رأي

فوضى….. واستفزاز إعلامي

أمل أبوالقاسم

ورد في الأخبار أن شقيق الرئيس المخلوع “العباس” قد هرب من سجن كوبر وإن صح التعبير (هرب) ثم هاج الثوار وماجوا وطالبوا عبر الميديا من ضرورة التصعيد. طبعا الخبر إن صح فهو كارثي بكل المقاييس والأمر يعد سابقة كون ذلك لم يحدث على المدى الطويل اللهم إلا من قتلة “غرانفيل” والتي أثارت لقطاً وقتها. والملاحظ أنها لم تكن مثل هذه الحادثة التي قيل بها أي بين ليلة وضحاها إنما استغرق ذلك وقتاً طويلاً، وهم يمهدون للهرب عبر نفق طويل بالسجن وبتكنيك عالٍ. ثم وعلى مر التاريخ توالى على معتقلات سجن كوبر عدد مقدر من القادة والمسؤولين ولم نسمع وقتها بهرب أحدهم. وعليه أعتقد أن ذات التساؤل التجريمي من قبل الكثيرين والثوار عن كيفية الهرب أو التهريب والذي لا يخلو من تخوين مغلف يمكن أن يسأله العامة نعلم كيف لمعتقل سياسي أو سجين متهم بالفساد الهرب بهكذا سهولة؟.
أكرر فإن صحت الرواية يعني أننا أصبحنا غارقين في الفوضى سواء أن كان هذا الأمر بفعل فاعل مقرب من النظام الحالي، أو حتى السابق الذي ما زالت جذوره ضاربة في كل المؤسسات والهياكل وهو ما اصطلح عليه الدولة العميقة والتي بالفعل تحتاج لسنوات عدة حتى تجتث. أما إن كان الخبر غير موثوق منه والأمر ليس كذلك فعلى إعلامنا السلام لأن هكذا أخبار مضروبة باتت كثيرة.
(2)
مؤسفة جداً تلكم الأحداث التي وقعت بمدينة القضارف الوادعة ومؤسف جداً أن يكون من أسبابها عرقية رغم أن مجتمع المدينة ظل أبداً في حالة تعايش سلمي ومجتمعي مترابط ومتكاتف بلا تمييز اللهم إلا من بعض النزاعات بسبب الأراضي الزراعية وهذا أمر شائع وعادي. أما المسائل العرقية هذه فقد عفا عليها الزمن إذ كلما تقدم بنا ازداد الناس وعياً وأعتقد أن هذه الثورة الأخيرة والتغييرات التي ستطرأ لاحقاً من أولى اهتماماتها دحض هكذا مفاهيم عقيمة. قيل إن أهل القضارف والسلطات تدخلوا لاحتواء الأمر الذي خمد إلى حد. وإن استمر فربما قضى على الأخضر واليابس لأن عنفاً كبيراً تخلله نتمنى أن ينصاع الجميع لصوت العقل ووأد الفتنة وأن يعود المجتمع معافى كما سابق عهده.
(3)
فعلاً فالإعلام هو آفة المشكل وخلق الفتن بين الشعوب سيما بين شعبي السودان ومصر فكلما التأمت العلاقة بينهما عاد التراشق الإعلامي لتعبئة النفوس، فبعد الإساءة التي وجهتها الممثلة (إيمي سمير غانم) للسيدات السودانيات ها هي ممثلة الكومبارس (شيماء سعد) تعيد ذات السخافة بدهنها لوجهها بالأسود في إشارة للسودانيات، وأشك أن هؤلاء جميعاً لم يتأملوا مقاطع وملامح السودانيات ملياً ليتهن فعلنها ليقفن على حجم المفارقة بيننا. لا أود الخوض أو الجنوح للإساءة لحالات نعدها فردية لأن ما يجمع عليه السودانيون هو المعاملة الطيبة من بقية الشعب المصري الذي يفتح البلاد على مصراعيها لاستضافتهم في مثل هذا الوقت ويحتمل هذا التدفق الهائل رغم أنه يصب في اقتصادها. فقط نتمنى ممن يقفون على سدة الإعلام تلافي مثل هذه السخافات التي لن تفوت على السودانيين بسهولة ومن شأنها خلق بلبلة لاستفزازيتها المفرطة.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية