ربع مقال

اتفقوا سريعاً من أجل الوطن .. !!

د. خالد حسن لقمان

.. من المؤسف وبعد أن تحققت هذه الثورة العظيمة بفضل جهد وصبر هؤلاء الشباب بشجاعتهم وإقدامهم، تدخل الآن الساحة السياسية هذه المرحلة من الانقسام والتشظي في الآراء والمواقف بما أصبح يهدد الآن أمن البلاد واستقرارها في ظل فراغ دستوري تام مع سيولة أمنية كبيرة ومخيفة أبرزتها تفلتات خطيرة أعطت انطباعاً مخيفاً لدى الناس بعدم الأمان، وهو وضع إن استمر على حاله هذا فحتماً سيقود إلى ما لا يحمد عقباه، ولعل الذي يجب أن يفهمه الجميع بأن أي انفجار للوضع على أي وجه كان فلن يستثني أحداً لما سيخلفه من دمار وهلاك .. وإن كانت هنالك فكرة إيجابية تجاه هذا البلد لدى من هم على منصة الأحداث الآن فعليهم أن يتواضعوا وفوراً على أقل ما يستطيعون الوصول إليه من اتفاق .. ليس من الضرورة أن يكون مستوعباً لكل أوراق كل طرف على حده، فهذه حالة مثالية لن تحدث مطلقاً ، والعقل هنا يلزم كل طرف بتفهم أوراق الآخرين والقبول بأقصى ما يستطيع القبول به من أفكارهم ورغباتهم، وإلا فلن يحدث أي اتفاق بأي شكل أو موضوع، وسيكون المصير النهائي والحتمي هو مواجهة الجميع لبعضهم البعض وفق منطق سيكون حينها مؤسفاً و محطماً لآمال هؤلاء الشباب المتطلعين إلى تحقيق النجاح لثورتهم والعبور بها إلى بر الأمان .. إذاً ليس أمام الجميع غير الاتفاق سواء في داخل كيانات الثورة التي تعرضت أخيراً لانقسامات وخلافات حادة ، أو بين هؤلاء جميعهم والمجلس العسكري الانتقالي الذي أبدى وإلى الآن مرونة تحمد له، وينتظر أن تبادر الأطراف الأخرى أيضاً بمرونة مماثلة حتى يصل الجميع إلى منطقة التراضي المشترك، وبالتالي القبول الذي يفضي إلى الاتفاق النهائي الذي ينتظره هذا الشعب الصابر المصابر على أحر من الجمر ليبدأ مرحلة تنميته وإعماره ..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية