قلت وسأكرّر ما ظللت أقوله منذ أن تحققت ثورة ديسمبر وذهب نظام “البشير” بلا رجعة قلت إننا لا نريد أن نبدل استعماراً باستعمار ولا استبداداً باستبداد، ولا أن نغير نغمة نشاز بأخرى خارج المعزوفة، والنظام السابق ظل يمارس أسلوب سماع نفسه ولا يعطي فرصة للرأي الآخر رغم أن الحكمة تقول (نصف رأيك عند أخيك) لكن المؤتمر الوطني ركب رأسه خاصة في السنوات الأخيرة حتى (ركب التونسيه)، وكانت النهاية المعلومة والمعروفة والآن -وللأسف الشديد- يمارس تجمع المهنيين وأبواقه الإعلامية ذات الأسلوب مع كل من يخالفهم الرأي، أو حتى يتبرع بنصيحة عابرة و(كدي جرب قُول) إن تجمع المهنيين قد أخطأ أو أن قوى إعلان الحرية والتغيير ما كان يفترض أن تفعل هذا أو ذاك إلا وتصبح موصوماً بالخيانة، تلاحقك اللعنات ومعاها لحن جانبي على أنغام (كاااك كاك) وتصير فجأة كوز وعائز الدوس وهو للأسف الشديد نهج إقصائي ما حيؤدي البلد لقدام وسيجعل القرار رهيناً عند أشخاص أو جماعة بعينها ونكون ما عملنا حاجة وقد بدلنا صنماً بصنم، ووهماً بوهم أكبر منه. لذلك ظللت أقول لكثير من الشباب إنه لا بد من أن تتسع المساحات لسماع كل الآراء، بل لا بد أن تتسع مقاعد قاطرة الثورة لأي شخص يرغب أن يكون في رفقة وصحبة العهد الجديد الذي صنعه ثوار الشارع، والذين استشهدوا وأصيبوا هم ثوار الشارع القادمون من رحم الشعب وحزبه، وحتى الآن الصابّنّها وقاعدين في القيادة هم ثوار الشارع وبالتالي أقولها وعلى بلاطة كده إن محاولات استحواز التجمع وقوى الحرية على الثورة هو استحواز ليس له ما يبرره ومحاولات إقصائهم لأي صوت ناصح أو معارض أيضاً ليس له ما يبرره، لذلك أنا جد حريصة وداعمة لأي اتجاه يؤرخ لهذه الثورة العظيمة من الألف للياء، وهذا التغيير الكبير وراؤه أبطال كانوا في الكواليس ولا زال بعضهم يجلس هناك، وأمثال هؤلاء تضيع مواقفهم أمام فهلوة الانتهازيين وسارقي الثورات الذين يجيدون الظهور في المسرح ونيل الجوائز بطريقة “مرجان أحمد مرجان” وهم لا يستطيعون وبطريقته أن ينطقوا جملة (لقد وقعنا في الفخ).
لذلك فإن التوثيق لحراك هذه الثورة منذ بدايتها مهم ولا بد أن يعرف الشارع السوداني الأبطال الحقيقيين من الثوار والكنداكات الذين لا يجيدون التصوير والمقابلات بقدر إجادتهم.
استنشاق البمبان ومواجهة الرصاص و(ديل طبعاً يذوبوا ويضيعوا) في هذا المولد الكبير الذي يصبح نجومه أصحاب الحلاقيم الكبيرة.
واللاعبون على الحبال
الدائرة أقوله إن التغيير الذي حدث في السودان تغيير كبير وعظيم وزلزال ضخم لابد أن يقابله أيضاً تغيير في المفاهيم والنظرة للآخر ومحاولات التشكيك والتوجس دي حتودي البلد في ستين داهية وتتحول أحلام الغبش الذين حلموا وتمنّوا هذه الثورة لسنوات إلى كابوس يجثم على صدورهم ويلون حياتهم بالسواد.
كلمة عزيزة
كل ما قام به المجلس العسكري من خطوات حثيثة آخرها قبوله استقالات ثلاثة من أبرز أعضائه، يؤكد حسن نواياه ويؤكد انحيازه للثورة وإصراره على لم الشمل ورأب الصدع الداخلي وهو ما يجعل قوى إعلان الحرية والتغيير مطالبة بأن تمارس ذات المرونة وتبدي حرصها على اكتمال بناء أركان الحكومة السودانية لتبدأ عجلة الحياة في الدوران بدلاً من ممارسة سياسة لي الذراع اعتماداً على ما تتصوره وتتخيله من دعم مطلق للشارع والشارع السوداني ظل وسيظل سيد نفسه وهو ما ستثبته الأيام القادمات
كلمة أعز
اللهم احفظ بلادنا من الفتن واجمع أهلها على كلمة سواء