بكل الوضوح

للشريعة رب يحميها يا علماء السُلطان..

عامر باشاب

{ العديد من دعاة ومشايخ الدين الإسلامي في بلادنا المنكوبة ومن بينهم المدعو “عبد الحي يوسف” ظلوا يثبتون على الدوام بأنهم من علماء السُلطان الذين انغمسوا في جاه الملوك ونعم الدنيا وفضلوها على الآخرة وقدموا رضا السلاطين والفراعنة على رضا مالك الملك وسخّروا معرفتهم واجتهاداتهم في علوم الدين لخدمة الحكام أعانوهم على ظلمهم طمعاً في التقرب إليهم أو اتقاء شرهم أو للاستفادة من الثروات التي يملكونها بين يديهم.
{ والمدعو الداعي الإسلامي (رجل المال والأعمال) “عبد الحي يوسف” الذي لم يعلو صوته يوماً بمناهضة حُكام الظلم والفساد الذين طغوا في البلاد، خرج علينا مدافعاً عن الشريعة الإسلامية في حين أن الحكومة التي تقرب منها وتقربت إليه وظل يدافع عنها طيلة السنوات الماضية هي التي حاربت الشريعة الإسلامية بل وشوهت سمعة دين الإسلام بتقديمها النموذج السيء للحُكم الذي ادعوا زيفاً بأنه الحُكم الإسلامي، الحُكم الذي لم تكن له علاقة بالإسلام دين الحق، الحُكم الذي انتشر بين قياداته الكذب وساد بينهم كل أنواع الفساد والحُكم الذي كرس للظلم والحُكم الذي حلل الاعتداء على المال العام وقنن للرشوة والتعاملات الربوية واستباح قتل النفس بل وقتل النفوس بالجملة .
{ ولو كان الداعية المدعو “عبد الحي يوسف” بالحق من علماء الدين الحق الدين النصيحة الذين وصفهم الله عز وجل في محكم تنزيله في قوله تعالى: (الَّذينَ يُبلّغونَ رسالاتِ اللِه ويخشونهُ ولا يخشونَ أحداً إلا اللهَ وكَفَى باللهِ حَسِيباً). العلماء الذين يقدمون النصائح للحكام ويهدونهم إلى سبيل الرشاد وطريق الجادة ويذكروهم بمخافة الله تعالى ولا يخشون في قول الحق لومة لائم أو قسوة حاكم ومن ثم يزهدون فيما عن الحكام من سطوة جاه وسُلطان وبريق ذهب ومال لما وقعت الحكومة الساقطة في كل هذا الفساد وكل هذا الظلم الذي أغضب الله على قادتها فسلط عليهم أضعف خلقه فزلزلوا عرشهم وانتزع منهم الملك ثم أزلهم وفضح كل سوءاتهم .!! .
{ في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم قال: (سيكون أمراء، من دخل عليهم وأعانهم على ظلمهم، وصدّقهم بكذبهم، فليس منى ولست منه، ولن يرد علىّ الحوض. ومن لم يدخل عليهم، ولم يُعنهم على ظلمهم، ولم يصدّقهم بكذبهم فهو مني وأنا منه وسيرد علىّ الحوض) رواه أحمد والبزار وابن حبان.
(سيكون أمراء) المقصود بها سيأتي عهد لأمراء وحُكام ومن أصبح يتردد عليهم خاصة من العلماء وأعانوهم على الظلم، وصدّقوا كذبهم، (فليس مني) أي أنا بريء منهم.

{ وضوح أخير :
{ الجموع التي ظلت تؤدي صلاة (الجمعة) بمصلى ساحة الاعتصام أكدوا بما لا يدع مجالا للشك بأن السواد الأعظم من الثوار يدينون دين الحق والثورة ثورة إسلامية مية المية.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية