رأي

*بالواضح*

*فتح الرحمن النحاس*

*فضائيات تصنع**تمتهن التضليل!!!*

*حتى الآن وربما لزمن طويل، ستظل بعض الفضائيات العربية تجهد نفسها وكاميراتها في (بحث يائس) عن ثورة أو هتاف أو حتى القليل من الإطارات المحروقة والحجارة المبعثرة في شوارع الخرطوم أو داخل أحيائها…ولما أن أضحت مثل تلك الأمنيات لا قيمة لها حتى إن وجدت، فلابأس إذاً من أحاديث (متضخمة)،من بعض منسوبي القيادة الخفية ،تنبئ الدنيا وتجزم أن رحيل النظام قاب قوسين أو أدنى ،وأن البديل أكمل ارتداء هندامه ليصل إلى قصر الرئاسة…..والقنوات تصدق وتستمع لحقيقة مذبوحة أمام عيونها ،رغم أن آذانها تكاد تضحك ساخرة من (ثورة مزعومة) في السودان مكانها الفضاء ومواعينه الإسفيرية، وعلى الأرض لا شيء غير أشعار هشة وأكاذيب يستحيي منها الكذب ويبكي على جثامينها الصدق!!
*كل الفضائيات القادمة من وراء الحدود بلسان عربي، تتجول في شوارع الخرطوم، بكامل حريتها وتحاول أن تنحت صخر الواقع لتستخرج منه ثورة أو مظاهرات، فيرتد عليها الأمل (خيبة) فتستعيض عنه بلقطات قديمة مصحوبة بلقاءات من معارضين أكثر من نصفها (تخيلات) وما تبقى لغة مشحونة بالفقاقيع الهوائية،خاصة حينما يقول بعضهم إن الثورة انتصرت والنظام سقط والكيزان تاهوا في صحراء مجهولة….إنه شكل الثورة الذي تدمي به الفضائيات آذاننا وعيوننا،ونحن (نخجل) لها حينما نشاهد ونسمع ونشفق على سقوطها المهني الذي يشترى بالعملات الصعبة، وكم كنا نتمنى لو أن القائمين على أمرها ،تبرعوا بهذه الأموال للأطفال الجوعى في إفريقيا…ذلك سيكون أجدى لها من إهداره في هذا العبث الإعلامي!!*
*هو شكل من أشكال الأداء المهني، أشبه بالبحث عن علف أخضر في صحراء كبيرة يسكنها الجفاف وتسجنها الرمال في وحشة و ضنك، وهذا هو حال من يسعون لإسقاط النظام، فليس في أياديهم ما يشبع نهم شاشات الفضائيات، فلا يبقى أمام كاميراتها غير التجوال الممتع فوق شوارع الخرطوم المخضرة بالأمن والهدوء والتصالح مع الواقع الوطني، ولو أن الصدق كان أحد ميزات هذه الفضائيات، لنقلت هذه المشاهد لكل الدنيا، بدلاً عن هذا الغثاء الذي تتسابق به نحو المشاهدين هنا وهناك…
*لا شيء نواسي به هذه الفضائيات غير (دعوة مخلصة) منا نهديها لها لصالح مهنيتها الإعلامية،أن تتحرى الصدق والموضوعية وألا تجعل من التضليل بضاعة للتسوق في أوساط المتلقين!!*
*سنكتب أكثر!!!*

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية