ربع مقال

انتخابات مبكرة.. هل تكون المخرج الأخير؟

د. خالد حسن لقمان

.. ما ننتظره الآن من حلول للأزمة السياسية الحالية في البلاد ووفقاً للمواقف المتباينة للأطراف المختلفة يبدو مستحيلاً تماماً .. لا نريد أن نكون متشائمين ولكن على أي وجه يمكن أن يكون الاتفاق ؟ .. المجلس العسكري يقول إن المجلس السيادي لن يكون مدنياً كما يريد قادة الحُرية والتغيير.. ومن معهم في تجمع المهنيين والشيوعيين يرفضون حتى فكرة تشكيل هذا المجلس بنسب يتم التوافق عليها مع العسكريين وفكرة أن تكون هذه النسبة بغلبة للمدنيين أمر هو الآخر غير قابل للنقاش من قبل العسكريين بالرغم من ما يبدونه من مرونة وحديث غير قاطع للحوار، وكانت الأفكار التي قدمتها لجنة الوساطة والتي كان أبرزها تكوين ثلاثة مستويات للحُكم منها مجلس أمني وعسكري تم رفضها من قبل الطرفين .. إذاً كيف يمكن أن يتم الاتفاق هنا؟.. على أي وجه؟.. وعلى جانب آخر تقف الفترة الزمنية للفترة الانتقالية أيضاً كصخرة صماء غير قابلة للتفتيت.. المجلس العسكري يقول إنها عامان ويرفض تماماً الجدال حولها والطرف الآخر من قوى الحُرية والتغيير ومن معهم يقولون أربعة أعوام ويرفضون أي جدال حول ذلك والآخرون من القوى السياسية والأحزاب الأخرى لديها هي الأخرى أفكارها تجاه الوثيقة الدستورية برمتها.. بعضهم يريدها إعلاناً دستورياً وهو معسكر الإمام “الصادق المهدي” وآخرون تقدموا أخيراً بمقترح متكامل لدستور انتقالي كامل على رأسهم المؤتمر الشعبي.. وهنالك أكثر من مائة حزب آخرين تقدموا برؤى لم يتم إعلانها بعد إلا أن كل ذلك سيكون حاضراً على منضدة المجلس العسكري خلال هذا اليوم (الإثنين) بحضور قوى الحُرية والتغيير بهدف وكما قيل إحداث اختراق في المواقف .. لا ندري أي اختراق يمكن أن يحدث لجدر صماء كالتي يتخندق كل طرف خلفها ؟!! .. هذا هو الوضع على حقيقته دون أي نوع من التفاؤل غير الموضوعي لتبقى جملة هامة للغاية صرح بها المجلس العسكري على لسان الناطق الرسمي باسمه الفريق “شمس الدين كباشي” تقول باللجوء للانتخابات المبكرة كطريق ثالث لحل الأزمة ومع هذا التأزم الذي يشهده الموقف الراهن ربما يبقى هذا هو الطريق الأوحد للخروج من هذه الحالة التي طال أمدها واستفحل شأنها حتى كادت أن تعصف الآن بالحالة الأمنية عبر انفلاتات خطيرة تهدد استقرار البلاد وأمنها.. انتخابات مبكرة بعد ستة أشهر.. وليتوكل الجميع على الله ويذهبوا لترتيب أوضاعهم وبناء أحزابهم وكياناتهم لبدء الإعداد لحملاتهم الانتخابية والاحتكام من ثم لصناديق الاقتراع فإن كانت قوى الحُرية والتغيير تملك خيارات الشعب كما تقول الآن فستفوز حتماً بالانتخابات وأن كانت القوى الأخرى من الأحزاب والكيانات الأخرى تكذب ذلك وتقول بثقة إنها ستفوز حتماً بالانتخابات فمبروك لها الحكم .. المهم الخروج من هذه الأزمة المهددة لأمن البلاد واستقرارها عبر الاحتكام لصناديق الاقتراع .. من يفوز يستلم السُلطة ومن لا يفوز يقف على مقاعد المعارضة حتى دورة الانتخابات التالية ربما كان حظه أوفراً ليفوز بها فيتسلم السُلطة ويتحول الآخرون لمقاعد المعارضة وهكذا نخرج من هذه الدائرة الخبيثة.. وهذا الخيار قابل للتنفيذ بنجاح خاصة وأنه سيجد ترحيباً كاملاً وشاملاً من المجتمع الدولي ومنظماته وكياناته بدءًا بالاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وكذا الدول الكبرى على شرق الكرة الأرضية وغربها..

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية