القيادي الشاب بحزب البعث العربي الاشتراكي “محمد خليفة” للمجهر
استخدام الدين لأغراض شخصية وحزبية غير مقبول والإسلاميون بشكلهم القديم مرفوضون تماماً
الشباب وجدوا فرصتهم في الثورة ليعبروا عن أشواقهم لمجتمع متسامح ومتصاف كان مفقوداً
تعرضت لتعذيب وحشي استمر (4) أيام واحتجزت في “بدروم” بعطبرة قبل ترحيلي إلى الخرطوم
نشاط الثوار على “الفيس بوك” ناتج عن اختطاف النظام لوسائط الإعلام المقروء والمسموع والمرئي
الإنقاذ فرقت الناس عبر العنصرية والثورة انتهت من مسألة أنت من وين؟ أصلك شنو وفصلك شنو؟
مجموعات من بقايا النظام تحاول خلق فتنة بين الناس وتشويه صورة الشباب
شباب الثورة، وصف ظلّ يرمز لجموع الشباب والشابات السودانيين، وقود حراك ديسمبر الذي أفلح بعد ثلاثين عاماً من النضال ضد الإنقاذ مسلحاً ومدنياً، في إسقاط النظام وفتح الأبواب على مصراعيها لمستقبل جديد ومختلف ينتظر السودانيين، صاغه هؤلاء الشباب في ظروف سياسية بائسة وقبضة أمنية شرسة، (المجهر) قررت التوثيق لهؤلاء الجنود المعلومين منهم والمجهولين، القيادي الشاب والناشط في حزب البعث العربي الاشتراكي(قطر السودان)،”محمد خليفة”، حدثنا بلطف عن تجربته:
حاورته:رشان أوشي
*كيف كان مدخلك للعمل السياسي؟
التحقت بالجامعة في العام 2004م ، وقتها كانت الحركة الطلابية في أوجها على قدر من الوعي العام، وأنا في الأصل أنحدر من أسرة لها تاريخ في العمل السياسي، منها بدأت ممارسة السياسة بشكل منظم.
*لماذا اخترت جبهة كفاح الطلبة أو حزب البعث؟
وجدتها فكرة توافقني تماماً، بعد اطلاعي على كافة أفكار الأحزاب.
*هناك هجوم على البعث باعتباره فكراً مستورداً؟
قناعتي بأنه لا يوجد فكر مستورد، الفكر الإنساني كذلك، إذا أعدنا أي شيء لأصله لما وجدنا فكرة أو ثقافة حكراً على مجتمع محدد، الأفكار تتناقل بين الشعوب، للفائدة الإنسانية، ما يدور حولنا هو نوع من النقد السياسي غير المؤسس له علمياً.
*أول مظاهرة شاركت فيها؟.
قناعتي أن الثورة لم تولد قبل خمسة أشهر، بدأت منذ العام 1989م مع الانقلاب، أنا من أسرة سياسية تضم بعثيين، شيوعيين، اتحاديين، وجدت الوعي في بيتنا، وهو الذي دفعني للعمل السياسي، منها قررت أن أخرج مناضلاً ضد النظام، أول تظاهرة خرجت فيها كنت طالباً في الثانوية بمدينة ود مدني، كانت عفوية، ومنها إلى سوح الجامعات.
في تقديرك ما هي الأسباب التي دفعت الناس للخروج في ديسمبر 2018م؟.
ما وصل إليه حالنا في 2018م كان تراكمياً، الصف الثوري انتظم منذ العام 2011م في أضخم تظاهرة لرفض الغلاء، ومنها ساهم الوضع الاقتصادي بشكل كبير في هذا الاحتقان، ظل الصف الثوري يجذب مزيداً من الجماهير مروراً بـ2012م، 2013م، 2018م، وحتى سقوط النظام في 2019م.
*حدثنا عن تجربة اعتقالك الأخير، هل تعرضت للتعذيب؟
كنت وقتها في الخرطوم مطارداً كحال معظم الشباب الناشطين في الحراك، ثم غادرت فجأة لولاية نهر النيل قريتنا الباوقة لعزاء جدتي، أمضيت أياماً وقررت العودة تم اعتقالي في الباوقة كنت مترصَّداً، رحلت إلى إدارة الأمن في مدينة عطبرة، حيث تعرضت لتعذيب وحشي استمر 4 أيام، احتجزت في “بدروم” المكاتب، وتعرضت للضرب المبرح لساعات، ومنها تم ترحيلي إلى الخرطوم.
*أنت من الشخصيات المؤثرة على الوسائط، لماذا اتجه الشباب للأسافير، هل فعلاً اقتبسوها من الربيع العربي؟
ضرورة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في العمل الإعلامي الثوري، كان لإيجاد بدائل للوسائط الإعلامية المختطفة من قبل النظام، حيث سيطروا على وسائط الإعلام المقروء، المسموع، اتجه الناس للفيس بوك كبديل لذلك.
*انتشرت ظاهرة الكراهية والعنف ضد الإسلاميين .. ما رأيك؟
بسبب تراكم الغبن الناتج عن الأذى المستمر للنظام السابق ضد الناس، تقييد الحرية، التعذيب في السجون، الموت الساهل والحروب، جعل حالة الغبن تتفاقم وتصل إلى مرحلة الانتقام الشخصي، ولكنها مرفوضة، نحن نناضل لأجل سيادة حكم القانون، لن نقبل أن يؤخذ الحق باليد.
*هل أنت مع العزل السياسي للمؤتمر الوطني والإسلاميين؟
الإسلاميون بشكلهم القديم مرفوضون تماماً، من تجارة بالدين واستخدامه لأغراض شخصية وحزبية، فساد، ديكتاتورية، مرفوضون.
*سادت هذه الأيام حالة من الانتقاد للأحزاب بشكل عنيف.. لماذا؟
نقد الأحزاب ليس جديداً ولكنه مجحف، الأحزاب تعرضت لضغوط من النظام السابق، جعلتها ضعيفة، ونشأت فجوة بينها والجماهير، ولكن التقاءهم في الميدان والمعتقلات قلل مستوى الفجوة، ويعود نقد الأحزاب كما بدا اليوم، إلى أن الناس تنتظر منهم دوراً كبيراً، كلنا نعلم الضغوط التي مورست عليها بمنعها عن أي فرصة تواصل مع الجماهير الأمر الذي خلق بينها وبين الناس فجوة، لكن بعد أن اجتمعت الأحزاب مع الناس في الشارع والميدان والمعتقلات قل الهجوم عليها.
*ظهرت إلى السطح خلافات قوى الحرية والتغيير؟
طبيعي، فأي حزب يحمل فكرة مختلفة عن الآخر، إذا لم يكن هناك خلاف إذن فلندمجها في حزب واحد.
*لمتين صابنها؟
إلى حين تتحقق مطالبنا بحكومة مدنية ومحاسبة كل مسؤولي النظام السابق الفاسدين.
*الحل في صابنها؟
نعم الحل في الاعتصام لأنه دا السند الوحيد للضغط على المجلس العسكري لتسليم السلطة، وحتى يعرف الجميع مدى تمسكنا بمطالبنا، حتى وإن تم فض الاعتصام بإمكاننا العودة مرة أخرى إلى هنا، لأن الاعتصام وسيلة سلمية وحضارية تحفظ أمن البلاد.
*أهم المظاهر الإيجابية والسلبية في الاعتصام؟
الإنقاذ واحدة من وسائلها للحكم (30) سنة فرقت الناس عبر العنصرية، فالإيجابيات الممتازة خلقت لحمة مجتمعية ممتازة انتهت أنت من وين؟ أصلك شنو وفصلك شنو؟ الناس إخوان وسودانيون، تعرفنا على بعضنا، وعرفنا المصير المشترك، هناك سلبيات تأتي من الخارج من مجموعات تحاول خلق فتنة بين الناس وتشوه صورة الشباب وهي معروفة لكل الناس، إنها من بقايا النظام السابق.
*شعارات الثورة هل خلقت وعياً جديداً أم مجرد شعارات؟
هو ليس بجديد، الشباب وجدوا فرصتهم في الثورة، ليوضحوا مدى أشواقهم، لمجتمع متسامح ومتصاف كانت مفقودة في ظل النظام السابق.