بعد ارتفاع أسعار الذهب الأصلي.. (الصيني) و(أبو مرين) يتصدران!!
لجأ عدد كبير من النسوة السودانيات إلى إكمال زينتهن بالذهب (الفالصو)، بعد الارتفاع المضطرد في أسعار الذهب الأصلي، هذا وقد ظل الذهب الحقيقي زينة للمرأة تتباهى به وتحفظ به مالها، ذلك حين كان سعر الجرام الواحد (45) جنيهاً، وقبل أن يبلغ مداه ويصل الــ (345) جنيه الآن، ما يجعل المرأة تتنازل عن شرائها للذهب الحقيقي وتقبل على (الفالصو) من ذهب (صيني) و(أبو مرين)، حتى صار اكتشاف حقيقة أمر الذهب الحقيقي من التقليد صعب.
ولتسليط الضوء على مدى الإقبال على (الفالصو)، التقت (المجهر) في جولة واسعة لها بسوق أم درمان، عدداً من تجار الذهب، للوقوف على آخر التفاصيل في هذا الصدد:
* هروب بسبب الغلاء
في البداية تحدث “فضل إبراهيم” صاحب محل الأخوان للمجوهرات، الذي يعمل ببيع الذهب منذ (17) عاماً متنقلاً بين السودان والسعودية، فقال: الظروف الاقتصادية جعلت من أسعار الذهب في تصاعد مستمر، حيثُ ارتفع سعره إلى الضعف، بعد أن كان جرامه في السابق بـ (45) جنيهاً، فاق الآن الـ(340)، وأشار إلى أن المرأة لا تبيع ذهبها إلاّ لحاجة ماسة وعاجلة، وحتى إن فعلت ذلك فإنها سرعات ما تسترجعه، لكنها الآن أصبحت عاجزة وغير قادرة على ذلك، وأكد على أن المرأة السودانية عاشقة للذهب، ولولا الظروف الاقتصادية العسيرة لما لجأت لـ( الفالصو)، واستطرد: وإقبالها على الذهب (المزيف) يؤكد ذلك الحب، وليس العكس.
الخليج يتفوق في الدقة والنقشة!!
ومن ناحية أخرى تحدث “فضل” عن جودة الذهب، وقال إنها تختلف على حسب الدولة التي تصنعه، وإن جودة الذهب السوداني لا تضاهيها جودة، وأشار إلى أن الخليجيين يتفوقون علينا فقط في (الدقة والنقشة) هي التي تصنع له رواجاً، وذكر أن الذهب الخليجي يحتوي نسبة كبيرة على الماس واللازورد، وهما معدنان لا يجدان رواجاً عند المرأة السودانية، إذ تعتبرهما يقللان من قيمة الذهب، وعن تأثير الذهب الصيني على الأصلي قال: للأسف حتى العرسان صاروا لا يقبلون على شراء الذهب الأصلي ويفضلون الصيني الضمان. ومن المشاكل التي تواجهنا بعد ظهور الذهب الصيني (الغش)، لذلك لجأنا إلى أساليب لاكتشاف مدى حقيقة الذهب عن طريق (موية الحل) أو القطارة التي تتفاعل مع كل المعادن إلا الذهب، ثم بعد ذلك ننحت عليه، وأشار إلى أن أي ذهب في العالم أجمع به بعض الشوائب لأنه لا يمكن أن يكون صافياً.
من جهته كشف “مرتضى التوم” صاحب محل (هيما) للذهب الصيني، عن أن الإقبال عليه يزداد باضطراد، وأن بعض الزبائن يطلبون منهم أحياناً دقات بلدية مثل (أحفظ مالك) وأضاف: كما نهتم في (صياغتنا للصيني) بأحدث الدقات والموضات، وأشار إلى أن الذهب الصيني أنواع يباع بضمانات قد تبلغ أحياناً (5) سنوات، وهذا أجوده، وأن أسعاره تتراوح ما بين (40 – 90) جنيهاً.
(فالصو) الصين يقترب من الحقيقي
قديماً كان للذهب التقليد محل واحد فقط بسوق أم درمان هو (أبو أمرين)، ولأنه أول وأقدم محلات الذهب (الفالصو) لذلك رأينا زيارته، وهناك قال لنا أحد العاملين فيه: إن الإقبال يزداد عليه خاصة في الأعياد والأعراس، ومازال الطلب على (الجدلة) السودانية القرمصيص وعقد السوميت ولبينة وسوار أبو ساعة وسوار أبو ليا والشريفية وطقم المطارق، وهي جميعها تستخدم في جرتق العروس، وأشار إلى أنها ظلت قيد الطلب على مر العصور.
رضي مرتك
وفي أثناء جولتي التقيت إحدى الزبونات المغرمات بشراء الذهب الصيني والتي قالت: إنها تشتري كمية كبيرة من الأساور والخواتم لتقوم ببيعها إلى جاراتها، وذكرت أنها تحقق هامش ربح قليل من اتجارها في المجال، وأشارت إلى أن نقشات ودقات (الصيني) تجعل المرأة تبدو جميلة ومميزة، وأضافت: لُقب بـ(رضي مرتك)، لأن الرجل لا يقدر على شراء الذهب الحقيقي.
وقالت “أم ولاء” إنها تتزين بالذهب الصيني، لأنها لا تستطيع شراء (سلسلة واحدة) من الذهب الخالص بسبب غلاء أسعاره، وأضافت: كل الذي أبحث عنه هو الزينة والجمال، والذهب الصيني جعلني أجدد نفسي وأشعر بأنوثتي بعيداً عن رهق وغلاء الذهب الحقيقي، حيث أنه يشبه تماماً الذهب الحقيقي.