بالواضحرأي

بالواضح

فتح الرحمن النحاس

تغطية الفشل بأكذوبة الدولة  العميقة

*أسوأ ما يتولد من بطن كل انتفاضة، شعبية هي (الفوضى) ذلك العنوان الأسوأ لكل الحقب الديمقراطية في السودان..
هي ذات الفوضى بعد أكتوبر/ 64 وأبريل/ 85 والآن تخرج علينا نسخة 2019 متفوقة على ما سبقها بأنيابها وأظافرها السامة وجنوحها لتعطيل الحياة في عاصمة السودان من منصة ساحات القيادة العامة للجيش..
الخدمات العامة وصلت للحضيض والأسواق مرجل في درجة الغليان وأزمة وقود ومأساة السيولة النقدية وانفلات الأمن في مناطق متفرقة.. والشعب يتفرج ويحزن ويبدأ الكثيرون رحلة الشوق لما كان…!!
*سخرية كاسحة في أوساط المواطنين حينما يسمعون قيادات التغيير يتحدثون عن ما يسمونه (الدولة العميقة)، والناس يسألون، إن كنتم يا سادتي قد اسقطتم دولة كاملة الدسم، فهل يعوزكم أن تسيروا مرافق العمل العام؟ هل هو ضعف الخبرة في إدارة العمل العام؟ أم أن فزاعة الدولة العميقة تمثل لكم أفضل وأسهل (مواساة) لأنفسكم وأنتم تعاقرون منطقة الفشل منذ أن حدث التغيير؟! .. لكن لسوء حظ من يراهنون على هذا الشكل من المواساة وخداع الرأي العام، أن الشعب السوداني أصلا كان ينتظر ما يراه من فوضى وصراعات وخلافات ومشاكسات واشتباكات بالأيدي، فالمشهد ليس جديداً وهو ظل يمثل (البديل الأسوأ)  للحكومات العسكرية، والتكرار يجعل الشعب في حالة زهد تجاه كل شعارات التغيير المطروحة الآن!!
*أسوأ أنواع العجز أن تجعل قوى التغيير من النظام السابق (حائط مبكى) تستخدم فيه الدموع لتجلية الذات أمام الرأي العام السوداني، لكن أن كان ذلك ممكنا اليوم فغدا لن يكون، لأن الشعب حصيف ويفهم كل شيء ولن تنطلي (حيل مسطحة).. لذلك نقول إن بقاء الأوضاع السياسية في هذا المربع والاحتماء وراء فرية الدولة العميقة، لن يكون طوق نجاة لمن يقودون المشهد الآن .. الشعب يريد (الحلول) لكل المشكلات الحياتية التي تحاصره، يريد الإنتاج ويريد الأمان ويريد قادة قدر التحدي.. أما أن يكون ميدان الاعتصام أمام القيادة هو البديل، إذاً فانتظروا بديله أيضاً!!..

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية