بالواضحرأي

*بالواضح*

*فتح الرحمن النحاس*

*لا تهاون في حسم الفوضى!!.

*لا قيمة لأي ثورة أو تغيير إن لم يكن الأمن عنواناً بارزاً في كل المشهد، فلا برامج يمكن أن تنتج مطلوبات مفيدة، إن كان (الخوف والقلق) يسيطران على كل المناخ، بل الصحيح أكثر أن العمل العام سيبقى داخل غرف الإنعاش مثله مثل (مومياء) تنتظر مقبرة لتوارى تحت ترابها…وإنه من المؤسف والمحزن أن تكون أولى صفحات الثورة التي نعيشها الآن في السودان، مجرد سطور محشوة (بخلافات) بين مكونات التغيير، ومشاكسات وتوجس بين أطرافها وتسابق نحو حصاد يتمناه كل طرف، كأنما هذا التغيير جاء أصلاً من أجل إحراز مكاسب لصالح هذا على حساب ذاك، دون مراعاة لطموحات هذا الشباب الظافر الذي يمثل (البطل الحقيقي) في إحداث التغيير…
كيف يتحول مناخ الطموحات في غد أفضل إلى أفعال سقطت معها كل القيم الجميلة التي يتصف بها شعبنا؟ كيف يكون ممكناً أخذ القانون باليد وفرض شريعة الفوضى والفتنة في كل مكان وموقع؟ من فوّض هؤلاء الذين ينتهكون الأمن أن يفعلوا مثل هذه المنكرات؟!.
*لن يقبل عاقل تجري في دمه ولو ذرة من الوطنية، أن يرى مجموعات من أبناء البلد، يتهجمون بالحجارة على رجال في مقام آبائهم وآخرين يحرقون وينهبون ويغلقون الطرقات أمام حركة السير، ثم هنالك من ينصب نفسه شرطياً على (نقاط تفتيش) مصنوعة لإيذاء الناس وتصيّد منسوبي النظام السابق، وهنالك من يعتدون على قياداتهم داخل مرافق العمل العام ويسيئون إليهم و(يطردونهم في مذلة)…وقد كانوا حتى الأمس القريب ينحنون أمامهم سمعاً وطاعة…سلوكيات مستهجنة تخرج للناس كل يوم في توليفات جديدة فتزيد من (البغضاء) وتجرح الذوق العام وحميمية المجتمع التي جبل عليها السودانيون!!.
*كيف بالله يعقل أن تتكسر قرارات المجلس العسكري على جدار صلب من المعاندة والرفض وهو المجلس الذي انحاز للثورة ووفر الحماية للثوار واحتضنهم في حرم داره وسهر الليالي وهو يحرسهم من أيادي (الغدر المتربص)؟!..من يصدق أن يدوس البعض على شهامة أولاد البلد ويتربص بمن هو أكبر منه سناً ويصر على إيذائه؟!.
*هي مأساة وطنية وهو الخروج على قيم وأخلاق الشعب وهو (الذبح البين) لأمن وسلام الوطن وهنا (المحك الصعب) فماذا ينتظر حماة الأمن والفضيلة؟ لماذا لا تحسم هذه الفوضى قبل أن تصبح فعلاً (مفروضاً) على الشعب؟ وأين قوى التغيير من هذا؟ ألا يتذكرون أن ما يحدث من انتهاكات هو الذي سيقبر التغيير في مهده؟!.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية