الديوان

“حاجة عثمان” .. أول كابتن طيران سودانية تحلق في فضاء العالمية

تشعر بسعادة غامرة حينما تحلق في أجواء الصباح

الخرطوم ـ سيف جامع
مثلما برعت المرأة السودانية في كثير من المجالات التي تعتبر حكراً على الرجال امتدت براعتها إلى مجالات شاقة صعبة مثل الطيران التي دخلت إلى عوالمه كابتن “حاجة عثمان” كأول امرأة (سودانيه) تقود طائرة وتحلق بها في السماء، واليوم وبمناسبة اليوم العالمي للمراة افردنا هذه المساحة لكابتن “حاجة” التي تعمل بشركة تاركو كأول امرأة سودانية تقود طائرة وتحقق هذا الإنجاز وعرف عنها هبوطها الناعم في المطارات الدولية وتحليقها المميز في الأجواء كابتن “الحاجة عثمان بلة” حققت حلمها بأن ترتاد الفضاء وتقود طائرة وليست راكبة بها أو مضيفة وهي الوظيفة ـ المضيفة ـ التي تعتبر الأولى في اهتمامات الفتيات بعد الطب. لكن حلم وطموح كابتن “حاجة” تخطى ذلك ووصلت إلى داخل كبينة قيادة الطائرة وتقول إنها سعيدة بعملها وتهوى قيادة الطيران، وتشعر بسعادة غامرة حينما تحلق في الصباح الباكر،
بخطوات ثابتة سعت “حاجة” نحو طريقها الشائك حيث بدأت بدراسة الطب بجامعة دمشق، فجمعت بين الطب والطيران، لكن دراسة الطيران همها الأول والمختلف عن أحلام الفتيات من جيلها، وبعد إعلانها عن رغبتها في دراسة الطيران اتجهت لأكاديمية هاي ليفل بالخرطوم المختصة في علوم الطيران، مهدت لها الرخصة المعتمدة التي حازت عليها من الكلية في أن تلتحق بأكاديمية الطيران بعمان الأردن، وحازت على رخصة الطيران التجاري منتصف العام الماضي ليصبح من حقها أن تلزم الركاب وطاقم الرحلة بربط الأحزمة إيذانا بالإقلاع.
مقر إقامة “الحاجة عثمان” بالقرب من مطار الخرطوم حيث تقطن بحي بري، مكنها من متابعة حلمها عن كثب، وكان لافتتاح كليات مختصة في الخرطوم لتدريس علوم الطيران خطوة مهمة في تحقيق حلمها الذي حولته إلى حقيقة، وأكملت دورات التحليق التدريبي وصلت إلى أكثر من خمسين ساعة طيران وهو رغم معتمد عالمياً لإثبات الجدارة ونالت شهادة الطيران الدولية من جنوب أفريقيا لتلتحق بعدها بشركة تاركو للطيران لتعمل ضمن طاقمها في كابينة القيادة.
وبذلك انضمت “الحاجة عثمان” إلى قائمة (94) من سيدات قيادة الطائرات عالمياً، وأصبحت اسماً يحلق في سماء نجاحات المرأة السودانية لتكتب اسمها ضمن قائمة الرائدات.
بدأت كابتن “حاجة” دراسة الطيران في العام 2008م إذ درست رخصة الطيران الخاص «بي بي إل»، ورخصة الطيار التجاري (سي بي إل)، دراسة الطيران تعتبر من أكثر المجالات التي تتطلب بعض المهارات وتقول كابتن “حاجة”: أولاً لابد أن يكون المتقدم لائقًا طبيًا ولابد أن يخضع للفحص الطبي، وكل رخصة طيران لها فحوصات معينة وشروط معينة، كما هنالك شروط في الشهادة أهمها درجات عالية في مواد الفيزياء والرياضيات والإنجليزي.
وبالرغم من أن مدة دراسة رخصة الطيران سبعة أشهر إلا أنها أمضت عامين في الدراسة نسبة لصعوبات كانت تواجه الطيران لأن الطيران كان يتم في القاعدة الحربية بوادي سيدنا يومي (الخميس والجمعة)، بحسب حديثها ومضت قائلة: عدد الطائرات كان غير كافٍ، ولكن حاليًا الدراسة تستغرق سبعة أشهر فقط لأن الوضع تغير نتيجة لحضور طاقم من جنوب أفريقيا ولتحول الطيران إلى دنقلا لأن مطارها صالح والسكن في فندق تابع للمطار،
وحول مسيرتها وكيفية بداياتها في المجال تحدثت عن دراستها للطب فقالت: دخلت بناءً على رغبة أسرتي بأن أدرس الطب مع أنني كنت أحب دراسة الطيران، وبعد تخرجي عدت مرة أخرى لإشباع رغبتي في الطيران، وتضيف: رغبتي في البداية كانت دراسة الطيران، فحاولت التقديم للملكية الأردنية في الأردن لدراسة الطيران ولكن أسرتي رفضت الفكرة وطلبوا مني دراسة الطب، وبعد أن انتهيت من دراسة الطب وجدت فرصة لدراسة الطيران في السودان عبر أكاديمية هاي ليفل للطيران فاغتنمت الفرصة وتخرجت وتحصلت على رخصة الطيران.
طارت “حاجة عثمان” حوالى (58) ساعة في امتحان الحصول على الرخصة مع أن الفترة المقررة للطيران فقط (45) ساعة، وخضعت لاختبار في رحلتين للحصول على الرخصة القصيرة، كانت من دنقلا حتى الدبة، ومدتها ساعتين، والطويلة من دنقلا إلى مروي ومدتها أربع ساعات، وقد قطعتهما جميعها بكل جدارة
وفي إجابتها لسؤال لها عن هل شعرت برهبة وهي تتأهب للطيران ردت: نوعًا ما، ولكن معلمي الكابتن “حاتم بدر الدين الجزار” وقف بجانبي وشجعني وعلّمني كيف أطرد الخوف وأحلق عاليًا وكيف أتدرب لأكتسب اللياقة واليقظة والتركيز، والفضل يعود إليه من بعد الله في نجاحي هذا فله كل الشكر والتقدير.
وقبل التحاقها بشركة تاركو خضعت كابتن “حاجة عثمان” لامتحان شفهي خاص بالطيران المدني ومن شروطه أن يكون الجالس له قد حلق بالطائرة عشر ساعات منفردًا من مدينة لأخرى وقد اجتازت هذه الفترة وحلقت خمس عشرة ساعة منفردة.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية