الديوان

الحوت والحواتة .. قصة لا تنتهي رغم المرض!!

ظل الفنان “محمود عبد العزيز” نجم شباك لفترة طويلة، لم يستطع أي فنان من جيله أن يحظى بقاعدة جماهيرية كما حظي بها (الحوت)، فمنذ ظهوره لأول مرة في برنامج (جنة الأطفال) توقع له الخبراء مستقبلاً حافلاً بالنجومية، وبالفعل سار بخطوات ثابتة إلى القمة، ووصل مرحلة جعلته فنان الشباب الأول ومعشوقهم الذي يمكن أن يقاتلوا من أجله، حيث خرج عدد من الشباب رافعين راية (نحن نموت ويبقى الحوت).
وفي أعقاب القضية التي شغلت الرأي العام لفترة طويلة، عندما سجن بمدينة (ود مدني) هتف الجمهور (الحوت الحوت وإلاّ نموت)، مثلما هتف أيضاً (أخطائكم عندنا مغفورة يا حوته) وهذا ليس سوى دليل عشق خرافي وحب متجذر لهذا الفنان الكبير.
الألقاب على (قفا من يشيل)!!
أطلق الجمهور على الفنان “محمود” العديد من الألقاب، بعضها يحمل أسماء أغنياته، إذ أنه كان ينتج خلال العام الواحد عدداً كبيراً من الألبومات، فسُمى (قائد الأسطول) على الأغنية الشهيرة، إلى جانب (الجان، الملك، الحوت والأسطورة)، ثم أُقيم له حفل من أجل تنصيبه بلقب الإمبراطور من قبل مجموعة كبيرة من عشاقه.
مرضه وجنون عاشقيه
ولأن محبي “الحوت” ليسوا من صنف العاشقين الخِفافْ، فإنه عندما تعرض لوعكات ونوبات متتالية من المرض وصلت حد تناقل الناس لشائعات تفيد بأنه مصاب بمرض مزمن يمكن أن يودي بحياته في القريب العاجل، لكن عناية الله كانت دوماً تقف إلى جانبه، لا سيما تعرضه في الفترة الأخيرة إلى مرض ألزمه الفراش فترة طويلة، وأجريت له عملية قرحة المعدة بـ(مستشفى رويال كير)، ثم نقل إلى قاهرة المعز قضى بها فترة تقارب (4) شهور أو (3)، وعند عودته أحيا عدداً من الحفلات منها حفل مدني الشهير ونادي الضباط واستمر الوضع هكذا، حفل هنا وحفل هناك واحتفل عشاقه بعودته ونحروا الذبائح (7) أيام أمام منزله وتجمهروا بالمئات.
مجموعة “محمود” في القلب وأقمار الضواحي
كون عدد من معجبي الفنان “محمود عبد العزيز” مجموعتين كبيرتين تحت اسميّ (محمود في القلب) و(أقمار الضواحي)، وأقاموا من أجله عدة نشاطات، منها تسجيل زيارة إلى دار المايقوما، كما نظموا حملة نددت واستنكرت الفيلم المسيء للنبي الكريم “صلى الله عليه وسلم”، كان على رأسها الفنان “محمود” نفسه.
صراع مع المرض وشائعات الموت
بعد أن اطمأن الحواتة على صحة (محبوبهم)، إلا أن الأقدار وضعته مجدداً في وضع صحي لا يخفى على أحد، حيثُ تعرض إلى مرض جعل جسده نحيلاً ما جعله يعود مرة أخرى إلى (رويال كير)، فأجريت له جراحة ثانية في المعدة، وظل في غيبوبة يتنفس عبر الأوكسجين.
ومع بزوغ كل فجر، ظلت الكثير من الشائعات بخصوص وضع (الحوت) الصحي تروج بين الناس، ولعل أكثرها قسوة وإيلاماً هي شائعات موته، التي راجت وتم تداولها وتناقلها بكثافة عبر مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، الذي نشرت عبره صورة لـ( الحوت) وهو في وضع صحي سيء للغاية ما أثار حنق وغضب وحزن عدد كبير من معجبيه ومحبيه.
إلى الأردن بطائرة خاصة
نقل فنان الجماهير “محمود عبد العزيز” إلى مستشفى “ابن الهيثم” بالعاصمة الأردنية (عمان) صباح السبت الماضي، كيما يخضع لمزيد من الفحوصات ويحظى بمتابعة وعناية أدق، وما لبث في (عمان) بضعة أيام حتى جاءت البشارات بتحسن حالته الصحية بعد أن عانى كثيراً من التنفس، وقالت المصادر إنه الآن بحالة صحية أفضل وأكثر استقراراً من ذي قبل. وفي هذا الخصوص كان الشيخ (الصائم ديمة) أقام  قبل عدة أيام حلقة  تلاوة للقرآن للكريم بمنزلة بـ(المزاد) تضرعاً لله أن يمن بالشفاء على (الحوت)، فيعود سالماً معافى إلى أُسرته وجمهوره الكبير.
قلب الوالدة “فايزة”
هذا وكانت والدة الفنان الكبير “محمود عبد العزيز” قد تحدثت لـ(المجهر) إبان وعكته الأولى بـ(مستشفى رويال كير) قائله: إن (الحوت) كان من أذكى أبنائها وأكثرهم نجابة على المستوى الأكاديمي، وكان من المفترض أن يكون طبيباً، لكنه فضَّل الفن الذي أبعده عن مواصلة دراسته، وأكدت على أنها من أكثر المعجبين بفنه، وأضافت: “محمود” ساعدني كثيراً في تربية إخوانه، وهو بطبعه عطوف وحنون لا يبخل علينا بشيء.
وهكذا أضحت أيام (الحوت)، يشفى من وعكة فيصاب بأخرى، بينما تنحبس أنفاس أسرته وجمهوره، يتضرعون له بالشفاء وأن يفرج الله كربته وكربتهم، وكأن لسان حالهم يقول وهم يسمعون أخباراً جيدة من (الأردن):
اشتدي أزمة تنفرجي…. قد آذن ليلك بالبلج   

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية