المسيرية غاضبون.. وعاتبون: أزمة أبيي – قضية شعب أم قبيلة؟
{ أزمة أبيي – قضية شعب أم قبيلة؟
– تأطير ملف أبيي بالإطار القبلي والنظر إلى المشكلة باعتبارها قضية قبلية هو الطابع الذي يصبغ التعامل مع أزمة أبيي منذ تفجريها.. الذي أثار ويثير غضب وعتب الكثير من قيادات المسيرية.
{ لماذا هذه النظرة القبلية الضيقة لقضية أبيي.. لماذا لا يُنظر إليها باعتبارها قضية قومية؟
– في هذه المساحة (المجهر السياسي) تطرح السؤال.. وتحاول البحث عن إجابة.
{ فور علمه بأني صحفية وأريد إجراء حوار صحفي حول قضية أبيي.. ابتدرني الفريق “مهدي بابو نمر” معاتباً:
أنت الآن تحادثينني وفي ذهنك أن أبيي هذه هي (حقت المسيرية).. (ما حقت السودان).. كل الصحفيون.. والمحامون.. ينظرون إلى أبيي باعتبارها (حقت المسيرية).. وأمرها يخص المسيرية فقط.
عسل أبيي.. ونحل المسيري!
القيادي الدكتور “عبد الرسول النور” عاب على الحكومة وعلى الشمال التعامل مع قضية أبيي باعتبارها شأناً يخص المسيرية فقط، وقال في حوار سابق: (عند الحديث عن المشاكل يقولون مشاكل المسيرية، وعند الحديث عن البترول يقولون بترول السودان).
(هل نتركهم يأكلون عسل أبيي ويتركون لنا النحل يلدغنا؟!)
(البترول الموجود في السودان الشمالي كله موجود في هذه المنطقة.. ليست هناك إشكالية.. نحن سعداء بأن بترول المنطقة يذهب للسودان كله، لكن هل نتركهم يأكلون العسل ويخلو النحل يلدغنا؟!).
(المسيرية لا يقبلون بهذا.. والمسيرية زعلانين جداً.. بل هذا ما دفع – سابقاً أعداداً كبيرة من أبناء المسيرية الذين كانوا في الدفاع الشعبي للالتحاق بالجيش الشعبي، جيش الحركة الشعبية – زعلانين).
ويواصل د. عبد الرسول النور:
(ردة فعل أهل السودان الشمالي تجاه موضوع أبيي ضعيفة جداً، وأنا أقول إن ردة فعل السودان الشمالي ضعيفة لكن في الجنوب رد الفعل قوي جداً ومساند لأبناء دينكا نقوك.. في الجنوب يعتبرون قضية أبيي قومية وعامة لكن في الشمال لا يعتبرونها كذلك.. ونحن نتساءل لماذا؟.. ونريد إجابة).
{ السؤال الكبير؟
ويضيف دكتور عبد الرسول النور:
(في سنة 1958م، عندما أرادت مصر أن تضم حلايب، السودانيون زحفوا من دارفور ومن كردفان ومن كسلا ومن الجنوب.. (آباؤنا كل زول ركب حماره وركب حصانه وحمل زوادته وذهب إلى حلايب.. في هذه المرة بعدما أخذ المصريون حلايب، هل هناك واحد تكلم.. تركوا البشاريين وناس الشرق فقط.. هذه الحكومات قتلت الروح الوطنية عند الناس).
(زمان تقول حلايب السودان كله يقيف..اليوم تقول حلايب ناس بورتسودان أمكن ما يقيفوا معاك)..
(ما الذي قتل الروح الوطنية.. (الكتل الروح الوطنية شنو؟) هذا سؤال كبير أنا أعتقد أن على صحيفتكم طرحه ويقول:
(السودانيون الآن لا يشعرون بما يجري في دارفور ويعتبرون أن ما يجري في دارفور شأناً يخص أهل دارفور.. وأن ما يجري في الشرق يخص أهل الشرق.. وأن ما يجري في حزام التماس يخص ناس التماس.. كيف تحول الإحساس من إحساس قومي إلى إحساس قبلي؟ والناس يأتون إلينا من حلفا في الحزام هنا،.. لأن هذه هي حدود السودان.. من الذي يحمي حدود السودان.. هذا هو السؤال؟)
الناظر مختار بابو نمر القيادي بقبيلة المسيرية، وجه – خلال حوار سابق أجرته الصحيفة – صوت لوم وعتاب شديد للشماليين وقال:
(كل السودان الشمالي لا يعرف شيئاً عن أبيي.. المسيرية فقط!
الآن في دولة الجنوب كل رجل وامرأة هناك واقفين مع دينكا نقوك.. ولكن الشماليين لا يعرفون أبيي ولا يقفون مع المسيرية.. والبترول الموجود في أبيي نحن يعطوننا منه (2%) فقط وشمال السودان هذا.. الما قاعد يتكلم عن أبيي يعطونه (50%)..!
نحن عندنا أكثر من (3) آلاف مسيري ماتوا بسبب مشكلة أبيي.
دايرين شمالي واحد – ما يموت معانا لكن يتكلم في الجرايد.. يتكلم يقول (أبيي دي حقتنا فنحن الشماليين وحنموت عشانها).
ويضيف:
(نحن ما لاقين شمالي واحد يتكلم معانا.. الشماليين واقفين مننا بعيد ونحن بنموت.
ويواصل الناظر “مختار” في مرارة.. الحرب استمرت (20) سنة الجنوبيون لم يدخلوا في أرضنا نحن المسيرية بمتر واحد، لكن عندما أرادوا أن يدخلوا الخرطوم عن طريق قيسان والكرمك نحن المسيرة أوقفناهم ومنعناهم من الوصول للخرطوم.. نحن ندافع عن السودان كله، في الوقت الذي ينوم فيه الشمال عن الدفاع عن أبيي).