بدعة جديدة…. محاكمة تأريخنا الوطني!!
*عريضة غريبة في مظهرها دفع بها للنيابة قانونيان هما “علي محمود حسنين” و”كمال الجزولي”،طالبا فيها بمحاكمة الرئيس السابق “عمر البشير” تحت تهمة تقويض الديمقراطية عبر الانقلاب العسكري…
الرجلان من حيث يدريان ولا يدريان يفتحان (طاقة جهنمية) تعرض كل تأريخنا السياسي الوطني (لمحاكمات مفتوحة) قد تكون هي الأولى من نوعها في العالم…وأهم ما في هذه المحاكمات أن الشاكين كلهم سيدخلون (قفص الاتهام) حالهم كحال من يتهمونهم…بمعنى أوضح أن كل شعب السودان أو معظمه سيكون متهما..!!
*ولا ندري لماذا رفعت هذه الدعوى الآن فقط؟ وهل فكر الأستاذ “كمال الجزولي” في رفع دعوى مماثلة ضد حزبه الشيوعي الذي قوض الديمقراطية في العام 1969 بانقلاب مايو وما تبع ذلك من جرائم ضد الإنسانية؟! وهل فكر الرجلان في تعميم ذات الدعوى ضد نظام الفريق “عبود”؟! والأستاذ “علي محمود حسنين” ماذا سيكون موقفه وهو يرفع الدعوى ضد الرئيس السابق “البشير” ، وهو كان عضواً في واحد من برلمانات الإنقاذ؟! ألا يعتبر المجلس العسكري الحالي قائداً لانقلاب ضد شرعية كانت قائمة؟ والدعوى ضد “البشير” والإنقاذ لا بد أن تشمل كل من شارك في مؤسساته التنفيذية والتشريعية وغيرها؟! إذاً سيمثل الملايين في هذه المحاكمات بكامل شهودهم ،تماماً كما يمثل ملايين آخرين أمام المحاكم من المشاركين في الأنظمة السابقة!!.
*أحس بالحزن أمام من رفعوا الدعوى إذ هم يدخلون تأريخهم الوطني قفص الاتهام لينتظر محاكمة غريبة شاذة هي في حقيقتها إيقاظ (لفتنة كبيرة)، فكيف بربكم أن تحاكم أمة كاملة نفسها بأجندة سياسية؟!
أحزن أكثر أن ينصب رافعو الدعوة أنفسهم لتوزيع شهادات البراءة والإدانة وهم أنفسهم داخل (قائمة المحرقة الوطنية)…
من يتهم من؟ من البريء ومن المذنب ؟ يا حسرتاه على وطنية مشنوقة على أعتاب القانون!!.