بكل الوضوح

أخيراً تحرير وزارة الثقافة من قبضة الموازنات والترضيات .!!

عامر باشاب

{  من ضمن الموضوعات التي كتبتها عبر هذه المساحة خلال الفترة الماضية ( بكل وضوح ) جاء تحت عنوان أهل ( الثقافة والإبداع أحق بالترضيات ) قلت فيها كلما تأملت حالة الجمود وانعدام الرؤية التي وصلت إليها الثقافة في هذا البلد، وكلما نظرت إلى الأوضاع البائسة التي ظل يعيشها أهل الثقافة في الفترة الأخيرة في قطاعاتهم المختلفة أترحم على أيام الوزير الهمام الأستاذ “السمؤال خلف الله”.
{ والحق يقال إن هذا الرجل “السمؤال” منذ اللحظات الأولى التي تحمل فيها أعباء الشأن  الثقافي والإبداعي في أيام توليه ( وزارة الثقافة) ظل يحمل شعلة العمل والإنجازات.. حيث استطاع وفي فترة وجيزة أن يحول الوزارة الساكتة والفاترة إلى فعل دائب ونشاط مستمر وحراك في جميع اتجاهات الثقافة، بدأ عمله بثورة عارمة للرقي بالأداء الثقافي والفني والأدبي، واستطاع أن يبث الأمل في روح المبدعين ورواد الثقافة.. وانتشالهم من حالة إحباط عاشوها جراء تدهور الأوضاع في الأوساط الفنية والإبداعية. وبعد أن كادوا أن يصلوا إلى مرحلة متأخرة من اليأس، جعلهم يعيشون حالة من الترقب المصحوب بالنظرة المتفائلة إزاء المستقبل.

و”السمؤال” على الرغم من أنه لم يجلس طويلاً على كرسي هذه الوزارة، لكن نجد أنه حقق للثقافة وأهلها ما عجز عنه كل الذين سبقوه في الجلوس على هذا الكرسي في عهد الإنقاذ.. وهذا لأنه من أهل الوجعة.

{ ومن هنا نبعث برسالة لصناع القرار ونطلب منهم تحرير كرسي وزارة الثقافة من قيد الموازنات والترضيات السياسية.. ونقول يستطيع أن يتناغم ويتفاعل مع المبدعين يحس بحسسهم ويتفاعل وينفعل مع قضاياهم، ويعمل على حل مشاكلهم ويحقق لهم بعض تطلعاتهم.  وطالبت حينها القيادة العليا بالدولة للانتباهة لأهمية إستراتيجية الثقافة السودانية حتى تولي وزارة الثقافة الاهتمام الذي يليق بها بتوفير المناخ الملائم والدعم الكافي حتى تنطلق .

{ وبحمد الله بالأمس جاءت البشرى عبر تشكيلة حكومة الدكتور “محمد طاهر أيلا” رئيس الوزراء  تعلن عودة الوزير الهمام “السمؤال خلف الله” إلى موقعه الطبيعي وزيراً للثقافة والسياحة والآثار وهذا يؤكد أن قيادة الدولة استجابت أخيراً لمطالبتنا بتحرير كرسي وزارة الثقافة من قيد الموازنات والترضيات السياسية وإعادته لرجل من أهل الثقافة .

{ وضوح أخير :

{ عندما تم تعيين “السمؤال” وزيراً للثقافة في العام 2010  تفاءل الجميع خيراً  بأنه سوف يحرك ساكن الثقافة وينعش قطاعاتها المختلفة. وبالفعل لاحت بوادر هذا الحراك وبدأت الحياة تدب في مفاصل وزارة الثقافة، وعمت الفرحة كل القطاعات الثقافية  حتى أن البعض شبهوا عهد “السمؤال”  بعهد الراحل المقيم “عمر الحاج موسى” وزير الثقافة في العهد المايوي، وعندها منوا أنفسهم بفتوحات إبداعية  ومهرجانات ثقافية،  ولكن يا فرحة ما تمت لتأتي رياح الموازنات السياسية لتزيح “السمؤال” من موقعه وسط دهشة الجميع، ولكن بحمد الله هاهو “السمؤال” يعود من جديد للثقافة بالأمس عبر التشكيلة الوزارية الجديدة  ليحقق  آمال وطموحات أهل الثقافة والفنون ويحقق الشعار الذي رفعه قبل سنوات ( الثقافة تقود الحياة ) .

 

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية