فضائيات الولايات .. مال سائب وعرضة خارج الزفة!!
لا شك أننا كإعلاميين نسعد ونحتفي بازدياد رقعة المد الإعلامي، ونجتهد أيما اجتهاد في أن يؤدي الإعلام ما عليه من أدوار بكامل الكفاءة والمهنية لكن رغم ذلك تصيبني حالة من الانقباض وعدم الارتياح عندما أقرأ خيراً عن افتتاح محطة فضائية ولاية على نحو ما قرأت أمس في هذه الصحيفة عن قرب افتتاح فضائية نهر النيل، وسبب انقباضي وعدم احتفائي بالخبر أن كل الفضائيات الولائية التي سبق أن عانقت الفضاء هي للأسف فضائيات فاشلة لم تستطع أن تقدم نفسها بالشكل المطلوب ولم تستطع أن تعكس قضايا المناطق التي تبث منها. وظلت مجرد مسخ مشوه لفضائيات المركز، تلهث خلف برامج المنوعات وتستنسخ أفكاراً هي في الأصل أفكار مستنسخة ولعل الأصل في إنشاء هذه الفضائيات أن تكون لسان حال الهامش والمرآة الحقيقية لمشاكله وقضاياه وأحلامه وأشواقه. والأهم أن تكون مسرحاً تعرض من خلاله الثقافات المتباينة والمتنوعة التي يزخر بها بلد مترامي الأطراف كما السودان، لكن ما يحدث الآن لا علاقة له أبداً بهذا المشروع. والمؤسف أن هذه القنوات التي تطلق على نفسها –عبثاً- اسم فضائيات وتنطلق عبر (عربسات) إلى خارج الحدود تقدم مسخاً مشوهاً للإعلام السوداني وإمكانياتها، رغم أنها كبيرة بمقدرات الولاية ومقارنة بعموم ميزانياتها إلا أنها إمكانات ضعيفة مقارنة بالفضائيات العربية في المنطقة والاستديوهات مثلاً في منتهى التواضع، والمنتسبون لها تنقصهم الخبرة والقدرة على المنافسة في فضاء مفتوح يلتقط فيه الشخص ما يشاء عبر ضغطة على زر (الريموت كنترول)، وبالتالي للأسف صورتنا عند الآخر غالباً إن لم يكن دائماً منقوصة ومشوهة وبعيدة عن الحقيقة.
الدايرة أقولو إننا طالما نتحدث عن مرحلة تغيير وإصلاح فإنه لابد من القيام بمراجعة عاجلة لهذه الفضائيات، بل وجرد حساب حقيقي لها وأنا واثقة أن الحصاد سيكون محبطاً ومخيباً، مما يجعل هناك ضرورة وحتمية لتوقف معظمها لأنها تعرض خارج الزفة بعيداً عن مجتمعات هذه المناطق رعوية كانت أو ز راعية، بل إنها عجزت من أن تنهض بإنسان المنطقة وتقدمه بالشكل الصحيح.
كلمة عزيزة.
صحيح أن الأخ “السموأل خلف الله” سبق له قيادة قافلة الثقافة في البلاد لكنه ليس الخيار الأمثل بقيادة الثقافة الآن وقد تغيرت الإحداثيات والظروف والاحتياجات باختلاف المناخ السياسي. عموماً نرجو أن يكون الرجل قادم بفكر جديد يستوعب من خلاله مياه كثيرة جرت تحت الجسر.
كلمة أعز
أعتقد أنه عيب وعار على الحكومة أن تعرض أشخاصاً قدموا عصارة جهدهم.