{ كل المشاهد في الشارع العام وجميع الظواهر السالبة التي غزت بلادنا وسيطرت بقوة على شبابنا، تؤكد تماماً أننا نعيش بالفعل زمن الفتن والمحن، فتن توقع العيون في المعصية ليل نهار.. ومحن تشيع الفاحشة وتجعلها في متناول اليد، وأخرى تدعونا للسير في الطرق الملتوية لكسب المال الحرام.
{ نعم إننا الآن نعيش عصراً يتعامل فيه السواد الأعظم من المسلمين مع الحرام وكأنه حلال، وصرنا في الزمان الذي نبهنا له وحذرنا منه رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم)، حينما قال في حديثه الشريف: (إن وراءكم أيام الصبر.. الصبر فيهن كالقبض على الجمر.. للعامل فيهن أجر خمسين منكم.. يعمل مثل عمله.. قالوا: يا رسول الله.. أو منهم.. قال: بل منكم..).
{ انتبهوا أيها المسلمون إلى هذا الزمان الأغبر الذي كثرت فيه العديد من الوسائل التي تجمل الفواحش وتسهلها خاصة للشباب، وظهرت فيه الكثير من تنظيمات الإفك والضلال التي تخصصت في ابتداع الملاهي وكل ما يجعل المسلمين يبعدون عن دينهم وينشغلون عن عباداتهم، هذا الزمان بالفعل يحتاج منا إلى مزيد من الصبر واليقين وثبات القلوب، كيف لا وقد صار فيه الفساد المالي والفساد الأخلاقي من الأشياء التي اعتاد عليها الناس، زمان أصبح فيه الجميع لاهثين وراء جمع المال وباحثين عن الثراء بكافة الطرق، زمان ساد فيه النفاق والخداع وكثر فيه الغش والكذب، والفجور.
{ زمان صار فيه التبرج والتعري ثقافة والانحلال والانحراف تحضراً، زمان انتشرت فيه الحروب القبلية والخلافات الدينية والخصومات الأسرية وساد فيه عقوق الوالدين، زمان لم يعد فيه توقير لكبير، زمان فقدنا فيه كل قيم وفضائل الإسلام التي نشأ وتربى عليها آباؤنا وأجدادنا. ولعمري لهو الزمان الذي نبهنا إليه خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا “محمد بن عبد الله” (صلى الله عليه وسلم)، في حديث شريف والذي قال فيه: (لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شرٌ منه حتى تلقوا ربكم).
{ وضوح أخير:
أعتقد أن فئة قليلة من المسلمين هم من ينتبهون لفتن ومحن هذا الزمان، يبعدون عن مدارها بإقبالهم وحرصهم الدائم على العبادات والطاعات.