رأي

مصابو الثورة .. والاعتداء على الشعبي

أمل أبو القاسم

لأول مرة يأتي الاحتفال بأسبوع المرور العربي والبلاد تشهد فوضى مرورية لم يسبق لها مثيل.. نعم فالأوضاع التي تعيشها البلاد هذه الأيام هي المؤثر الفعلي لهذه الربكة.. لكننا نعتقد بالمقابل أن يجابه ذلك بتكثيف وجود رجال المرور على الطرقات والتقاطعات، فبركة حركة المرور بالضغط على كبري واحد بين بحري والخرطوم مثلاً والذي يقع عليه عبء نسبة كبيرة من مستخدميه الذين يتوافدون عليه حتى من مدينة أم درمان.. كونه يختصر المسافة.. مضافاً إليه إلقاء ثقل مستخدمي بقية الكباري بين المدينتين.. كل ذلك أدى لتعطل عجلة العمل وتنفيذ المصالح والمعاملات المرتبطة بمواقيت زمانية.. فالمشكلة ليست بالهينة.. ومع ذلك تلقي المرور الحبل على الغارب ربما من باب إن أمر الحل والربط بهذا الشأن هو أيضاً من صلاحيات الجيش أو المجلس العسكري الانتقالي أسوة ببقية الصلاحيات الأمنية المناط بها جهات متخصصة.. لكن إلى متى سيظل هذا الوضع.. فإن كان اعتصام القيادة العامة هو أس هذه البلوى.. فيبدو أن الفوضى سيطول أمدها ما لم تتدخل المرور بعد التشاور مع المجلس العسكري الذي أعلن مراراً عن إزالة المتاريس وفتح الكباري.. لكن حتى الآن الوضع على ما هو عليه، وذلك لأن المعتصمين تشير استعداداتهم لصيام رمضان أمام القيادة في حال لم يتوافقوا أو يحسموا أمر حكومتهم التي انعقد اجتماع بشأنها أمس.

(2)

ما زال عدد مقدر من مصابي الأحداث الفائتة من الشباب يستشفي بعدد من المشافي نسبة للإصابات البالغة التي تعرضوا لها.. السؤال هل ثمة من يتذكرهم من بقية الثوار الذين تلهوا بنشوة الانتصار والإفلاح في الوصول إلى ما رموا إليه.. ثم وبعد ذلك رابضوا أمام القيادة منذ ليلة التغيير ولم يلتفتوا إلى هؤلاء.. بل عكفوا يحتفلون ويطربون كل ليلة في غفلة عن دماء الشهداء التي أريقت.. والغريب أنهم ينادون بالقصاص لهم.. فضلاً عن الجرحى والمصابين.

أبرز هؤلاء مشاهد مشرفة وهم يتعاطفون مع المشردين وظهر بعضهم عاكفاً على تعليمه وتدريسه، كذلك فأرتال المساعدات والدعم العيني والمالي يهطل على مقر الاعتصام.. ماذا يضير ومن باب المبادئ نفسها.. لو عاودوا أولئك المرضى وقدموا لهم الدعم المعنوي والمادي.. فلا أحد يعلم بظروف ذويهم وقد باغتهم المصاب.

(3)

ترى هل اعتقد المؤتمر الشعبي أنه في مأمن من أي سلوك شائن قد يتعرض له بدعوى أنه جزء من الثورة؟.. أولم يعلم ويدري أن الثوار يعتقدون أنه جزء من النظام السابق وأن ثمة مواقف تعرضوا لها كرست لذلك.. ثم وبكل ثقة ذهبوا يعقدون اجتماعهم بصالة قرطبة.. ورغم أنه حق مشروع مثلهم ومثل كثير من الأحزاب التي أقامت منابر متعددة في أماكن مختلفة.. لكن الظروف بالنسبة لهم غير.. لا نستطيع الجزم بالجهة التي نفذت الاعتداء ولمن يتبعون.. فالاتهامات ظلت ومنذ وقوع الحادثة متبادلة وكل يقول بما يصب في صالح أجندته.. بيد أن اللغة السائدة على تطبيق الفيسبوك.. هي نبرة التشفي من البعض وأن النظام الفائت فعل أكثر من ذلك وغيره.. ثم الأهم من كل ذلك أين الجهات الشرطية من كل ذلك.. وهل ستصدر بياناً تشجب فيه الحادثة وتوضح الملابسات كما السابق؟ عموماً ننتظر منها ذلك فهو واجبها.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية