عز الكلام

ما أشبه الليلة بالبارحة!!

أم وضاح

ظللنا منذ بداية الاحتجاجات الأخيرة  المشروعة والطبيعية والمتوقعة في ظل وضع اقتصادي مأساوي وحكومة ضعيفة ومترهلة وخاملة، ظللنا نشد حيل البلد ووقفنا بصدورنا ضد الطوفان رغم ما أصابنا من رشاش واتهامات وبذاءات احتسبناها جميعاً لوجه الوطن والتراب الغالي وظللنا نقول إننا لازلنا نأمل في تغيير حقيقي وإصلاح شامل،  وهبوط آمن يغير من الصورة السوداء للمشهد برمته، ويغير من الوجوه المكررة التي هي السبب الأساسي في الفشل  والخذلان والتخلف والتراجع الذي أصاب بلادنا، وازدادت رقعة الآمال بخلق هذا التغيير عقب انقلاب الجمعة الذي قام به الرئيس، وقلنا إنه أخيراً انتبهت القيادة السياسية إلى حتمية التغيير والإحلال والإبدال، وبث الروح من جديد في الساحة السودانية بظهور كفاءات تقود حكومة تكنوقراط تجد الحل للأزمة، وتخرج بالبلد من عنق الزجاجة. لكن للأسف وبتشكيل الحكومة أمس تجددت مساحات الخذلان والخيبة والفشل، وذات الوجوه تمت إعادة إنتاجها من جديد وتم تدويرها بشكل مستفز، وهؤلاء جميعاً إلا من رحم ربي ظلوا شركاء في الفشل وحكومة الصدمة والوكسة والنكسة التي كان يقودها “معتز  موسى” لنطرح السؤال المهم شنو الداعي لحل الحكومة وخلق فراغ تنفيذي طوال الأيام الماضيات لتعود ذات الوجوه التي ليس لديها ما تقدمه، بل هي طرف رئيسي في الأزمة لنعيش بذلك أكبر كذبة انتهت بتشكيل هذه الحكومة العجيبة ويمارس على شعبنا استهبال سياسي عينك عينك، وفي وضح النهار ولاعزاء للشباب الذين خرجوا من أجل التغيير ولاعزاء للذين استشهدوا حتى ينهوا هيمنة أسماء ظلت تدور في فلك الفشل والهزيمة وظلت واقفة في محطة لا تسافر قطاراتها ولا تنوي الارتحال نحو النهضة أو التطور، وهؤلاء ظلوا قانعين ومكتفين بالكراسي والمناصب والحصاد دائماً صفر كبير
وخلوني أقول إنني  شخصياً وفي كل المرات وعند تشكيل كل الحكومات السابقة، كنت أدعو لتصفير العداد وإعطاء القادمين الجدد فرصة لتلمس خارطة طريقهم إلا هذه المرة وليس لدينا استعداد لسماع وعود وما عندنا احتمال لكذب سياسي، أو تخدير  لجرح ملتهب وفي طريقه للتعفن. هذه الحكومة لن تصنع جديداً، هذه الأسماء لن تقفز فوق حفرة الأزمة العميقة، هذه الشخصيات لن تحلق بنا فوق سماء الحلول والوفرة والرخاء، هذه الحكومة توأم سيامي مشوه للحكومة السابقة وإن كانت حكومة “معتز” هي حكومة الصدمة، فهذه حكومة الضربة القاضية لآخر ما كنا نخبئه ونحرص عليه من آمال قلبي . والله على شعبي الذي انتظر صباح العيد واكتشف أنه موعود بليل طويل حالك السواد اللهم لا اعتراض.
كلمة عزيزة
نفسي أجد مبرراً واحداً لإعادة تدوير الحكومة السابقة هل معقول أن كل الحراك الذي حدث ما وقع للقيادة السياسية فهم  أن هناك تياراً جديداً شاباً يحمل رؤى وأفكاراً جديدة،  وقادراً على صناعة مستقبل عظيم ، بعيداً عن أصنام العجوة التي تصنع كل مرة بشكل جديد
كلمة أعز
بعد تشكيل حكومة أيلا بلدنا يا حليلا.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية