الوطني بتوفير الأكل والشرب، وحاصر الثوار في أبي جنزير، وضغط على اللجنة الأمنية باتخاذ القرار بالانقلاب والاستفادة من تجمع المعتصمين.
{ هذا الكلام لا يسنده دليل ويخالف الواقع لأن الجماهير وصلت إلى القيادة العامة تحت زخات الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع ؟
هذه المعلومات يا أستاذ “وليد” مؤكدة ومسؤول عنها.
{وهل كان للشعبي دور في الانقلاب ؟
نحن من حيث ندري ولا ندري كانت المحافظة على الاعتصام والعمل على بقائه كتعبير سلمي حر وديمقراطي، وفي نفس الوقت عقدنا مؤتمراً صحفياً وأعلنا رفضنا لفض الاعتصام بالقوة وإذا تم سننسحب من الحكومة، واعترضنا لدى “البشير” حينما أصر نافذون على فض الاعتصام بالقوة .
نحن لا ندعي أننا كنا جزءاً من الانقلاب بسبب أننا لدغنا من الانقلاب الأول .
{تتهم بعض أعضاء تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير بأنهم مصادر لـ”صلاح قوش” بلا دليل؟
أكيد “قوش” لديه مصادر في كل الأحزاب، والإنقاذ حكمت (30) عاماً، وأكيد لديها مصادر في كل الأحزاب السياسية.
{بما فيهم المؤتمر الشعبي ؟
نعم، نحن نعلم بعض المصادر التي فينا بمستوى الآحاد ونعرف كيف نتصرف معهم وحتى الراحل دكتور “حسن الترابي” كان يعلم ذلك ونحن كنا حزباً واحداً وانقسمنا لحزبين وتركنا بعض إخوتنا يأتوننا بتفاصيل التفاصيل في الحكومة ، وقد يكون الأمن لديه والمصادر موجودة في كل الأحزاب سواء تم تجنيدها بالترغيب أو الترهيب ولذلك تجمع المهنيين وإعلان الحرية والتغيير ليس بدعاً.
وحتى في انتخابات المحامين كان التحالف يشير بأصابع الاتهام لمحامين كبار بأنهم مصادر لـ”قوش”. ولذلك بقدرة قادر استطاع قوش صنع الاعتصام .
{ هذا الكلام غير صحيح لأن المعتصمين كانوا يمثلون كافة شرائح المجتمع السوداني سواء كانوا مهنيين أو غيرهم؟
لا تستبعد هذه الفرضية لأن غالبية الشباب اتخذ شعار أن تجمع المهنيين يمثلني وتجمع المهنيين كان يحدد مواقع التظاهرات من خلف الكيبورد وهو القيادة، وكذلك استخدم لتوجيه الاعتصام نحو القيادة، الشباب خرجوا صادقين حتى أبناؤنا في البيوت خرجوا، وهي ثورة كل الشباب السوداني، والنساء كن أكثر من الرجال، والذين وصلوا القيادة هم بلا انتماء سياسي وكانوا جادين في تحقيق رغباتهم بإسقاط “البشير”.
{ قادة إعلان الحرية والتغيير وتجمع المهنيين شاركوا في التظاهرات، لا أحد يستطيع إنكار ذلك ؟
لم يشاركوا في التظاهرات أبداً.
{شاركوا ووسائل الإعلام هي شاهد عيان؟
طبعاً شاركوا بأرجلهم (دي عندي فيها رأي) وحتى الآن لم يقدم تجمع المهنيين ولا إعلان قوى الحرية والتغيير شهيداً واحداً .والمؤتمر الشعبي قدم شهيدين الأستاذ “أحمد الخير” أيقونة شهداء الثورة، و”محمد إبراهيم آدم هارون” استشهد في الثامن من رمضان ، وقدم جريحين في فض الاعتصام أحدهما حالته خطرة.
{ إعلان قوى الحرية والتغيير بعضهم اعتقل لفترات طويلة؟
بعضهم اعتقل لحق، وبعضهم اعتقل كمصادر لجهاز الأمن من أجل رفع أسهمهم في الإعلام، لأنهم من قبل لم يكونوا معروفين، وليس كل الاعتقالات للناشطين والفاعلين السياسيين، أحياناً للقيادات التي تحرك العمل من خلف الستار. وتجمع المهنيين التحق بالتظاهرات بعد أسبوع من انطلاقتها في الدمازين وعطبرة، وهي محاولة منه لاختطاف الثورة السودانية مثل اختطاف المجلس العسكري الآن للثورة بانقلابه في الحادي عشر من أبريل، وبعدها ظهر دكتور “الأصم” الذي لا ينتمي للشيوعيين، وقال إنه يمثل تجمع المهنيين، وتم اعتقاله، ولم يكن معروفاً من قبل، وتم تصعيده في وسائل الإعلام . ولم يظهر تجمع المهنيين إلا بعد وصول الاعتصام للقيادة العامة .
{ ذكر المؤتمر الشعبي في أكثر من مرة أنه لا يريد المشاركة في الحكومة خلال الفترة الانتقالية، ولكن الآن بدأ يتقرب إلى المجلس العسكري رويداً رويداً ، ولذلك رفضت دعوته من قبل قوى الحرية ومبادرته عقب فض الاعتصام ؟
هذا ليس السبب، ولكن للآسف إعلام قوى الحرية والتغيير اعتبر نفسه مؤثراً في الحياة السياسية السودانية ولذلك عمل على الإقصاء واستخدم رغباته وغرائزه وأحقادهم أكثر من حكمتهم، ونحن كنا ندرك أن مسعاهم إلى بوار ،وكنا نعلم أن الاعتصام سيتم فضه، وأنهم لا يملكون قوى على الأرض، والقوى الحقيقة هي الاعتصام، وإن لم يفضه المجلس العسكري سيفض بالتداعي الطبيعي، والثوار الحقيقيون انفضوا من الميدان، لأن قوى الحرية والتغيير احتفلت بـ”البرهان” الذي زار ميدان الاعتصام نهاراً، وأصبح جزءاً من الثورة ، وكنا نعلم أن المجلس العسكري لن يسلم مجلس السيادة ومراسم الدولة لقوى الحرية والتغيير، ولذلك دعوناهم للجلوس إلى بعضنا للضغط على المجلس العسكري، ولكنهم رفضوا وظنوا أن الثورة قد نجحت، وقلنا لهم إذا صدقتم أن الثورة قد نجحت فأنتم واهمون، وستذهبون إلى ما لانهاية . ونحن كنا نطالب بمشاركة الجميع.
{ ولكن إعلان قوى الحرية والتغيير كانت وثيقتهم مفتوحة للتوقيع عليها ورفضتم ذلك وبقيتم حتى سقوط الرئيس المخلوع؟
قوى الحرية والتغيير إذا انسحب منها حزب الأمة القومي ، لا تبقى منها سوى شراذم تدعي أنها أحزاب ليس لها وجود في الشارع وأحزاب صغيرة مثل الشيوعيين والناصريين وهؤلاء إذا جمعت عضوية المؤتمر الشعبي بمحلية أم بدة تفوق عضوية هذه الأحزاب على مستوى السودان، هم فقط موجودون على الأسافير والميديا وعلى المؤسسات الدولية كموظفين، كنا ندري أننا إذا خرجنا مظاهرة ستتوزن المعادلة، والآن ناس “عبد الحي” حققوا المعادلة والعصيان فشل منذ اليوم الأول.
{ العصيان لم يفشل ووسائل الإعلام نقلت الصور مباشرة؟
لا، فشل، لأن المواطنين اعتكفوا بسبب عطلة العيد ووجود المتاريس والخوف من الانتشار الأمني، وتأني يوم كانت الحركة واشتغلت كل مؤسسات الدولة، وحدثت احتكاكات بين المواطنين بسبب المتاريس والمياه لم تقطع والكهرباء شغالة والمستشفيات شغالة.
{ يا أستاذ، ذكرت لك أن المياه والكهرباء والطوارئ في المستشفيات لم تعلن في جدول العصيان بأنها ستتوقف؟
إذاً ما في عصيان، ونحن خبرة، والعصيان المدني يجب أن تقفل كل المرافق العامة، والعصيان المدني نحن شللنا الحياة لأننا كنا نسيطر على نقابة الأطباء والمياه والكهرباء 1985 م وقمنا باضطرار المواطنين للخروج قسراً للمشاركة في التظاهرات حتى أسقطنا “النميري” ، ولكن الآن المتاريس تعطل المواطنين.
{ وقطع الكهرباء والمياه ليست ضد المواطن؟
طبعاً ضد المواطن، ولكن لا تؤثر على كسبه ومعاشه يستطيع أن يرتب أوضاعه، والآن يمنعون المواطنين من الوصول إلى المستشفيات . وقوى الحرية والتغيير كانت توزع الأموال على الأطفال من أجل وضع المتاريس .
{ المجلس العسكري هدد بمحاسبة الموظفين المضربين عن العمل ألا يخالف ذلك الدستور في حق المواطن على ممارسة حقوقه الدستورية؟
ما بين الموظف والشركة والدولة هو عقد عمل ، والبنوك بعضها شركات خاصة والجزء الأخر شركات مساهمة عامة ، ولا يحق لأي موظف التغيب عن العمل، وقانون العمل حدد سبعة أيام كحد أقصى للفصل ، حال الغياب بدون عذر تفصل عبر مكتب العمل، والدولة من حقها تسيير دولاب العمل، ولذلك تجمع المهنيين ضحى بالثلاثة أيام ولا يضحي بالموظفين الشجعان، الإجراءات التي اتخذها المجلس العسكري كشفت أن الدولة العميقة لازالت موجودة وأن الذي حدث انقلاب وأن القبضة الحديدية لازالت موجودة ، وأن هيبة السلطة التي ظنوها تلاشت لازالت موجودة . ونحن ضد الدولة العميقة والانقلاب، وينبغي علينا كقوى سياسية أن نعمل ضد المجلس العسكري لتسليم السلطة.
{ وساطة رئيس الوزراء الإثيوبي أكدت ألا تراجع عن ماتم الاتفاق عليه مع إعلان قوى الحرية والتغيير، والتأكيد على نقل السلطة للمدنيين ؟
طبعاً الحكومة المدنية التي يتحدثون عنها هي مجلس الوزراء ولا يأبهون بمجلس السيادة، وقوى الحرية تتحدث عن مجلس السيادة والسيطرة عليه، و”آبي أحمد” وسيط فقط، ولا يستطيع أن يملى على المجلس العسكري، ثانياً أن الاتفاق بين المجلس العسكري وقوى الحرية على نسبة(67%) من المجلس التشريعي لقوى الحرية والتغيير، تأكد أن هذا الاتفاق ليس مجازاً من المجلس العسكري.
{ وما هو الاتفاق المجاز من قبل المجلس العسكري؟
الاتفاق على عدد(100) مقعد لقوى إعلان الحرية والتغيير، و(100) مقعد لبقية الأحزاب، و(100) مقعد للحركات المسلحة، ووافقت قوى الحرية والتغيير على ذلك، وخافوا أن يعلنوه في وسائل الإعلام .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية