ربع مقال

نيوزيلندا .. الجبناء يمتنعون .. !!

د. خالد حسن لقمان

.. ارتجف العالم كله بالأمس وارتعش فزعاً وهلعاً مما حدث بقيام المتطرف اليميني الأسترالي “برينتون تارنت” بقتل (50) مصلياً وجرح (40) آخرين عبر هجوم وحشي على مسجدين في مدينة (كرايست تشيرتش) في نيوزيلندا ..
أطفأت فرنسا برج إيفل في باريس معلنة حدادها على الضحايا بمثل ما أطفئ برج (أوستانكينو) في وسط موسكو أنواره حداداً على القتلى المسلمين، بينما قام أمس الأول عدد كبير من المسلمين بأداء صلاة الجمعة في كنائس في واشنطن. ومن جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن صدمته وروعه وفزعه مما حدث، كما وأعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي استنكار بلاده لما حدث و بفورية تحسب له، أدان مجلس الأمن الدولي الهجوم واعتبره عملاً إرهابياً قبيحاً .. المواطنون النيوزيلانديون أنفسهم عبروا عن تضامنهم مع المسلمين وترحيبهم بهم من خلال وضع الزهور على النصب الرمزي للضحايا .. كل هذا فعله العالم الأول كردة فعل لمذبحة نيوزيلندا فماذا فعل المسلمون والعرب أنفسهم للتنديد بما حدث لبني جلدتهم وإخوانهم في الدين ..؟.. شيء مخيب للآمال .. لا منظمة عربية أو إسلامية استطاعت أن تخرج زفرة غضب وإدانة لما تم .. ردود الأفعال من الدول الإسلامية والعربية جاءت فاترة وضعيفة على نحو مخزٍ  .. حتى دعوة إيران الدول الإسلامية  للتعامل مع الأمر على نحو عاجل عبر جلسة لدول المؤتمر الإسلامي بحضور كل رؤساء الدول الإسلامية والعربية جاءت كدعوة يتيمة ومعزولة، بينما أعلنت تركيا دخول القاتل الذي قام بالمجزرة لتركيا قبل عامين واتهمته بالتخطيط لقتل الرئيس “أوردغان” كما وناشدت هي الأخرى العالم الإسلامي الانتفاض ضد التوجهات الغربية اليمينية المتطرفة الظالمة المكرسة لخطابها ضد الإسلام عبر تعصب عرقي وديني بغيض ..! .. دعوة معزولة هنا ومناشدة فاترة هناك .. ما هذا الضعف وما هذا الخوار والجبن الذي يمارسه المسلمون والعرب تجاه ما يمسهم ويهينهم ويقلل من شأنهم بين الأمم ..؟ .. ألم يكن من الممكن وعلى الأقل توجيه إدانة رسمية باسم كل العالم الإسلامي والعربي لهذا العالم الظالم الذي كرس لهذه الفوبيا ضد الإسلام والمسلمين .. ؟! .. أليست هذه سانحة حقيقية لرد كل اتهامات الغرب للمسلمين بالتطرف والتشدد الديني .. ؟ .. ولكن من يفعل .. ؟ .. هؤلاء الذين شاهدوا العالم كله بالأمس يطفئ أبراجه وأنواره حزناً على الضحايا المسلمين وبقيت أنوارهم هم تسطع في مسارحهم على وجوه الغانيات، وصدور العاريات وتتراقص بألوانها المتداخلة المتماوجة على  مؤخرات المائلات الفاجرات ..؟! ..
لا حول ولا قوة إلا بالله ..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية