حوارات

الناطق الرسمي باسم جبهة الخلاص الوطني “ين ماثيو” في حوار مع ـ(المجهر)

*نقبل بأي وساطة، بشرط أن لا تلتف على المطالب العادلة وتخدع المواطنين

*لن نوقع على اتفاقية غير عادلة ومكتملة الأركان وشاملة لجميع أطراف العملية السياسية

* جوبا وقعت على الاتفاقية مجبرة بسبب الضغوط الخارجية وقطع الطريق أمام أصحاب المطالب
*سلفاكير لم يقدم أي ضمانات لجبهة الخلاص، والاتفاقية لن تصمد لسيطرة الحركة الشعبية على مفاصل السلطة.
قال الناطق الرسمي باسم جبهة الخلاص الوطني بقيادة الجنرال “توماس شيرلو” إن الجبهة طالبت الإيقاد بتضمين الحكم الفيدرالي في الاتفاقية ،وتحقيق العدالة، ومحاسبة القيادات الحالية التي تسببت في انتهاكات ضد المواطنين، وأضاف أن حكومة الجنوب ليست جادة في عملية السلام ووقعت الاتفاقية مجبرة بسبب الضغوط الخارجية.

حوار – فائز عبدالله

سيد “ين ماثيو” حدثنا عن دواعي الدعوة التي قدمتها الإيقاد لـ(جبهة الخلاص) للقاء مبعوثها ومخرجات المقابلة..
تحدثنا مع ضامني الاتفاقية من طرف (الإيقاد) عن المطالب التي كانت السبب الرئيسي في رفض الجبهة للتوقيع على الاتفاقية، والتي تمثلت في تحقيق العدل ومحاكمة المتورطين والعدالة والفيدرالية، ومحاسبة الذين أجرموا في حق الشعب الجنوبي.
*وما سبب عودتكم للعمليات القتالية؟
قامت حكومة الجنوب باستهداف المواطنين في عدد من المناطق وخرقت الاتفاقية بمهاجمة لتلك المناطق واستهدفت قوات الجيش الشعبي “‘امرأة” ومارست انتهاكات في حق المواطنين. قلنا ذلك للإيقاد وناقشنا معهم المطالب التي طرحناها إبان سير جدول أعمال جلسات الاتفاقية .
ما هي رؤيتكم حول إعلان الحكومة والمعارضة بدء المرحلة الانتقالية في شهر مايو المقبل..؟
كنا نعلم أن الاتفاقية لن تصمد لأنها تواجه تحديات والحركة الشعبية هي التي تسيطر على السلطة ولا نريد نفس القيادات التي أفسدت بأن تكون في السلطة أو جزء من النظام في جوبا، إنما ما يهم جبهة الخلاص الوطني المواطنين لأن هذا النظام فاسد ومارس انتهاكات ضد المواطنين. والآن النظام يستهدف المواطنين في المدن من أجل إلصاق التهمة بقوات جبهة الخلاص الوطني واتهامها باستهداف المواطنين.
الإيقاد قالت في حال امتناع المجموعات عن التوقيع سيتم تصنيفها (مخربين) للاتفاقية ..؟
كنا نعلم منذ البداية أن حكومة الجنوب غير جادة في عملية السلام وأخطرنا الإيقاد بذلك وكان الهدف من توقيع حكومة (جوبا) على اتفاقية السلام من أجل محاصرة المجموعات التي رفعت مطالبها وبسبب الضغوط الخارجية، وأيضاً بسبب لتوقيع نظام (جوبا) على الاتفاقية، ومعظم الذين وقعوا على الاتفاق كانوا جزءاً من الحركة، وبعضهم حاول استغلال الاتفاقية، لم نتلقّ أي إخطار بذلك وأنا أؤكد لك التزامنا بأي وساطة تقوم بها أي جهة بشرط أن تكون عادلة لمطالب المواطنين وليس للالتفاف على الاتفاقية وخداع المواطن.
هناك اتهامات من حكومة الجنوب لجبهة الخلاص بالسعي لخرق الاتفاق..؟
أولاً الجبهة رفضت الاتفاقية التي لم تعالج المشكلة الأساسية ولم تضمن النظام الفيدرالي في أجندة الاتفاقية ، ولم تعمل على محاسبة متورطين في جرائم الانتهاكات والفساد، لذلك رفضنا التوقيع وهذه المطالب من أجل المواطنين وليس لجبهة الخلاص كما تقول. وحديث نظام جوبا عن الجبهة لا يعني لنا شيئاً لأننا طالبنا الإيقاد وشرحنا لهم موقفنا تجاه توقيع الاتفاقية .
ولن نوقع على اتفاقية غير مكتملة ليس فيها عدالة شاملة لجميع أطراف، وثانياً نرفض هذه الاتهامات لأنها لا تهم الجبهة والذين يوجهون الاتهامات هم الذين تسببوا في الحرب وتشريد المواطنين .
وحتى الآن الاتفاقية لم يتم تنفيذها بسبب فشل قيادات الجنوب وعدم الجدية .
هناك فصيل من جبهة الخلاص وقّع على الاتفاقية ، من الذي يمثل الجبهة الآن الذين وقّعوا على الاتفاقية أم الذين لم يوقعوا؟.
جبهة الخلاص انسحبت من الاتفاقية ولم توقع وهؤلاء لا يمثلون قيادات الجبهة وهؤلاء مفصولون من الجبهة حكومة الجنوب قدمت لهم مغريات وخانوا مبادئهم، لذلك الجبهة لم توقع على أي اتفاقية لا تخاطب جذور المشكلة الأساسية.
من المستفيد إذاً من الاتفاقية؟ الحكومة أم المعارضة؟.
الحكومة المستفيد الأول من الاتفاقية لأن الحركة الشعبية الآن تسيطر على الحكم في الجنوب وهم نفس الأشخاص الذين استغلوا أموال الدولة لتحقيق مصالحهم الشخصية ومستفيدون أيضاً من الحرب والمواجهات وموقف الجبهة الآن من أجل المواطن وليس الاستفادة من الحرب. وهناك بعض الدول التي لها شركات مع الحكومة من دول الجوار تستغل الوضع العام، وعندما شعروا أننا نطالب بتوظيف موارد الجنوب للاتفاقية والمواطنين ووقف مصالحهم، تعمدوا إقصاء الجبهة ورفض مطالبها من الاتفاقية وتحدثنا عن ذلك في جميع المحادثات السابقة والتي أفشلت الاتفاقيات الماضية .
وتحدثنا في الاتفاقية بأنها لم تخاطب جذور المشكلة الحقيقية والوصول إلى حل الجذري.
ما هي نقاط الخلاف بين الحكومة وجبهة الخلاص؟.
هناك فرق كبير بيينا وحكومة الجنوب لأننا نطالب بحكم فيدرالي، ويكمن الاختلاف في السياسات التي تحكم بها الحكومة، ووقعت الاتفاقية لأنها تريد أن يبقى الوضع كما هو عليه، ونقاشنا كان حول تحقيق العدالة ومحاسبة المتورطين من القيادات الحالية في السلطة وتضمين النظام الفدرالي، وطالبنا بأن تكون هنالك حكومة مهتمة بعودة المواطنين اللاجئين .
لماذا تأخرتنفيذ الاتفاقية برأيك؟
بسبب الفساد في الموارد والبترول، وإذا كانت الحكومة جادة في تنفيذ الاتفاقية فالقليل من الموارد البترولية كافٍ لتنفيذ هذه الاتفاقية. ولكن الآن الوقت يمضي دون أن يتم تنفيذ أي اتفاق أو بند من الاتفاقية ودولة الجنوب اقتصادها منهار ونريد أن تكون هناك حكومة قادرة على استعادة وحماية المواطنين وعودتهم إلى الجنوب وليس العكس .
ما هي مخاوفكم من عدم توقيع الاتفاقية ؟
مخاوف جبهة الخلاص في أن لا تتم أي اتفاقية لا تراعي مشاكل ومعاناة الشعب الجنوبي، ولا تناقش المشكلة من جذورها، ومسببات الحرب مثل ما يحدث الآن بين قيادات الحركة الشعبية أنفسهم الذين قتلوا المواطنين وأفسدوا في الجنوب والآن هم أنفسهم على قمة المناصب في الجنوب.
لماذا تم تغييب جبهة الخلاص برأيك عن الاتفاقية..؟
تغييب مطالبنا في الاتفاقية، ولم نكن جزءاً من الاتفاقية. وهذه الاتفاقية لا تذهب إلى الأمام في ظل غياب الإرادة السياسية بين الأطراف وتحدثت الجبهة عن السلام وليست السلطة، وطالبنا في الاتفاقية بحل مشكلة البرلمان والسلطة والترتيبات الأمنية، ولكن نواجه تناقض موقف حكومة جوبا الذي يؤثر على المحادثات.
والقيادات التي تمثل الحكومة الآن تسببت في إهدار الوضع الاقتصادي الحالي، ونهب أموال الدولة وخلقت المشكلات الأساسية والخلافات السياسية.
وكان هناك بعض المجموعات لديها برنامج سياسي لاستيعاب جميع هذه الفصائل والمجموعات في المحادثات للوصول لحل شامل، وقدمنا لهم دعوات لكي لا تكون المفاوضات بين الرئيس “سلفا كير” والدكتور “رياك مشار”، وتشمل المحادثات جميع المجموعات المعارضة والفصائل لطرح مواقفها وبرامجها السياسية.
ماهي العقبات التي تعيق الاتفاقية؟
-نظام جوبا لم يقدم تنازلات حتى بعد أن وقع على الاتفاقية ولم ينفذ بنود الاتفاقية، وهناك قيادات وأشخاص ينظرون إلى المسألة أو الأزمة نظرة شخصية، والجبهة تنظر إلى توحيد جميع فصائل ومجموعات المعارضة في تحالف موحد لحل الأزمة بصوره نهائية.
هناك ضمانات قدمها “سلفاكير” للجبهة لتوقيع الاتفاقية والعودة إلى جوبا..؟
-“سلفا كير” لا يقدم ضمانات إنما التزم بتوقيع السلام والمبادئ الأساسية التي تقود إلى إحياء اتفاق العام 2015م، وأيضاً “سلفا كير” ليست لديه إرادة سياسية لتحقيق السلام، والجبهة ملتزمة بالاتفاقية، ولكن نظام جوبا لا يرغب في حل الأزمة بصورة نهائية وعودة المواطنين.
والمحادثات التي تمت في أديس أبابا، لا نريد أن تحدث مثلها في الخرطوم أو تتكرر، بل نتطلع إلى إنهاء الحرب وتحقيق عملية سلام حقيقية تعيد الدولة ومؤسساتها، ونرفض أي خرق قد يحدث،
ونخشى عودة “سلفا كير” لخرق الاتفاقية لأنه يتحدث ويوقع اتفاقاً ويعود مرة أخرى إلى إنكار الاتفاق بمواقف مختلفة.
هل تأخير الاتفاقية برأيك هو في حد ذاته تنصل “سلفا كير” عن الاتفاق الموقع؟
سلفا كير لا يريد تحقيق السلام في دولة الجنوب، ولغياب الإرادة السياسية لديه لا يستطيع تحقيق السلام والاستقرار والأمن، ونحن يهمنا المواطن المتضرر بسبب غياب الأمن والاستقرار والنزوح في المعسكرات، والآن الحكومة تعمل على إبقاء النظام القائم في الدولة، ونطالب حل هذه المؤسسات والتي أضحت تنظيمات قبلية ولا يوجد هناك إصلاح شامل في الدولة، لذلك نطالب بتكوين مؤسسات وطنية بالجنوب.
والحكومة في المحادثات تتحدث عن استيعاب قوات المعارضة ودمجها في جيش قومي، حيث رفضنا ذلك، فالجيش الحالي عبارة عن مكونات قبلية والمعارضة تطالب بتكوين جيش قومي موحد للدولة.
///النعيم//////

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية