بكل الوضوح

قولة بحبك ما بتكفي وكل كلمات الغرام

عامر باشاب

{ الصحفي المصري الراحل “علي أمين” مؤسس صحيفة (أخبار اليوم) المصرية مع شقيقه “مصطفى أمين”، هو أول من فكر في تخصيص يوم للأم ليكون عيداً لها في كل عام، وعندما طرح فكرته هذه عبر عموده اليومي الشهير (فكرة) قائلاً: (لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة لنطلق عليه (يوم الأم) ونجعله عيداً قومياً في بلادنا وبلاد الشرق) ولحظة نشر مقاله هذا انهالت رسائل القراء على مكتب صحيفة (أخبار اليوم) تساند الفكرة، وبعض القراء من خلال رسائلهم اقترحوا على الأستاذ “علي أمين” أن يخصص أسبوعاً كاملاً للاحتفاء بالأم وليس يوماً فقط، وآخرون كان رأيهم أن كل أيام العام تعدّ عيداً للأم ليس يوماً أو أسبوعاً.. وفي النهاية غالبية القراء ساندوا فكرة تخصيص يوم واحد، وعليه تقرر أن يكون هذا اليوم هو يوم (21 /مارس) ليكون عيداً للأم.
{ قصدت بهذه المقدمة أن أقول الأم بالفعل تستحق أن نحتفي بها يومياً ونقدرها ونوقرها في كل لحظة، فهي رمز الحنان ومعنى الأمان والصدر الرحب والقلب الحنون، وهي الإحساس المرهف والفطنة الحاضرة لمعرفة ما يؤلمنا وما يوجعنا وبكل ما أوتيت من رحمة ومودة وعطف تسعى إلى سعادتنا، وبكل جهدها تربينا على الفضائل وتنشئنا تنشئة سليمة وبطريقة سوية تحافظ علينا، ومعها نشعر بدفء وحنان الأسرة. وهي أجمل كلمة ننطقها، وأعظم معنى نحسه.. هي الإنسان الوحيد في هذا الوجود التي لها تركيبة إنسانية مختلفة، تركيبة من النقاء والطهر والمشاعر الجميلة.
{ دائماً ما أحمد الله وأشكره، فمن نعمه عليّ أن جعلني ابناً لواحدة من أعظم الأمهات في هذه الدنيا ألا وهي أمي العزيزة الغالية السيدة الفضلى “تاجوج عباس حمري”.. هذه السيدة العظيمة، تعلمنا منها كل جميل وكل نبيل وأصيل، وعلى يديها عرفنا معنى الحياة.. علمتنا الصبر والأدب والأخلاق الفاضلة.. وعلمتنا كيف نحب الناس.. وعلمتنا العطف على المسكين.. وعلمتنا التسامح والعفو حتى عن من يخطئ في حقنا.. كبرتنا وخرجتنا في مدرسة الحياة بهذه القيم وما زالت حتى الآن تواصل رسالتها في الحياة، ومنذ أن تفتحت أعيننا على وجهها الصبوح وجدنا عليه ابتسامة ظلت تبدأ بها اليوم في البيت ومع جيرانها.
{ اسأل الله تعالى أن يحفظها بحفظه ويكفيها شر كل مكروه، ويحفظ كل أمهات السودان وكل أمهات المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
} وضوح أخير
{ تظل رائعة أستاذنا “التجاني حاج موسى” (أمي يا دار السلام)
من أروع ما كتب في الأم ويقول مطلعها
أمي الله يسلمك يا يمة الله يسلمك
يديك لي طولة العمر في الدنيا يوم ما يألمك
أمي يا دار السلام يا حني لو جار الزمان
ختيتي في قلبي اليقين يا مطماني بطمنك..
{ وأجمل أبياتها تقول:
أنا مهما أفصح عن مشاعري برضو بخونو الكلام
قولة بحبك ما بتكفي وكل كلمات الغرام
يا منتهى الريد ومبتدأ ويا الليا الله يسلمك..

{ ديننا الحنيف أعطى الأم قدرها في التعظيم والتقدير والاحتفاء.. ويكفي أن الجنة جعلت تحت أقدام الأمهات..

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية