.. هل تصدقون أن أكثر من ستة آلاف من الأطفال والنساء والشيوخ في قرية (الباغوز) بسوريا قد تم حرقهم ..؟! .. الجريمة نفذها التحالف الدولي مع ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) عبر قصف مركز استمر -وبعيداً عن عيون الإعلام الدولي- لأيام متتالية بعد مباركة ودعم وتوجيه مباشر من الرئيس الأمريكي “دونالد ترمب” الذي اختار بنفسه هذا الفعل الشنيع بكل عنجهية وصلف وتجبر، معلناً انتصاره وتحالفه
الدولي بدك آخر نقطة لتنظيم (داعش) في هذه القرية عن طريق حرق كل البشر الذين كانوا داخلها، فحرق ستة آلاف من المدنيين العزل وهو يواجه فقط ألف مقاتل من (داعش) ..!! .. من يصدق أن العالم كله قد استقبل هذا الخبر بكل هذا البرود القاسي، بل والشديد القسوة! .. كيف يتم حرق ستة آلاف روح علي هذا النحو وأمام كل العالم ..؟ .. هذه جريمة حقيقية .. جريمة بحجم كارثة أخلاقية بشرية لم يشهدها العالم طوال تاريخه .. أيّ حادثة تاريخية هذه التي تعادل ما حدث الآن في (الباغوز)؟ .. احترقت الأجساد البشرية حتى انصهرت على بعضها البعض في مشهد تقشعر له الأبدان.. الأطفال والنساء والشيوخ تكومت جثثهم المحترقة في بعضها البعض.. من يصدق هذا .. ؟ .. أيّ عالم هذا الذي نعيش فيه؟ .. هذا عمل تقف وراءه أكبر دولة في العالم تتشدق بحقوق الإنسان وتتأنق بالديمقراطية والحرية .. بكل فخر عرض الرئيس الأمريكي وأمام الصحفيين خارطة يشير فيها إلى قرية (الباغوز) ويقول إنها باتت آخر معاقل (داعش) وأنه قرر حرقها بالكامل، وقد أبر بالفعل بِما قال .. يقولون إنهم قد منحوا (داعش) أكثر من مهلة للانسحاب ولكنهم لم يفعلوا.. !! .. هل هذا مبرر ليقوم التحالف الدولي؛ وبكل عتاده التدميري بحرق الجميع هكذا وكما حدث .. ؟ .. أيّ عقل هذا ..؟ .. أ لم يكن من الممكن أن تقوم هذه القوات ( التي تزهو واشنطن بأنها تمثل النخبة العسكرية الأولى في العالم) .. باستخدام أساليب ووسائل أخرى غير إشعال النار، وحرق كل هذه ألأعداد من البشر؟ .. إن فعلت هذه المجزرة فقط قوات سوريا الديمقراطية، لفهم الأمر وبفظاعته على أنه جزء من حرب قذرة. أما أن يشارك العالم كله في هذا بقيادة الأمريكان وحضور الألمان وغيرهم، فهذا يعني أننا أصبحنا بالفعل نعيش في عالم لا أخلاق له البتة.. من سيحدثنا بعد مجزرة (الباغوز) هذه عن الإنسانية ومن من المسلمين سيجرؤ بعد هذا على قول إن المسلمين إخوة؟ .. (الباغوز) هذه هدمت الآن كل جدار الإنسانية بمثل من نزعت من كل المسلمين أخلاقهم فلا أخوة بينهم بعد اليوم ولا مروءة ..