انعدام الثقة ونقص التمويل لملف الترتيبات الأمنية بجوبا..تحديات قد تعرقل التنفيذ..!!
وصول الدفعة الثانية لقوات "مشار" لمراكز التجميع
الخرطوم – فائز عبدالله
مهمة صعبة تنتظر فرقاء دولة جنوب السودان في الحكومة المعارضة المسلحة شهر مايو المقبل، الذي يشهد بداية تكوين حكومة الفترة ما قبل الانتقالية والتي أعلن عنها الرئيس الفريق “سلفاكير”، لتؤسس لقيام فترة انتخابات عامة شرعية ونزيهة .
بدأت قوات المعارضة تتحرك صوب نقاط التجمع بالمراكز، إلا أن التحديات التي تعتري هذه الفترة تتمثل في ملف الترتيبات الأمنية الذي يشكل أولى العقبات أمام الأطراف وتحديد حدود الولايات، و(حصرها وتقليصها) ، سيما وأن بند الترتيبات الأمنية هو جزء أصيل في تنفيذ اتفاقية السلام التي وقعها الفرقاء برعاية الخرطوم في سبتمبر الماضي، والتي تنص على تكوين حكومة انتقالية مدتها (36) شهراً مع نهاية الفترة ما قبل الانتقالية في 12 مايو المقبل، إلا أن هذه الفترة لم ترَ النور بسبب عجز الأطراف في الحصول على تمويل، بجانب انعدام الثقة بين القوات في مراكز التجمع التي حددتها الاتفاقية لتجميع قوات الجيش الشعبي و مليشيات “ماثيق أجور” التابعة إلى نائب الرئيس “تعبان دينق” وقوات المعارضة المسلحة بقيادات “رياك مشار”. ويظل التحدي الأكبر هو تمويل هذه القوات داخل المعسكرات.
تحديات
تعاني حكومة الجنوب ومجموعات المعارضة من تحديات تواجه تنفيذ بند الترتيبات الأمنية ضمن ترتيبات الفترة ما قبل الانتقالية، بسبب نقص التمويل.
وقال وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم حكومة الجنوب “مايكل مكواي” إن التحديات التي تواجه سير تنفيذ اتفاقية الترتيبات الأمنية هي عملية تمويل القوات وإعادة تدريبها وتأهيلها في جيش وطني موحد وأوضح أن المجتمع الدولي يطالب بتنفيذ هذه الاتفاقية في ظل غياب الدعم المالي ، وأضاف “مكواي ” أن القوات الآن متجهة إلى مناطق التجمع وفق اتفاقية السلام التي حدد ت (9) نقاط لهذه القوات تحت قيادة موحدة تشرف عليها.
وأعلنت آلية الترتيبات الأمنية المختصة بملف الترتيبات الأمنية عن (9) نقاط لتجميع قوات الجيش الشعبي والمعارضة وتدريبها في الجنوب حسب اتفاقية الترتيبات الأمنية التي تتضمنها اتفاقية السلام، لوضع نواة لتكوين الجيش الوطني .
وكشفت الحركة الشعبية في المعارضة المسلحة بقيادة “رياك مشار”، عن تحرك قواتها من منطقة (المقينص) في ولاية فشودة الفيدرالية إلى مناطق تجميع القوات.
من جهته قال وزير الإعلام بالولاية من جانب المعارضة، “موريس صموئيل” لـ(المجهر) إن أكثر من (6) آلاف جندي من قواتهم من الفرقة الأولى مشاة (أقوليك) تحركت من منطقة مقينص إلى مناطق تجميع القوات في (6) نقاط بجميع أرجاء الولاية، مبيناً أنّها تأتي ضمن الترتيبات الأمنية وفقاً لاتفاقية تسوية توحيد القوات.
واضاف “مورس” إن حاكم ولاية فشودة الفدرالية وقائد القطاع بمجموعة “رياك مشار” الفريق “جونسون أولونج طوبو” ودع الدفعة الثانية من قوات “مشار” التي تتوجه إلى مناطق التجمع وفقاً لاتفاقية الترتيبات الأمنية. وأشار إلى أن مناطق التجمع هي “منطقة نيانوار، منطقة خال داك، منطقة ماننام،منطقة أتار. وأوضح أن اتفاق لجنة الدفاع المشترك بين قوات الحكومة والمعارضة بقيادة “مشار” حددت هذه المناطق للتجمع، وتابع قائلا: أن حاكم الولاية “جونسون” طالب القوات بالذهاب إلى مناطق التجمع لتنفيذ الاتفاقية وبناء الثقة بين القوات بين الطرفين. وابان إن القوات المتجهة لمناطق التجمع بقيادة اللواء”فارومي أقوي” و”توماس مبور” و”سايمون قرويج” بالاضافة الى عدد من القيادات العسكرية. وأوضح “موريس”، أن مناطق تجميع القوات من جانبهم تشمل مناطق “عطار، نيطور” (كالداك) ،”مانام”، “نيانوار” بمقاطعة “فانيكانق”، “الدبة”، و”طور قوانق”.
وقال رئيس الآلية الأمنية ورئيس أركان الجيش الشعبي الجنرال “قبريال جوك رياك”، إن الآلية المشتركة للترتيبات الأمنية اتفقت على (9) نقاط لتجميع قوات الجيش الشعبي والمعارضة وتدريبها في الإستوائية وأعالي النيل وبحر الغزال.
وأوضح “جوك” أن اللجنة بدأت بتجميع القوات في الإستوائية في مركزين بولاية (نهر ياي) في منطقة (مورتو)، مبيناً أن تجميع القوات في أعالي النيل وبحرالغزل يتوقف على نجاح العملية في نهري (ياي).
تحديات اللجنة المشتركة
أكد نائب رئيس قوات المعارضة المسلحة بقيادة “مشار”، الجنرال “جيمس كونق” على أهمية تدريب القوات من أجل تكوين جيش وطني موحد في الجنوب، وأشار أن الترتيبات الأمنية المتعلقة بتدريب هذا الجيش ستبدأ من منطقة (ياي) بتوجيه القوات للتوجه نحو مراكز التجميع المتفق عليها والتدريب لتأهيلها.
وقال ” كونق” إن نشاط قوات جبهة الخلاص الوطني بقيادة “توماس شيرلوا”، في المنطقة من حيث التواجد العسكري في المنطقة لا يشكل خطراً عليهم في نقاط التجمع، وأضاف أن قوات “شيرلوا” ستشكل تحدياً لاتفاقية السلام لعدم انضمامها للاتفاق.
وأوضح أن اللجنة المشتركة التي تم تكوينها لم تقُم بالجوانب المكتملة ويواجهها الكثير من التحديات والعقبات أمام الاتفاقية وهي تمويل الاتفاقية وتأهيل هذه القوات من ” ملبس ومأكل “، وأضاف أن اللجان المشتركة بين الحكومة والمعارضة اتفقت على (9) نقاط لتجميع قوات الجيش الشعبي والمعارضة وتدريبها في الإستوائية وأعالي النيل وبحرالغزال.
وأشار إلى أن نقص التمويل الخارجي لدول (الترويكا ،والمجتمع الدولي) أحد العقبات التي تعترض سير الاتفاقية، في الفترة المقبلة .
وقال ممثل (أحزاب المظلة) في جوبا “دينق لوال أجواك” إن تجميع القوات بعيداً عن جوبا سيساعد في تنفيذ الأمن والاستقرار في المناطق التي تضررت بالحرب. وأضاف أن المناطق التي تم تحديدها هي المناطق التي كانت تواجه تحديات كبيرة في عدم الأمن والاستقرار في الجنوب وهي مناطق الإستوائية الكبرى وياي وبحر الغزال وكبويتا وولاية لونج الشمالية، كانت تواجه تحديات كبيرة بسبب تجمع قوات المجموعات المعارضة فيها .