شهادتي لله

العالم في انتظاركم .. !

تطاولت مسلسلات الشد والجذب بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير ، تلاحقت البيانات والمؤتمرات الصحفية لكلا الطرفين ، دون جديد يُذكر ، أو فائدة تُرجى !
وعلى صعيد الشعب ، بدأ الإحباط يحاصر الجميع ، بمن في ذلك الذين يحاولون التصبر وإظهار خلاف ذلك ، فالأزمات الطاحنة التي تأخذ بخناق المواطن ما تزال هي الأزمات ، بل تزايدت خلال الأيام القليلة الماضية ، فعادت صفوف البنزين أطول وأغلقت الكثير من محطات الخدمة مداخلها ، حيث لا وقود ! فأين هو الدعم المُعلن من قبل الأشقاء في الخليج ؟
على الصعيد السياسي ، يبدو أن المجلس العسكري متمسك بمشاركة العديد من القوى السياسية في الحكومة الانتقالية ، وقد تجلى ذلك في دعوته لجميع الأحزاب والتنظيمات السياسية التي قدمت رؤاها للمرحلة المقبلة لاجتماع بقاعة الصداقة صباح اليوم ، بينما قال المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير د. “محمد ناجي الأصم” أمس إنهم لم يتلقوا دعوة رسمية من المجلس العسكري بشأن هذا الاجتماع !
في رأيي .. أخطأ المجلس العسكري بدعوته لاجتماع اليوم ، فالرؤى التي قدمتها القوى السياسية بما فيها أحزاب الحوار الوطني يمكن الاستفادة منها والعمل ببعض ما جاء فيها دون حاجة لمثل هذه الاجتماعات التي تستفز الطرف الآخر المعتصم في الميدان ، وهو الطرف الذي استجاب المجلس للعديد من مطالبه ، وعلى رأسها استقالة رئيس المجلس السابق الفريق أول “عوض ابن عوف” ونائبه الفريق أول “كمال عبدالمعروف” ، ثم قبِل استقالات ثلاثة من أعضاء المجلس العسكري نزولاً عند رغبة واحتجاج هذا الطرف !!
لم يكن المجلس موفقاً في قبول الاستقالات ، ولم يكن موفقاً وهو يمضي في حوار غير منتج مع قوى سياسية شاركت في النظام السابق ، وأخذت فرصتها في الحكم وفي تقديم برنامجها السياسي .
فليمنح المجلس العسكري قوى الحرية والتغيير حقها في تشكيل الحكومة ، وفي ذات الوقت لا يقبل تدخلها في حقه في ما يتعلق بالسيادة ، باعتباره الجهة التي تسلمت الحكم واتخذت قرار الإطاحة بالرئيس ممثلة لقيادة القوات المسلحة ، وهي المسؤولة عن حماية الدولة والمحافظة على الأمن القومي بموجب الدستور .
لكن المجلس العسكري وافق على مساومته في حقه السيادي المتعارف عليه في تجارب الثورة وانحياز الجيش لها في السودان كما حدث في أبريل 1985م ، وعليه فليقبل بتمثيل مدني محدود في مجلس السيادة ، ثم يترك أمر تشكيل الحكومة لقوى الحرية والتغيير ، أو للمجموعة الراغبة في التعاون من داخل قوى التغيير ، لأنه من العسير جداً أن يتفقوا جميعاً على تشكيل الحكومة .. صلاحياتها وأسماءها .
الشعب السوداني .. بل كل العالم .. في انتظاركم لتتفقوا دون مزايدات .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية