ربع مقال

سودان ما بعد الأزمة..!!

د.خالد حسن لقمان

.. الدعوات التي انطلقت أخيراً من عدة جهات وكيانات وجبهات سياسية لتبني نهج تصالحي بين الجميع للدخول في مرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية والتقدم لهذا البلد.. بلا شك تعد فعلاً حكيماً يستوجب تثمينه ودفعه باعتباره معبراً عن رغبة وإرادة الجميع بصدقهم الوطني وتجردهم الذاتي من أجل بلدهم ومستقبل أبنائها وأجيالها القادمة.. وفي هذا لا يجب أن ينحى البعض إلى محاولة تسفيه هذه المبادرات والتقليل من شأنها وشأن من تقدموا بها أو أولئك الذين لديهم مبادرات شبيهة يحبسونها في صدورهم خشية رفضها أو الاستهزاء بها وبالتالي بهم.. وهذا خطأ كبير يجب على من بيدهم زمام الأمور الآن في الجانب الحكومي.. التحذير منه ومنع حدوثه والاتجاه بجدية تامة لاستيعاب هذه الرغبات عبر التداول الكافي الذي يحقق في نهاية المطاف.. ما يمكن أن يدخل في دائرة التراضي عبر التواضع على موضوعيات تبنى بتفهم جميع الأطراف لمواقف بعضها البعض عن طريق مد الخطوط تجاه الآخرين وتقديم التنازلات التفاهمية لهم بتبادل مشترك في الأخذ والعطاء.. ويبدو أن الأزمة الاقتصادية الحالية التي تعاني منها البلاد بإسقاطاتها السياسية والاجتماعية التي شهدتها الساحة مؤخراً.. قد حركت بالفعل قناعات الكثيرين ليحققوا هذه الحالة من التراضي فيما بينهم.. ليبقى من ثم الدور الحكومي المنتظر وأيضاً الموقف المعارض لتقديم التنازلات الأكثر شجاعة وعقلانية لترتيب المنضدة وتوزيع الأوراق والأدوار.. وهو أمر ليس مستحيلاً علي الإطلاق إذا ما قرر الجميع تغيير المشهد الحالي بانقساماته إلى آخر تتحقق فيه إرادة جمعية تنظر إلى مستقبل جديد من التطور والنماء والتقدم.. وهو الأمر الذي ظلت ترتفع من أجله أيادي الصالحين في مساجدهم وصلاتهم للأخذ ببلادهم وأهلهم إلى بر الأمان الذي يعانقون معه سوداناً جديداً يستوعب الجميع دون إقصاء أو تمييز في الحقوق والواجبات.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية