بالواضحرأي

*بالواضح*

*المزيد من العافية والنضج!!!*

*فتح الرحمن النحاس*

*لا يحسبن البعض أن سقوط حقبة حكم الإنقاذ، يعني إسدال الستار على تيار الإسلاميين، فليس من المنطق والعقلانية أن يذهب من يذهب إلى هذا ( الظن الكاذب) مستنداً إلى مشاهدات على الأرض تحكي عن (اختفاء) الحضور العالي للإسلاميين لدرجة القول إن ما كان خلال (30)سنة، مجرد (فص ملح وذاب) أو القول إن البنيان كان مجرد (راكوبة) في الخريف، فهذه المرافعات والظنون لا تعدو أن تكون مجرد (توهمات) أو تسلية في منعطف فوار بالثورية والاحتقان تجاه النظام السابق…الصحيح أن التيار الإسلامي يمثل ( سلطة فكرية) وليس (سلطة سياسية) والأفكار لا تموت لكنها قد تهجع لفترة أما السلطة السياسية فقد تذهب بلا رجعة وهذا أمر طبيعي يلازمها في كل مكان حتى إن عمرت في الحكم، والشاهد الأقرب أنظمة الربيع العربي التي عاشت في الحكم سنوات طوال ثم تساقطت تباعاً، والسودان ليس استثناء…!!
*الإسلاميون كانوا هم (الرقم الأهم) في ثورات الربيع العربي، ولكن لم يكن بالضرورة أنهم هم من يرث عروش الأنظمة التي تساقطت، بل كان الرأي (الأصوب) أن يبتعدوا عن قيادة السلطة ويكتفوا بالوجود النيابي، ولو أن إخوان مصر فعلوها لكانت الخسائر غير ما نراه الآن على الأقل…الإسلاميون في العالم العربي (حركة تربوية إسلامية) في المقام الأول وهو الطريق الذي يقودهم (بسلاسة) إلى الحكم عبر إرادة الشعب وليس الدبابة العسكرية، فإرادة الشعب هي (الغالبة) في العمل السياسي، ولو أن التيار الإسلامي في السودان لم يتسرع نحو الخيار العسكري للوصول للسلطة، لكان كسبه اليوم عظيماً بإذن الله، فالمهم ذهبت السلطة وبقيت (الحاضنة الشعبية) في تمام ثباتها مع القناعة بأن (التغيير حدث) والشعب اختار العودة للديمقراطية، التي أراها، من وجهة نظر الكثيرين من الإسلاميين، أنها المناخ الأفضل للعمل الإسلامي الناضج والمبني على التحرر من ثقل السلطة ومشاغلها التي تنوء بحملها الجبال!!
*إذاً يجب أن نعترف كلنا (بسلطان الديمقراطية) الذي يتيح للجميع حرية العمل السياسي والفكري، بعيداً عن شيطنة أي مكون أو النزوع (لجريمة الإقصاء) ، وليس من الحصافة أن يعمل البعض على إقصاء الإسلاميين فهذا (مستحيل)، وليكن الفيصل هو (صندوق الانتخابات)…فالإقصاء كما قلنا ونكرر القول يمثل أول باب سيفتح على موت الديمقراطية، فتعقلوا سادتي ولا تفتحوا الأبواب للمخاطر!!.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية