عز الكلام

قدر المناصب المجاملات والترضيات!!

أم وضاح

ربما أننا كنا ولا زلنا البلد الوحيد الذي يستهين بالمناصب ولا يمنحها قدرها، ويعتبرها مجرد جسم ديكوري يكمل إطار لوحة السلطة إن جاز التعبير، أقول هذا الحديث ومناصب كثيرة مهمة جداً ولها وضعها وقيمتها وثقلها أصبحت (مفتوحة بحري) للترضيات والموازنات والمحاصصات، بل إنها أصبحت سهلة جداً ولا تحتاج لكثير معاناة، ويكفي لنيلها كثير من الولاء السياسي والقليل جداً من متطلباتها وشروطها، ويكفي أن وزارة مهمة وحيوية وإستراتيجية كوزارة الخارجية مثلاً، استبيحت بالكامل في فترة من الفترات لتصبح مثل (غشاشة البلاستيك) التي توضع في فم الطفل كلما بدأ في الصراخ لإسكاته، وكتار جداً (لولوهم ولولوا أولادهم) بمناصب في الخارجية.
وأصبحت الوزارة التي تحتاج إلى كوادر قمة في التأهيل لغة ومظهراً ومخبراً، متاحة وممكنة لأي صاحب ضهر، والعندو ضهر ما بنضرب على بطنو، والناتج كان أداءً دبلوماسياً متواضعاً في المحافل الدولية، غياب تام لملحقياتنا الإعلامية في مواجهة هجمة شرسة من الفضائيات والبرامج وناسنا قاعدين مربعين إيديهم، يا كافي البلا لا بنشوا لا بهشوا، لا بوضحوا لا بسالموا لا بكالموا.
لكن المحيرني ومطير النوم من عيني أن تصل هوبلية الترضيات حتى القصر الرئاسي، ويصبح منصب كمنصب مساعد الرئيس بكل دلالاته ووزنه، يصبح مشاعاً إلى هذا الحد، ومع كامل احترامي وتقديري للإخوة مساعدي الرئيس جميعاً، إلا أنه لا يعقل أن يكون للريس ما يقارب العشرة مساعدين، وهو منصب أصبح فضفاضاً حداً جعله يسع كل الأوزان والأطوال، وعلى فكرة هذا المنصب خصم من بعض شاغليه ولم يضف إليهم، باعتبار أنه حجّم حراكهم وتأثيرهم ونشاطهم وركنهم على الرف، يا أخوانا عشرة أنفار لمساعدة الرئيس مش كتيرة، أليس من باب أولى وأوجه وأنفع أن يكون الرئيس محاطاً بمستشارين تكنوقراط يقدمون له المشورة والرأي والنصيحة، ويساعدونه على اتخاذ القرار الصاح في الوقت الصاح والمكان الصاح.
أعتقد أن أي حديث عن الإصلاح والتغيير في ظل هذا الوضع النشاز، هو حديث يحتاج إلى إعادة صياغة شكلاً ومضموناً، لأن ثقة الشارع تهزها هذه المشاهد، ومصداقية الحاكم تهزمها هذه الترضيات، والمواطن السوداني مدرك أن معظم هذه الكراسي مشغولة بشكل شرفي وهي عطالة مقنعة، بس هي عطالة في أي بي.
الدايرة أقوله إنه لا بد أن تكون هناك جدية وإرادة في إصلاح حقيقي وإيمان مطلق بأن شعب السودان ده فاهم وواعي وواقعة ليه وليس هناك منطق أن يكون التفهم والاستجابة لحراكه ونبضه بلغة، وما يحدث على أرض الواقع لغة تانية خالص، فيها تنصل من الوعود والتفاف على المطالب وعودة لمريع الفشل القديم الأليم.
}كلمة عزيزة
ليه السياسي عندنا في السودان يربط دائماً أي دور إيجابي له بأن يكون في منصب ما أو غير ذلك هو ضد السلطة، وكان قلبت الهوبة لا يرى فيها شيئاً جميلاً، ليه السياسي إما حاكم أو معارض، ليه ما يكون في منطقة خضراء في الوسط من أجل الوطن والمستقبل.
}كلمة أعز
إن لم يحل رئيس الوزراء “أيلا” أخطبوط الهيئات والمؤسسات التي أصبح بعضها عصابات، لن ينصلح حال هذه البلاد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية