بكل الوضوح

حكومة فاشلة .. معارضة انتهازية

كل صباح تؤكد أحزاب المعارضة السودانية أنها شريك أساسي في الأزمة السودانية مهما ادعت أو حلفت أو لحست النار بلسانها أنها بريئة ولم تدخل يدها في أي طبخة سياسية أو اقتصادية،  ولن يعفيها من هذه المسؤولية التاريخية أي تبريرات واهية أو محاولة ادعاء للبطولة أو تملّص مكشوف ومفقوس وتحميل هذا التدهور لحزب المؤتمر الوطني كما فعل “أحمد بلال” الأمين العام للحزب الاتحادي الذي حمّله مسؤولية الانهيار الاقتصادي والتدهور الذي يحدث في البلاد وكأن “أحمد بلال” ظل خارج البلاد يلوك الصبر ويتحمّل الحرمان ووحشة الغربة في سبيل إيمانه بقضية أو مبدأ أوهدف. والرجل ظل يتقلب في المناصب، رغماً عن أنف جلطاته وتصريحاته التي ظلت محل تهكم وتندر، بل إنه  قبل أسبوعين من الآن كان وزيراً في وزارة مهمة هي وزارة الداخلية، والرجل من موقعه في الوزارة ظل مدافعاً ومنافحاً عن الشدة والقسوة والقمع والتنكيل الذي تعرّض له الشباب في بداية الاحتجاجات، ولو أنه يومها قدم استقالته احتجاجاً وتنديداً واعتراضاً، لرفعنا له القبعات واختشينا أن نمد أرجلنا جلوساً في حضرته، لكنه للأسف ما قال بِغِم. وظل ساكتاً ومتفرجاً ومدافعاً ولم تظهر له سوءات هذه الحكومة إلا بعد أن غادر كرسي الوزارة بقرارات الرئيس الأخيرة. هذه هي المعارضة التي باعت قضيتها من بدري للمؤتمر الوطني الذي عرف عقدتها وأدرك مكامن شهيتها وشهوتها للسلطة وللكراسي فغازل عيونها بها، لذلك صمتت عن قضايا شعب السودان وسكتت وختّت الخمسة في الاتنين حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن.
لذلك ومنذ زمن طويل ظللت كافرة بهذه المعارضة الانتهازية التي ظلت تتاجر بقضايا الشعب السوداني، وتنال باسمه المكاسب والمناصب والترضيات، وهذا الرضوخ والطمع هو الذي أغرى حزب المؤتمر الوطني على الفرعنة (وقالوا لفرعون مين فرعنك قال مالقيت زول يقول لي لا)وهؤلاء ظلوا يبصمون بالعشرة ويقولون نعم تتبعها نعم والآن  بعد أن أدركوا أن هناك لاعبين جُدُداً وأنهم سيخرجون خارج اللعبة، يحاولون القفز من السفينة وادعاء الرسالية والانحياز للشارع السوداني الذي لن يقبل في صفوفه من تمرّغوا في نعيم السلطة حد الاكتفاء وهم الآن يحاولون تبرئة ساحتهم وادعاء البراءة، وكأن هذا الشعب يحمل ذاكرة سمك ولا يتذكر سنواتهم الخوالي في أحضان السلطة.
لذلك أقول لـ”أحمد بلال” صحيح الشينة منكورة لكن ليس بهذه الطريقة المكشوفة التي تجعلهم محل سخرية أمام الشارع السوداني الواعي المعلم الذي سئم الاستهانة والاستخفاف به. أما حزب المؤتمر الوطني الذي ظل محتفياً ومحتفلاً ومانحاً الفرصة لأحزاب سليقة وشخصيات ضعيفة حتى ينفرد بالحكم ويسوي الدايرو نقول ليه خُم وصُر وهذه الترضيات لم  تُكسب البلد خيراً، وتسببت في شلل للحراك السياسي وهاهو الآن يتحمّل وزر هذه الشراكات الهشة العاجزة عن تحمل المسؤولية ليصيح شعبنا المغلوب على أمره واقع بين سندان حكومة فاشلة وعاجزة ومطرقة معارضة انتهازية وجبانة تطير عيشتنا!!.
كلمة عزيزة
الذين يستخدمون لغة التهديد والتخوين لمن يخالفهم فقط الرأي، لا يصلحون لقيادة أمة أو صناعة ثورة عدالة والشتائم والبذاءا ت لا يمكن أن تصدر من أصحاب رسالة أو هدف أو صناعة مستقبل مثالي والذين يدعون أن الإنقاذ ظلمت الناس ويستعملون ذات الظلم لا يصلحون أن يكونوا بديلاً لها والذين يدعون أن الإنقاذ انتهكت الحرمات وهم يمارسون ذات الفعل انتهاكاً للحرمات وأخذاً للناس بالشبهات هم (مدّعين وكذابين) ويقتلون بذات الخنجر
قدموا النموذج الذي يستحق أن يُتّبع.
كلمة أعز
اللهم احمِ بلادنا من الفتن واجمع أهلها على كلمة سواء.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية