{ المهندس الناجح بكل تأكيد هو الذي يوفق في حساب مقومات المشروع الذي يسعى لتنفيذه، وهو الذي يبدع في وضع الخرط والخطط بأدق أدوات الرسم ، وهو الذي يتأكد قبل الشروع في مرحلة التنفيذ بأن كل شيء في (السليم)، وأن مواد البناء ذات جودة عالية ومطابقة للمواصفات والمعايير العلمية والمعملية، وكذلك هو الذي ينجح في إمداد مشروعه بفريق عمل من الكفاءات كل في تخصصه، ويختار بعناية فائقة من يعاونونه في عملية الإدارة والإشراف والمتابعة والمراقبة لمراحل المشروع المختلفة .
وأعتقد جازماً أن نجاح المهندس المنفذ لأي مشروع لن يتحقق إلا إذا ما قام بكل الخطوات التي ذكرناها مجتمعة، لأنه إذا أخفق في خطوة واحدة منها سيعرض مشروعه للانهيار والسقوط أو على الأقل التصدع.
{ بهذه المقدمة وللمرة المليون ألفت انتباه القائمين على الأمر بولاية الخرطوم ، وأقول لهم إن مشاريع التنمية والتعمير والصحة والنظافة، وكل المشاريع التي تنشدون بها الوصول إلى العاصمة الحضارية، لم ولن يكتب لها النجاح، إذا لم تحظَ بالتخطيط المسبق والدراسة القبلية المتأنية، وإذا لم تجد (المدير الخبير صاحب الضمير) الواثق من إمكانياته وقدراته والواعي بخطوات النجاح والتميز، وإذا لم تتح الفرص لأهل الخبرة وأصحاب التجارب للمشاركة ولو (بهمسة حتى عابرة) أو بأضعف الإيمان (أفكاراً ومقترحات)، يمكنها أن تجعل الخرطوم من أجمل وأرقى وأنقى العواصم في أفريقيا والوطن العربي، بل وفي العالم.
{ وعليه ننصحكم سيادة الوالي بأن تتيحوا الفرص كاملة للكفاءات في جميع المجالات، خاصة أولئك الذين رضوا بالقعود في الصفوف الخلفية، وتركوا المناصب للأدعياء وفاقدي الموهبة، المبهورين حتى الآن ببريق الشهرة ودوي السلطة، لذلك لم يستطيعوا أن يقدموا أو يتقدموا بها.
{ ابحثوا عن الشخصيات الوطنية الزاهدة، وعن أولئك الذين منحوا المناصب من عطائهم ولم يأخذوا منها، وألحوا عليهم بقبول التكليف والمشاركة في همّ الولاية فهي (سوداننا المصغر).
{ ياليتكم تعتبروا من إخفاقات الماضي وتبحثوا عن الكفاءات السودانية الذين عمروا الأرض حيث ما قطنوا، فجملوا العواصم وهندسوا المدن في دول الخليج وفي غيرها من البلدان لكي تستفيدوا من تجاربهم .