شهادتي لله

أوقفوا هذا العدوان

أحداث مؤسفة ومحزنة للغاية ، تلك التي صاحبت اجتماع مجلس شورى حزب المؤتمر الشعبي بصالة (قرطبة) بحي الصحافة بالخرطوم أمس ، فقد تجمهر المئات من الشباب والصبية وأخذوا يهتفون ضد المؤتمِرين ، ثم ألحقوا الهتاف بحصب موقع الاجتماع بالحجارة ما عرّض العشرات من عضوية المؤتمر الشعبي لإصابات دامية رصدتها الكاميرات ، وانتشرت في لحظات مقاطع الفيديو على الوسائط ، تحكي عن المأساة التي لم تنته بوصول قوات من الجيش والدعم السريع ، فقد اقتيدت قيادات الشعبي في بطون (دفارات) مكشوفة ، وتواصل حصبهم بالحجارة أثناء خروجهم في حماية القوات التي لم تصرف المعتدين عن موقع الحدث ، ولم تلق القبض عليهم ، بل ألقت القبض على الجرحى المُعتدَى عليهم !! وحملتهم إلى سجن كوبر للتحقيق لدى النيابة قبل أن تطلق سراحهم !!
لو أن المجلس العسكري والسلطات الأمنية المسؤولة عن حفظ الأمن في بلادنا استمرت على هذا النهج الذي يكافئ المعتدي ويحاسب المُعتدى عليه ، الذي يغض الطرف عن تجاوزات مجموعات متفلتة محسوبة على (الثورة) ، ويستضعِف تيارات أخرى ، فإن الفوضى الشاملة ستضرب بلادنا ، وسنندم ألف مرة على عهد الإنقاذ بأمنه وسلامه .
شعار الثورة المرفوع هو ( حرية .. سلام .. وعدالة) ، فأين الحرية هنا وأنت تمنع الناس من أن يتداعوا لاجتماع حزبي في مكان مغلق ؟
أين العدالة .. وأنت تبيح لنفسك وأحزابك أن تسيِّر المواكب كل يوم إلى ساحة القيادة العامة للجيش ، وترفض لآخرين مخالفين لك في الرأي أن ينظموا موكباً واحداً يقولون فيه إنهم موجودون ، تمنح نفسك صفة الكمال والجمال ، وتوصم الآخرين بالسعي للفتنة الدينية والصِدام .. مالكم كيف تحكمون !!
إن هذا السلوك المتساهِل من المجلس العسكري مع جماعات حزبية تريد أن تطبق القانون بأيديها ، عنفاً في المساجد ، واقتحاماً لصالات المغادرة بمطار الخرطوم بالتضامن مع موظفين على الكاونترات ، وتجمهر مستمر حول المطار ، وتعدي على اجتماعات لحزب مسجل وفق القانون ، واعتداء على قيادات من المؤتمرين الوطني والشعبي ، هذا التساهل سيقود الطرف الآخر لردة فعل أعنف تعصف بما تبقى في بلادنا من أمان واستقرار .
يجب أن تتوقف هذه الفوضى ، ويجب أن يتصدى الجيش لمسؤولياته الوطنية ، ما دام أنه تولى السلطة ، فيفتح كل الشوارع والكباري ، ويلقي القبض على كل متجاوز للقانون ، وكل مثير للشغب والفوضى .
أداء الجيش لمهمته في حفظ الأمن وردع الفوضويين ، لا علاقة له بحواره مع قوى الحرية والتغيير ، يستمر التفاوض لتشكيل مؤسسات الفترة الانتقالية ، وتستمر عملية حفظ الأمن بكل قوة وحسم .
الثورة لا تعني الفوضى .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية